سلطان بن سلمان يعلن عن إطلاق برنامج للعناية بالتاريخ الإسلامي

يشمل التعريف بالآثار الوطنية وتعريف العالم بها

TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عن إنشاء برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي يرتبط مباشرة برئيس الهيئة، فضلا عن تكليف عدد من المتخصصين من ذوي الكفاءة الإدارية بمتابعته ميدانيا بالتنسيق مع المشايخ والمهتمين بالآثار.

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بحضور الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة أنهم يتلقون رغبات العديد من أعضاء هيئة كبار العلماء في تفقد المواقع الأثرية، «وهو ما تحقق الأسبوع الماضي حين زاروا عددا من مواقع التاريخ الإسلامي وآثار الأقوام السابقة في محافظة العلا، وسيستمر هذا البرنامج التفقدي بإذن الله»، مشيرا إلى العلاقة المميزة التي تربط هيئة السياحة والآثار بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بحسب الأوامر السامية بحصر جميع موجودات متاحف الرئاسة والعمل على المحافظة على مواقع التاريخ الإسلامي، وذلك خلال حفل انطلاق فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة بعنوان «تحديات وتطلعات» في محافظة العلا الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع جامعة طيبة في المدينة المنورة.

وأضاف رئيس هيئة السياحة أن مشروع البعد الحضاري الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين وأكد عليه يحمل بعدا استراتيجيا ورؤية أساسها المحافظة على التراث الحضاري للبلاد من جهة، وجعله واقعا معيشا في المجتمع السعودي من جهة أخرى، وينعكس على الخطة الاستراتيجية لتطوير السياحة كمنظومة ثقافية وتراثية واقتصادية.

وتابع: «كما يشمل التعريف بآثارنا الوطنية في الداخل والخارج وتعريف العالم بها، ولقد بدأنا نلمس الأثر الكبير الذي تركه معرض (روائع من آثار المملكة) الذي استضافته وتستضيفه المتاحف العالمية في أوروبا وأميركا، حيث قدم المعرض رسالة واضحة تؤكد البعد الحضاري للمملكة وثراء الموروث الثقافي لأكثر من مليون وخمسمائة ألف زائر من المهتمين والعلماء والمختصين وعامة الجمهور»، مشيرا إلى أن انعقاد المؤتمر الأول للآثار والسياحة تزامن مع إطلاق الهيئة العامة للسياحة والآثار حزمة من المشاريع في عدد من المواقع الأثرية والتراثية في محافظة العلا لتنضم إلى منظومة المشاريع التي تقوم بها الهيئة في مختلف مناطق المملكة التي من شأنها تعزيز البعد الحضاري للمملكة، ومن هذه المشاريع تأهيل 120 موقعا أثريا وإنشاء خمسة متاحف إقليمية جديدة وستة متاحف محلية، وإعادة تطوير المتاحف المحلية والإقليمية القائمة والمحافظة على آثار التاريخ الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومواقع التاريخ الإسلامي المرتبطة بالرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين، وتحويل قصور الدولة التاريخية ومباني إدارة الدولة إلى مراكز حضارية.

ومن المسارات المهمة التي تعمل عليها الهيئة ضمن مشاريع تعزيز البعد الحضاري، أشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى مسار استعادة الآثار الوطنية، «حيث تمكنت الهيئة بمشاركة الجهات الحكومية والقطاعات الأهلية المعنية من استعادة أكثر من 14 ألف قطعة أثرية من الخارج و3 آلاف قطعة أثرية من الداخل، وأصبح لدى المواطنين الوعي بأهمية التراث، حيث تسابق أعداد كبيرة منهم لتقديم ما يحتفظون به من مواد أثرية وتراثية للهيئة لتوثيقها وعرضها في المتاحف المحلية والإقليمية، وبهذا يكون المواطن هو الحامي الأول لآثار المملكة وتراثها».

وتابع: «مما نعتز به اليوم أننا نسعد بوجود 24 بعثة علمية تضم خبراء سعوديين ودوليين للتنقيب عن الآثار في مختلف المواقع الأثرية السعودية والسعي إلى ربط تراث المملكة وحضارتها بالمواطن ومناهج التعليم وإقامة المعارض المتخصصة داخليا وخارجيا وتشجيع ودعم أصحاب المجموعات التراثية والمتاحف الخاصة لتكون رافدا من روافد التراث الثقافي للمملكة، والاهتمام بالقرى التراثية والعمل على تنميتها من خلال برامج التمويل التي يشارك فيها المجتمع المحلي والقطاع الخاص والدولة على حد سواء، وإعادة الحياة إلى تلك القرى التراثية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا؛ نظرا لما تحتفظ به من شواهد معمارية وتراثية وذاكرة تاريخية تربط المجتمع عامة والجيل الجديد خاصة بماضيهم وحاضرهم المعيش».