وضع المؤتمر الدولي الثالث للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، الذي احتضنته العاصمة الرياض هذه الأيام، التعليم الأكاديمي الإلكتروني على رأس أجندته لمناقشتها أمام مختصين وأكاديميين عالميين لتطوير التعليم الإلكتروني في السعودية.
وأكدت وزارة التعليم العالي في افتتاحية المؤتمر، أول من أمس، دعم تطوير المؤسسات الأكاديمية في السعودية والنهوض بها، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الجامعات الحكومية إلى 25 جامعة موزعة على مناطق ومحافظات البلاد.
وقال الدكتور مطلب النفيسة، وزير التعليم العالي بالنيابة، في كلمة ألقاها لدى افتتاحه المؤتمر الدولي الثالث للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ويستمر ثلاثة أيام؛ «إن الجامعات السعودية باتت تستوعب 90 في المائة من خريجي مرحلة الثانوية العامة»، معتبرا ذلك امتدادا للاهتمام الكبير بقطاع التعليم في البلاد بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص.
من جانبه، قال الدكتور محمد العوهلي، وكيل الوزارة للشؤون التعليمية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، «إن ضيوف المؤتمر المشاركين أتوا من 18 دولة حول العالم»، مشيدا بالأوراق العلمية المقدمة التي تعكس أهمية هذا التجمع العلمي، موضحا أنهم استقبلوا أكثر من 300 بحث علمي أجازوا منها 72 بحثا لطرحها للمناقشة أمام 100 متحدث خلال جلسات المؤتمر.
وأضاف: «إن الاستثمار في العنصر البشري بات في مقدمة أولويات واستراتيجيات الدول في شتى أنحاء العالم، وأصبح الإيمان بأن المنافسة الحقيقية تكمن في تطوير الإنسان، والتعليم أساس هذا الاستثمار والتطوير، حيث حققت السعودية في هذا الجانب كثيرا من الامتياز، عبر كثير من المواقف والإنجازات»، مشيرا إلى أن وزارة التعليم العالي تؤمن بمبدأ تنويع الفرص التعليمية وأتاحتها لطالبها، واصفا خطة (آفاق) ترجمة لذلك، والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد جانب من جوانب هذه الخطة.
من جهة أخرى، أعلن الدكتور عبد الله الموسى، مدير الجامعة السعودية الإلكترونية المكلف، عزم الجامعة الإلكترونية فتح فروع لها في العام الأكاديمي المقبل في كل من القصيم والجوف وعسير، تضاف إلى فروعها الحالية في الدمام وجدة والمدينة المنورة، علاوة على زيادة نسبة القبول للراغبين في الدراسة بالجامعة وفق التخصصات التي تقدمها، للحصول على درجة جامعية معتمدة من حيث الجودة العالمية في التعليم.
وقال الموسى في محاضرة ألقاها أمس على هامش المؤتمر الدولي الثالث للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد بعنوان «الجامعة السعودية الإلكترونية نموذج مختلف في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد»: «إن الجامعة تنوي مع هذا التوسع فتح برامج دراسية نوعية ومتميزة يحتاج لها سوق العمل، سواء كان ذلك على مستوى الدبلوم أو البكالوريوس أو الماجستير، إضافة إلى فتح برنامج دبلوم عال بعد درجة البكالوريوس في تخصص الحكومة الإلكترونية، بالتعاون مع جامعة أوهايو الأميركية، وبرنامج في الماجستير في تخصص أمن المعلومات، إضافة إلى طرح برامج تدريبية طويلة وقصيرة للموظفين على رأس العمل بعد اعتمادها من جهة الاختصاص».
وأكد الدكتور عبد الله الموسى أن الجامعة السعودية الإلكترونية جاءت لتسهم بفاعلية في بناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، وتقديم تعليم إلكتروني مدمج يستجيب لمتطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل، ونقل وتوطين المعرفة بالتعاون مع جامعات وهيئات عالمية وفق استراتيجية وطنية موحدة للتعليم الإلكتروني، من أجل زيادة كفاءة إنتاجية مؤسسات التعليم العالي في البلاد.