تحرك سعودي لوقف المنتجات الغذائية المحملة ببقايا المبيدات

التأكيد على المستوردين بحفظ حقوقهم تجاه المصدرين

استخدام المبيدات في المواد الغذائية خاصة الزراعية له تأثيرات ضارة على صحة الإنسان
TT

بدأت الجهات الحكومية السعودية في تحركات جادة لوقف دخول المواد الغذائية المحملة ببقايا المبيدات، والتي تأتي في ظل متابعة مستمرة لسلامة المنتجات الغذائية.

ووجهت هيئة الغذاء والدواء السعودية خطابات لجميع المستوردين السعوديين، وذلك عبر الغرف التجارية، تؤكد عليهم ضرورة الالتزام بالإجراءات التي أكدت عليها الهيئة العامة للغذاء والدواء، وضرورة تضمين تعاقداتهم للاستيراد بنص يضمن حقوقهم تجاه المصدر في حال ثبوت عدم مطابقة مستورداتهم من المواد الغذائية للوائح الفنية والمواصفات المعتمدة والتعاميم ذات العلاقة، أو في حالة عدم صحة التقارير أو الشهادات المصاحبة لها، حيث إن المستورد مسؤول أمام الهيئة العامة للغذاء والدواء عن الإرسالية الواردة باسمه.

وأكدت الهيئة أنها ستعمل على متابعة كل الأغذية المستوردة للسعودية والتأكد من مدى مطابقتها للحدود القصوى المعتمدة، وذلك حرصا على صحة وسلامة المستهلك، وتحقيقا للمصلحة العامة، وحفاظا على رؤوس الأموال الوطنية، ولتلافي تعرض تلك المنتجات للرفض وعدم السماح لها بالدخول لأسواق السعودية والذي يكبد رجال الأعمال خسائر كبيرة. وفي المقابل، يرى بعض الأطباء أن بقايا المبيدات في المواد الغذائية لها مخاطر شديدة على الإنسان، وأن وجود بقاياها في الأغذية وتراكمها في الأجسام الحية يؤدي إلى أمراض خطيرة وتلف لبعض الأعضاء الحيوية.

وقال بندر العامر، أحد المهتمين في القطاع الزراعي، إنه إضافة إلى منع استيراد المواد الغذائية التي فيها بقايا مواد أو بقايا مبيدات، فإنه من الأهمية مراقبة المواد الغذائية المنتجة محليا خاصة في ما يتعلق بالمنتجات الزراعية والتي قد يكون تعرض البعض منها لبعض مركبات الأسمدة والتي قد تصل للمياه الجوفية وتلوثها بسبب زيادة بعض العناصر خصوصا «النترات».

وأضاف العامر أن استخدام المبيدات في القطاع الزراعي المحلي له عدة مسالك إلى البيئة، فقد تنتشر في الهواء عن طريق الرش المباشر أو المضببات أو المدخنات أو المبيدات الغازية، وقد يمتد انتشارها لمسافات أبعد من حيز تطبيقها نتيجة التصاقها بالعوالق الترابية في الهواء. وقد تصل المبيدات لمصادر المياه السطحية من خلال غسلها من الأسطح المرشوشة بها أو من سطح التربة وتتراكم في تجمعات هذه المياه أو تنساب خلال طبقات التربة إلى المياه الجوفية إذا لم تكن تتمتع بدرجة من الثبات تسمح لها بذلك. وتتلوث التربة بالمبيدات نتيجة الرش والحقن أو من المياه الري الملوثة أو مع مياه الأمطار التي تغسل المبيدات من الجو أو قد تصل إليها عن طريق متبقيات النباتات التي تبقى في التربة والتي سبق معاملتها بالمبيدات.

إلى ذلك، أشار عبد الله المشيعلي إلى أن أخطر أنواع المبيدات هي التي تتصف بالسمّية العالية وبطول البقاء في البيئة وعدم قابليتها للتحطم فيها، الأمر الذي يجعلها تتراكم في أحد مكونات البيئة من كائنات برية وبحرية أو نباتية أو الإنسان نفسه. وأضاف أن استخدام المبيدات والأسمدة على حد سواء بطريقة مكثفة أو غير متوازنة أو عدم اتباع الجرعة السليمة أو عدم استخدام النوع المناسب منها في الوقت المناسب يؤدي بلا شك إلى أضرار جسيمة بالصحة العامة والبيئة.