كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاقها نحو 383 منشأة سياحية خلال العام الماضي، وإصدار 67 عقوبة بحق منشآت أخرى، بعد تسجيل عدد من المخالفات عليها، من بينها مخالفات تتعلق بالعمل دون تراخيص التشغيل وتراخيص الأمن والسلامة وتجديدها.
وأشار محمد بن عبد الله العمري، المدير التنفيذي للهيئة في منطقة مكة المكرمة، إلى أن هناك عقوبات تضعها الهيئة في مواجهة المنشآت المخالفة، تبدأ بضبطها، ثم تصدر الهيئة قرارا بالعقوبة حسبما يسمح به النظام، وهي عقوبات مالية نظمها التنظيم المعتمد من الجهات المختصة بالدولة، حسب نوع المخالفة.
ولفت العمري إلى أنه في حال تكرار المخالفة يعاد الضبط مرة أخرى، وتتضاعف القيمة المادية، وفي حالة تكرار المخالفة تصل العقوبة في هذه المرحلة إلى إغلاق المنشأة، ورفعها إلى مقام المحافظة والإمارة، مشيرا إلى أنه تم بالفعل إغلاق 383 منشأة خلال العام الماضي.
في جانب آخر، وحول المشاريع والأنشطة الاستثمارية السياحية في المحافظة، أعلن العمري انطلاق رالي منطقة مكة المكرمة أبريل (نيسان) المقبل، الذي سينطلق من محافظة جدة، مرورا بمكة المكرمة والهدا والطائف والباحة وخميس مشيط وأبها وجيزان والقنفذة والليث، ومن ثم العودة إلى جدة، كما سيتم في الفترة ذاتها إطلاق مهرجان خاص لرياضة فعاليات التطعيس والتزحلق على الرمال.
وحول مشاريع الليث والقنفذة السياحية، قال القمري: «إن اللجان المسؤولة عن تفعيل الإجراءات الخاصة بالمشاريع والأنشطة الاستثمارية السياحية بدأت العمل»، لافتا إلى أن المحافظتين تحظيان بعدد من الفعاليات والمناسبات الجاذبة للزوار، ومن بينها مهرجان العسل بمركز العرضية الجنوبية التابع لمحافظة القنفذة، الذي يقام برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار، واللجنة الاجتماعية بالعرضية الجنوبية، وفرع وزارة الزراعة بشعار «العسل الأصلي في موطنه»، بالإضافة إلى مهرجان المانجو الذي سينطلق منتصف العام الحالي.
وبالعودة إلى موضوع المخالفات، أكدت الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في فرعها بجدة على جميع مشغلي الفنادق والوحدات السكنية المفروشة في جدة ضرورة التقيد بالتعليمات الصادرة من الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، الخاصة بعدم السماح بإقامة أي مزادات عقارية إلا بعد الحصول على التراخيص اللازمة، ووجود موافقة مقام محافظة جدة.
وأوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة أنه تم التعميم بأهمية التزام جميع مشغلي الفنادق والوحدات السكنية المفروشة بجدة بالتعميم المشار إليه، وعدم السماح باستغلال قاعات الفنادق لإقامة أي مزاد، مشيرا إلى أن الفندق الذي يقوم بتأجير قاعاته لأي مزاد دون تصريح من إمارة المنطقة ومحافظة جدة والمحافظات الأخرى، يكون عرضة للعقوبات المقررة عليه بموجب النظام، وسيتم الرفع به إلى الجهات المختصة.
يُذكر أن قطاع السياحة (حسب المهندس محيي الدين حكمي مساعد أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة) يختزن 56 ألف فرصة وظيفية للسعوديين سنويا، وهو من أعلى القطاعات توطينا للوظائف؛ إذ تشير التوقعات إلى استقبال المملكة ما يصل إلى 15.8 مليون سائح بحلول عام 2014م، مما يجعلها بذلك واحدة من الأسواق الناشئة الأكثر استقطابا للاستثمارات الخارجية المباشرة في قطاعات الفعاليات السياحية.
وأكد أن قطاع السياحة السعودي أسهم في توظيف ما نسبته 9.1 في المائة من إجمالي القوى العاملة في المملكة بالقطاع الخاص، ووفقا لبيانات منظمة السياحة العالمية، فإن حصة المملكة من عدد الرحلات السياحية إلى منطقة الشرق الأوسط قد بلغ 32 في المائة، ويوجد بها أكثر من 6300 موقع تراثي وثقافي، وتخطط المملكة لجذب 1.5 مليون سائح بحلول عام 2020، مما يوسع نطاق إسهام السياحة في الاقتصاد.