رهبة الاختبار.. تطال المعلمين والمعلمات في برنامج «كفايات»

تربيون لـ «الشرق الأوسط» : مخرجاته تستهدف تحسين جودة التعليم

معلمون يؤدون اختبار «كفايات» في وقت سابق بالمركز الوطني للقياس («الشرق الأوسط»)
TT

طالت رهبة الاختبارات المعلمين والمعلمات ممن خضعوا لاختبارات برنامج «كفايات»، وذلك وفق تأكيدات عدد منهم، وهو البرنامج الذي يقدمه المركز الوطني للقياس، وأقرته مؤخرا وزارة التربية والتعليم بالسعودية على كافة أعضاء هيئة التدريس بالتعليم العام، واعتبر عدد من المعلمين والمعلمات أن تلك الرهبة أثرت بشكل سلبي على درجة التحصيل النهائية، مشيرين خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إلى أن إلزامهم باختبار «كفايات» يعزز من تحسين مستوى مدخلات ومخرجات التعليم بالبلاد.

وأوضحوا أن المعلم أو المعلمة الذي لا يستطيع الحصول على الدرجة اللازمة في اختبار «كفايات»، يفترض أن يخضع لعدد من برامج التدريب لإعادة تأهيله بصورة أفضل، مؤكدين أن «اختبار كفايات» لن يكون عقبة أمام المعلم أو المعلمة في واقع العمل الميداني، وأنه سيكشف جوانب القصور الموجودة لدى البعض، مما يجعل المختبر أمام فرصة كبيرة لتطوير وتحسين أدائه.

وقالت ندى الحربي، وهي معلمة بالمرحلة الابتدائية في إحدى مدارس العاصمة الرياض: «ليس هنالك من خوف يسيطر على نفوس المعلمين أو المعلمات تجاه (اختبار كفايات)، فهو اختبار يقيس الأداء الذاتي لدى المختبر، ولا أعتقد أن يكون هنالك تعثر كبير في هذا الإطار».

وأشارت الحربي إلى أن «اختبار كفايات المعلمات» الجديد سيسهم في تحسين مستوى جودة مدخلات ومخرجات التعليم في المملكة، موضحة أن تصور البعض أن هذا الاختبار سيكون حجر عثرة أمامهم هو تصور سلبي يجب على الجميع تجاوزه وعدم الالتفات إليه.

وأضافت الحربي: «نحتاج إلى اختبار يقيس أداء المعلمين، ويكشف جوانب القصور فيهم إن وجدت، وما (اختبار كفايات) إلا عامل مساعد لتحسين مستوى أداء المعلم المختبر»، مشيرة إلى أن الرهبة التي تجتاح بعض نفوس المعلمين والمعلمات من «اختبار كفايات» باتت تشكل عقبة تجاه تحصيلهم للدرجات التي يستحقونها.

من جهته، أكد هاني الرمضاني معلم بالمرحلة الثانوية في العاصمة الرياض، أن «اختبار كفايات المعلمين» ساهم في تطوير أداء المعلمين السعوديين، وقال «ما المانع من وجود اختبارات تخصصية تقيس قدرة المختبر، هذا الأمر معمول به في جميع دول العالم، والمعلمون جزء لا يتجزأ من العملية التنموية للبلاد».

وتمنى الرمضاني أن يختفي عنصر الرهبة من نفوس المعلمين والمعلمات المقدمين على «اختبار كفايات»، مضيفا أن «الرهبة عنصر سلبي يقود إلى سوء التحصيل، لذلك يجب ألا يقع المعلم أو المعلمة المقدم على (اختبار كفايات) في هذا الفخ السلبي، لأن ذلك يسهم في تشتيت انتباه المعلم أو المعلمة أثناء الاختبار، مما يقلل بالتالي من درجة التحصيل».

في السياق نفسه، قالت أريج العازمي، وهي معلمة بالمرحلة الابتدائية: «لا أعلم لماذا تخشى بعض المعلمات (اختبار كفايات)، فالموضوع من وجهة نظري لا يحتاج إلى كل هذا التخوف، فهو اختبار يقيس الأداء والمخزون العلمي والمعرفي لدى المعلمة، وأعتقد أن العمل في سلك التعليم يحتاج إلى مثل هذه الاختبارات، كي تكون لدينا مخرجات ممتازة في نهاية المطاف، تسهم في تنمية وطننا الحبيب».

وأشارت العازمي إلى أن المعلمين يؤدون «اختبار كفايات» منذ سنوات، وقالت إن «هذا الأمر يؤكد أنه اختبار مهني وعلمي، ومن هذا المنطلق يجب أن ندعمه جميعا، وألا نقف ضده كمعلمات على وجه الإطلاق، خصوصا أنه لا يتصيد الأخطاء».

يشار إلى أن المركز الوطني للقياس والتقويم كان قد أعلن عن البدء في «اختبار كفايات للمعلمات» الخريجات المعدات للتدريس، على ثلاث مراحل خلال العام الحالي، مبينا أنه سيتم التعامل مع الأعداد الكبيرة من الخريجات في مختلف التخصصات وفق خطط مجدولة. وقال المركز الوطني للقياس والتقويم في بيان صحافي سابق: «يأتي هذا الاختبار بناء على القرار المشترك لكل من وزارة الخدمة المدنية، ووزارة التربية والتعليم بالبدء في اشتراط اجتياز (اختبار كفايات) للمعلمات، بدءا من تعيينات العام الدراسي المقبل، مما يعني أنه بمثابة انعكاس للنتائج الإيجابية التي حققها تطبيق هذا المعيار على مستوى المعلمين الرجال للأعوام الخمسة الماضية».