اعتمدت وزارة الصحة السعودية، حديثا، برنامجا لقياس حجم الأخطاء الطبية المحتمل حصولها في المستشفيات الحكومية أو الأهلية، في بادرة اعتبرها خبراء ومراقبون «نواة» لقاعدة معلومات دقيقة تقيس حجم الأخطاء الطبية في المرافق الصحية.
ولم يفصح المتحدث الرسمي في وزارة الصحة، الدكتور خالد مرغلاني، خلال استفسار لـ«الشرق الأوسط»، عما إذا كانت الوزارة قد توصلت إلى نسبة معينة ودقيقة عن حجم الأخطاء الطبية التي ترتكب في بعض المرافق الصحية، سواء كانت حكومية أو خاصة، لكنه جزم أن هذا البرنامج سيكون «نواة» لقاعدة بيانات معلوماتية، وذلك عند إكماله رصد وتحليل تلك الأخطاء، معتقدا أنه من خلال هذا البرنامج تستطيع الوزارة أن تحدد نسبة دقيقة للأخطاء الطبية في المرافق الصحية.
وقال الدكتور خالد مرغلاني خلال حديثه عن ماهية برنامج تسجيل الأخطاء الجسيمة في المرافق الصحية، إن هذا البرنامج سيضع التحليلات والأسباب الجذرية لتلك الأخطاء من أجل الوصول إلى آلية لتطوير الوسائل الوقائية التي تحول دون تكرارها، مؤكدا تطبيق النظام فعليا وعلى أرض الواقع.
وأضاف: «يعتمد برنامج تسجيل الأخطاء الجسيمة على تسجيل الحالات المسببة للوفاة أو أضرار جسدية جسيمة، مرورا بغرف العمليات وانتهاء بعمليات نقل الدم الخاطئ، الأمر الذي يلزم الجهة المسؤولة في المستشفى بتوثيق الخطأ ومسبباته وإدخاله في البرنامج إلكترونيا، وفي غضون 48 ساعة تتم عملية النظر في هذا الخطأ من قبل لجان مختصة وتحليله من خلال إجراءات وسياسات وفق معايير معينة بالإضافة إلى معلومات عن المستشفى وإدارته ومعلومات عن مستخدم النظام صاحب الصلاحية».
وربط الدكتور خالد مرغلاني الخطوات التطويرية لتجويد الخدمات الصحية في القطاع الخاص بهذا البرنامج، مشيرا إلى أن وزارة الصحة اشترطت على جميع المستشفيات الخاصة التسجيل في برنامج الأخطاء الجسيمة، كأحد متطلبات الترخيص للمستشفيات الأهلية، أو التجديد، أو الاستمرار في الخدمة بالقطاع الطبي، مستندا على تعميم أصدرته الوزارة لكافة مديريات الشؤون الصحية بالمناطق والمحافظات، يقضي بضرورة سرعة حث جميع مستشفيات القطاع الخاص لتسجيل جميع الأحداث الجسيمة في البرنامج الجديد الذي استحدثته الوزارة، متضمنا التنبيه على هذه المستشفيات بتسلم رقم المرور وكلمة السر والتأكد من تسجيل أي خطأ جسيم يحدث لديهم خلال يومين كحد أقصى.
وسبق أن أكد وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة لـ«الشرق الأوسط» إلزام جميع المرافق الصحية في البلاد بتسجيل أخطائها الطبية ببرنامج «تسجيل الأخطاء الطبية» حال وقوعها، في الوقت الذي أكمل فيه جهازه إدخال جميع المستشفيات الحكومية منها والخاصة في هذا البرنامج للإبلاغ عن أي حادث طبي مسبب للوفاة، أو الإصابة الجسدية أو النفسية للمريض. واستكملت الوزارة حديثا إدخال جميع مستشفياتها في هذا البرنامج؛ حيث يطلب من جميع المستشفيات الإبلاغ عن أي حدث في حينه، وقد وصفت الوزارة الحدث الجسيم بالحدث غير المتوقع الذي يؤدي إلى الوفاة أو الإصابة الجسدية أو النفسية لمريض أو مرضى ليس لهم علاقة بالمسار الطبيعي للمرض.
ويعد نظام متابعة ومراقبة الأخطاء الجسيمة، نظاما إلكترونيا يتم فيه تسجيل الحدث على الشاشة من المستشفى مباشرة، ويظهر لدى المسؤولين في الوزارة للرجوع إلى المستشفى؛ لمعرفة الخلل الذي حدث والأخطاء الجسيمة، كما هو معروف، مثل نقل الدم الخطأ أو إجراء العملية الجراحية في المكان الخطأ أو للمريض الخطأ، وغيرها من الأخطاء الجسيمة.