توقعات بثورة صناعية في المملكة ودعوات لاستقطاب العلامات التجارية الكبرى

على هامش التحضير للمعرض السعودي الثالث للماكينات والمعدات

العديد من الشركات في المناطق الصناعية السعودية تكرس إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعدات الحديثة في المستقبل («الشرق الأوسط»)
TT

تستضيف إمارة جدة منتصف فبراير (شباط) الحالي، المعرض السعودي الثالث للماكينات والمعدات، الذي تنظمه شركة الحارثي للمعارض، بالتزامن مع المعرض السعودي الدولي الثامن عشر للتصنيع والإعداد والطباعة والتعبئة والبلاستيك والكيماويات، بمشاركة دولية لألمانيا وتركيا وإيطاليا والصين وتايوان وتايلاند والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن.

ويقام المعرض بأرض «مركز جدة للمنتديات والفعاليات»، تحت رعاية هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية و«الشركة السعودية للآلات الصناعية» (سيمكو)، حيث تعرض الشركات المشاركة فيه الجديد من المعدات الثقيلة المستخدمة في المشاريع الإنشائية والماكينات الخاصة بقطاع التصنيع.

ومن المتوقع أن يشهد المعرض منافسة قوية من قبل الشركات المحلية والدولية من خلال عرض أحدث الماكينات والمعدات الحديثة في مجال الصناعات الثقيلة، ويرى الكثير من المختصين أن المعرض يمكن أن يكون فرصة جيدة لاستغلالها في استقطاب العلامات التجارية الكبرى لفتح فروع لمصانعها في المملكة والمشاركة في دعم الصناعة المحلية، وبين هؤلاء أن لمثل هذا الإنجاز، إن تحقق، أهمية كبيرة في الحفاظ على مكانة المملكة في المعارض الصناعية الدولية.

قال لـ«الشرق الأوسط» أحمد المربعي، عضو اللجنة الصناعية في غرفة جدة: «إن امتلاك الإمكانات الكبيرة لا بد أن ينعكس على قوة هذه المعارض، لأن لها تأثيرا كبيرا في جذب كبار المصنعين في الدول الأخرى وخصوصا صناعة السيارات وقطع الغيار، التي ستسهم في توظيف عدد كبير من الوظائف مقابل خفض أسعار تكلفة المنتج، كونه يصنع محليا».

وأضاف: «لا بد أن تتزايد الصناعات لدينا كما هو في الكثير من الدول الأخرى، مع وجود جميع الإمكانات والميزانيات الضخمة التي تشهدها السعودية والأراضي الوافرة والعقول الوطنية ورجال الأعمال، فالروتين المعد لاستخراج التصاريح يمتد لفترات طويلة».

وتوقعت الأبحاث والدراسات المحلية الصادرة مؤخرا، نموا سريعا لقطاع التصنيع في السعودية نظرا لتوسع المملكة في عملية إنشاء المدن الصناعية، بالإضافة إلى نمو قطاع المعدات والماكينات وقطع الغيار الصناعية خلال الفترة المقبلة.

ويفتح المعرض المجال أمام صناع القرار في قطاعات مختلفة مثل المقاولات والتجار والموزعين والوكلاء والاستشاريين والموردين العالميين للماكينات والمعدات والمصنعين السعوديين ورجال الأعمال لاكتشاف الإمكانات الهائلة المتوافرة في أكثر الأسواق نشاطا وربحية.

وترى شركة الحارثي، المنظمة للمعرض، أن تنظيم هذا الحدث جاء في سياق مواجهة الطلب المتصاعد على أنواع الماكينات المختلفة. وقال وليد سعيد واكد، نائب رئيس الشركة: «تعد صناعة الماكينات والمعدات المحرك الرئيسي الذي يحرك النمو في سوق التصنيع وما يتعلق بها من منتجات، وقد أظهرت توقعات النمو الأخيرة اهتماما ملحوظا بهذا القطاع، في ظل حرص الكثير من الشركات والموردين الدوليين على المشاركة في المعرض، كونه المنصة الأمثل للدخول إلى أسواق التصنيع في السعودية».

وبين وجود نمو سريع في القطاع الصناعي المحلي، الأمر الذي خلق طلبا يفوق التوقعات على المعدات والماكينات وقطع الغيار الصناعية، وبحسب واكد، فقد بلغ نمو القطاع الصناعي في المملكة خلال العشرين عاما الماضية ضعفي معدل نمو الاقتصاد السعودي تقريبا.

وفي بيانات سابقة، قالت هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) إنها تعمل على تشييد 40 مدينة صناعية في مناطق المملكة كاملة بحلول عام 2015، وأشارت إلى ارتفاع الطلب على المشاريع الصناعية وأيضا ارتفاع الاستثمارات في القطاع الصناعي من نحو 24.57 مليار دولار في 2009 إلى 37.70 مليار دولار في عام 2010. وزادت الاستثمارات في عام 2012 وبلغت ضعفي مستواها في 2010.