«قرطبة» تختزل موروثها الإسلامي بمعرض متخصص في الرياض

السفير الإسباني لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لتنشيط التبادل الثقافي مع السعودية

TT

تحل مدينة الزهراء الإسبانية بأسوارها ومآذنها وحصونها في قلب المتحف الوطني في العاصمة الرياض غدا الأحد، من خلال معرض جاء خصيصا لمحاكاة الثقافة الإسلامية في الأندلس، والروابط الثقافية المشتركة بين إسبانيا والسعودية.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» السفير الإسباني لدى السعودية خواكين بيريف، أن فكرة المعرض جاءت «لإحساسنا بأن إسبانيا الحالية ليست معروفة من جميع أبعادها»، مرجعا ذلك إلى أن الجميع يعرفون إسبانيا الإسلامية فقط، الأمر الذي سيفعل العلاقة الثقافية بين إسبانيا والسعودية من خلال التوسع المعرفي للتراث الإسلامي والتوجه رويدا نحو نشر الحضارة الإسبانية الحديثة - بحسب تعبيره.

وأضاف السفير الإسباني: «لا يمكن لأحد أن يتوقع مدى العلاقة بين إسبانيا والسعودية، وهي ليست حديثة عهد، لكن نسعى إلى التعمق بتلك الروابط وتوحيدها من خلال تنشيط التبادل الثقافي عن طريق تلك المعارض التي تعمل عليها السفارة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار».

وأشار إلى أن معرض «من قرطبة» الذي سيشرع أبوابه غدا الأحد، هو إحدى تلك الوسائل لنشر وتوحيد الروابط الثقافية الإسلامية المشتركة بين شعوب المنطقتين، ابتداء من القرن العاشر والحادي عشر، ثم يتدرج جزئيا إلى ما بعد إسبانيا الإسلامية في معارض أخرى، مبينا أن الرياض ستكون المحطة الأولى للمعرض الذي سيستمر لمدة 3 أسابيع، وبالتالي التوجه إلى مدينة جدة كمرحلة ثانية.

وقال: «خصصنا هذا المعرض لقرطبة على وجه التحديد بمشاركة 50 صورة فائقة الروعة، ونتمنى أن تحوز إعجاب كل الزوار، إضافة إلى الأعمال الثقافية وما تحتضنه إسبانيا من معالم إسلامية، ونتمنى أيضا أن يكون ذلك المعرض باكورة معارض أخرى حول المعالم الإسلامية في إسبانيا وكذلك الحضارة الإسبانية الحالية».

من جهته، أكد الدكتور عبد الله السعود، مدير عام المتحف الوطني، خلال مؤتمر أقيم مؤخرا للإعلان عن تفاصيل المعرض والفعاليات المصاحبة؛ أنه سيتم على هامش المعرض تنظيم عدد من ورش العمل موجهة للأطفال، إضافة إلى الأعمال الثقافية التي سيتم عرضها في المعرض شاملة أكثر من 50 صورة فوتوغرافية تشمل جميع التطورات في تلك الحقبة، شاملة «مسجد الجمعة» الشهير في قرطبة ومدينة الزهراء وأسوارها وأبوابها وأبراجها المحصنة التي تمثل الهندسة المعمارية في مآذنها وبنيانها حتى الحمامات العربية في ذلك الحين والتي ما زالت تحتفظ برونقها إلى يومنا هذا.