أمن الطرق ترصد المناطق الخطرة بين المدن تمهيدا لنشر «ساهر»

اللواء القحطاني لـ «الشرق الأوسط»: توقيت توزيع الكاميرات رهن قرار وزاري لتحديد الآلية والتوقيت للتطبيق

تتولى إدارات المرور تنظيم حركة داخل المدن بينما تتولى «أمن الطرق» الطرق السريعة بين المدن (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

أكد اللواء خالد القحطاني، مدير عام أمن الطرق في السعودية رصد جهازه لجميع «المناطق السوداء » بين المدن السعودية ورفعها للإدارة العامة للمرور تمهيدا لإقرارها من المقام السامي، مشيرا إلى أن إدارته قامت بضبط مطلوبين أمنيا على الطرق، وهو ما يفسر عملية المطاردات التي تنهجها إدارته بين فينة وأخرى.

وكشف اللواء خالد القحطاني، مدير إدارة أمن الطرق لـ«الشرق الأوسط» أنه تم تزويد الإدارة العامة للمرور بالدراسات والمواقع الخطرة الموجودة في الطرقات بين جميع مدن السعودية والتي سماها «السوداء » مبينا أن توقيت وضع كاميرات ساهر في تلك الطرق هو رهن قرار وزاري لتحديد الآلية والتوقيت للتطبيق.

وقال القحطاني: «إن كاميرات ساهر موجودة حاليا داخل المدن ومداخلها ومخارجها، بينما تتولى إدارة أمن الطرق مهمة مراقبة الطرق السريعة بين المدن، باستثناء الطريق السريع الفاصل بين مكة وجدة، الذي يشمل نقاطا تتمركز بها كاميرات ساهر»، مشيرا إلى أن التجربة ستطبق في الطرق السريعة الأخرى في القريب العاجل متى ما تم الانتهاء من دراستها وآلية تطبيقها من كل الجوانب.

وفي ما يتعلق بمطاردة مركبات أمن الطرق للسيارات المسرعة وخطورة هذا السلوك على أرواح قائدي المركبات المخالفة، أكد مدير إدارة أمن الطرق عدم تأييده للمطاردات وقال: إن «جل ما تفعله إدارة أمن الطرق هو متابعة المركبة المسرعة، وإطلاق الأبواق لتنبيهه بالوقوف». مستطردا: «في حال عدم استجابة السائق بالوقوف، فتعتبر الحالة بمثابة الجنائية أو الهروب، وبالتالي لا بد من مطاردته وإيقافه، مرجئا بالحديث أنه تم اكتشاف الكثير من المخالفات بعد ضبط حالات لم تستجب للوقوف، وأضاف: «وجدنا مطلوبين أمنيا، وآخرين ينقلون مجهولي هوية وركابا مخالفين ».

وعرج اللواء القحطاني بالقول بأن أرواح السعوديين والمقيمين والزائرين وكل نفس غالية علينا، وما نشاهده من فصول التهور التي تظهر على شخصية الكثير من شبابنا يحزننا أن تذهب أرواحهم هباء وسدى؛ نتيجة تهور في السرعة نتج عنه صور حوادث مرورية عنيفة كونت صور الموت في أبشع مظهر وبالتالي فإن وجود ساهر خفف من حدة النسبة العالية والمرتفعة في الحوادث المرورية التي تكتنزها طرق السعودية حتى أضحت بلادنا من أوائل الدول في نسبة الحوادث المرورية نتيجة السرعة الزائدة والتهور في القيادة».

وطالب القحطاني، بوجود توعية مكثفة من قبل الجهات المسؤولة، وخصوصا وسائل الإعلام، وأن تكون مركزة لتوجيه الجيل الناشئ الجديد في تلقينهم بالكثير من الوسائل التوعوية كي لا ينزلقوا إلى هاوية الخطر في القيادة المرورية.

من جانبه، قال فهد اليافعي، وهو مهندس طرق إن المملكة تعتبر جغرافيا صعبة المراقبة في ما يتعلق بالحركة المرورية للطرق بها بشكل واسع، وما اتخذته إدارة أمن الطرق يعد بعدا محوريا في التركيز على أهم المناطق خطورة وتسببا للحوادث.

وأفاد اليافعي أن المساحة الشاسعة للبلاد تقتضي إيجاد صيغة مرورية مقننة للحيلولة، دون تكرار الحوادث الشنيعة في جميع المناطق، خصوصا في تلك الخطوط التي تشهد كثافة في المركبات والبشر. مضيفا أن إقرار «المناطق السوداء » أمر انطلقت فيه إدارة أمن الطرق من خلال أرقام ارتفعت فيها الحوادث، ووجب إقرارها لمنع تكرار حالات السرعة الزائدة، جراء الإحساس بانعدام وغياب الرقابة الإلكترونية، والرادارات الراصدة للحركة المرورية خاصة في أوقات الذروة.