الأحساء: صغار المستثمرين ينسحبون من قطاع الدواجن

رسوم العمالة وارتفاع تكلفة الأعلاف عقبات في وجه الاستثمار

TT

كشفت تقديرات لملاك ومستثمرين في قطاع تربية وبيع الدواجن في محافظة الأحساء، عن وجود حالات انسحاب متزايدة من قبل المستثمرين، في وقت أقدم فيه صغار المستثمرين أو المربون للدواجن على بيع ما لديهم إلى كبار المستثمرين، مرجعين السبب في ذلك إلى الصعوبات المتلاحقة التي يتعرض لها القطاع، بسبب مضاعفات مالية جراء زيادة رسوم العمالة التي تم تطبيقها مؤخرا من قبل وزارة العمل.

فيما أشار باسم الغدير نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة الأحساء، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن أسباب تراجع صغار المستثمرين في هذا القطاع تعود إلى عوامل أخرى، أهمها: ارتفاع تكلفة الأعلاف، والتوجه الطبيعي نحو الاندماج.

من جانبه، قال لـ«الشرق الأوسط» خالد الصويغ، أحد المستثمرين في مجال تربية وبيع بيض الدواجن: «إضافة للصعوبات التي تعرض لها المستثمرون في هذا المجال، من خلال الارتفاع في سعر الأعلاف والأمراض الوبائية التي حدثت قبل سنوات، وتسببت في إعدام كميات كبيرة من الدواجن، طرأ في الفترة الأخيرة موضوع الزيادة في رسوم رخص العمالة، وهذا تطلب اتخاذ قرار حاسم من قبل صغار المستثمرين والمربين؛ فإما الاستمرار في السوق وتحمل الأعباء الجديدة، أو الانسحاب منها.. وقد فضل الكثير منهم الانسحاب لأنهم غير قادرين على تحمل المزيد من الخسائر، فجاء هذا الانسحاب من أجل الخروج بنسبة أرباح جيدة، أو على الأقل تجنب الخسائر، وكان كبار المستثمرين هم المستفيدين في نهاية الأمر». وشدد الصويغ على أن ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن أضر بالكثيرين، وإن ارتفع سعر الدجاج، ولكن لا يمكن التحكم في السوق من قبل المستثمرين كما يريدون؛ فالأمر يتعلق بالعرض والطلب، فإذا كان العرض كبيرا والطلب ضعيفا فلا يمكن أن يكون هناك رفع للأسعار، والعكس؛ ولذا فالمستثمرون القادرون على تحمل هذه التقلبات هم من استمروا في السوق، فيما انسحب الآخرون. وأشار الصويغ إلى أن أبرز المنسحبين من السوق هم المربون الذين لا يملكون مسالخ، ما يجعلهم بحاجة دائمة للمستثمرين الكبار، وهذا ما جعلهم يفضلون الانسحاب؛ لأن سعر الدجاج الذي يبيعونه على كبار المستثمرين بسعر زهيد لا يغطي حتى المصاريف. وقال الغدير: «إنه لا يُعرف حجم الانسحاب من السوق من قبل المستثمرين الصغار والمربين للدواجن، لكن من المؤكد أن هذا الأمر طبيعي؛ لأن التوجه الحاصل حاليا في القطاع الخاص هو الاندماج والتوسع للشركات من خلال عقد تحالفات واتفاقيات، ويكون المستثمرون الصغار خارج المنافسة في الغالب، وبالتالي يكون خيار الانسحاب من السوق الخيار الأفضل».

وبين الغدير أن الارتفاع في سعر الأعلاف الناتج عن الارتفاع في سعر محتوياتها؛ من الذرة والصويا وغيرهما، أرهق الكثيرين، خصوصا أن الزيادة أضعفت هامش الربح وجعلته غير كاف، خصوصا لصغار المستثمرين، على اعتبار أن التكاليف عالية، والموارد تتراجع قياسا بالمصاريف. وشدد على أن قرار تطبيق رفع رسوم رخص العمالة كان له دور كبير في حدوث ربكة في السوق، خصوصا في صفوف صغار المستثمرين في كافة المجالات؛ كون المصاريف ارتفعت بشكل كبير، وقد لا تكون كافية حتى لتغطية العجز الناتج عن رفع الرسوم، أو حتى تكاليف المواد التي يتم شراؤها.