صياغة مشروع للمسارات التاريخية والسياحية في السعودية

ضمن اتفاقية مشتركة بين «دارة الملك عبد العزيز» و«هيئة السياحة»

المشروع سيساهم في خدمة أبناء المجتمعات المحلية في المواقع التاريخية التي يمر بها المسار (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

أنهت العاصمة الرياض أمس، برنامجا متخصصا لتدريب 20 مرشدا سياحيا ضمن اتفاقية التعاون العلمي بين دارة الملك عبد العزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار، لرصد المواقع التاريخية وتوثيقها وتعريف السياح الأجانب والمحليين بالبعد الحضاري والتاريخي للبلاد.

وشدد خبراء ومختصون في مجال السياحة والتاريخ والجغرافيا بعد الانتهاء من برنامج تدريب الإرشاد السياحي للمواقع التاريخية، على أهمية صياغة مشروع متكامل للمسار التاريخي والسياحي في السعودية، والتعرف عن كثب بالمقومات السياحية الخاصة بالمواقع العمرانية والأماكن التاريخية، وإتاحة الفرصة أمام منظمي الرحلات السياحية لتنظيم برامج خاصة على المسارات التاريخية الشهيرة، وإقامة الفعاليات الثقافية والتراثية على تلك المواقع واستثمارها لتعزيز السياحة الوطنية.

وشهد برنامج التدريب بحضور المرشدين السياحيين ومنظمي الرحلات السياحية، عددا من الورش لتوضيح أسس ومبادئ عمل الإرشاد السياحي. متناولة من خلالها بعض تلك المسارات المتمثلة برحلة الملك عبد العزيز من الكويت إلى الرياض، بالإضافة إلى الأماكن الواقعة على طريق استعادة الرياض، وملابسات الرحلة وما صاحبها من مشاق، حتى تكللت بتوحيد البلاد.

من جهته، أكد الدكتور ناصر الجيهمي، نائب الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، أن كثيرا من الأحداث التي تخللت رحلة التوحيد لم يتم تدوينها أو توثيقها، داعيا المرشدين السياحيين إلى استلهام النمط التاريخي لسيرة الملك عبد العزيز، مؤكدا استعداد دارة الملك عبد العزيز لتزويدهم بالمعلومات والمصادر العلمية الموثقة التي تعينهم على أداء مهامهم. وذلك خلال عرض لمحة عن تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية.

من جانبه، أوضح سمير قمصاني، أحد المتحدثين في ورش العمل المصاحبة لبرامج التدريب، أن الثقافة الواسعة والتراكم المعرفي يمثلان أهم عوامل نجاح المرشد السياحي في أداء مهامه، إضافة إلى الدراية الكاملة بالمواقع التاريخية وبيئاتها ومناخاتها من حيث التاريخ والجغرافيا والأحداث، بل ومعرفة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه المواقع، إلى جانب قدرة المرشد على السرد القصصي المشوق للسائح، بما يحقق أهداف الرحلة السياحية على تلك المسارات.

وأكد فهد السبيعي مدير مشروع سياحة الثقافة والتراث بالإدارة العامة للبرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنه سيتم التنسيق بين الهيئة ودارة الملك عبد العزيز بالرياض على عقد دورة ثانية قريبا من البرنامج التدريبي (التدريب للإرشاد السياحي للمواقع التاريخية) بهدف صياغة مشروع مسار تاريخي سياحي يوثق منجزات الموحد الملك عبد العزيز بعنوان «طريق التوحيد» ويشتمل المسار على عدة مواقع وهي: قصر الملك عبد العزيز التاريخي بالخرج، وحديقة المناخ «الشقيب» وقصر المصمك.

وأفاد السبيعي، أن البرنامج سيسهم في تعريف الزوار من المواطنين والأجانب على الدور المفصلي للملك عبد العزيز في استرداد الرياض وتوحيد المملكة العربية السعودية، ويتيح الفرصة أمام منظمي الرحلات السياحية لتنظيم برامج سياحية خاصة على هذا المسار التاريخي السياحي، وإقامة الفعاليات الثقافية والتراثية، كما أنه يدعم الأدلاء السياحيين بالمعلومات التاريخية المهمة عن مكونات السياحة التاريخية من المواقع والمآثر العمرانية والأماكن التاريخية، بجانب إسهامه في خدمة أبناء المجتمعات المحلية التي يمر بها المسار، القريبة من تلك المواقع التاريخية.