البرامج الهادفة.. جديد السعوديين على «يوتيوب»

«غوغل» لـ «الشرق الأوسط» : 17% من محتوى مقاطع الفيديو الصادر من المملكة إخباري.. و63% ترفيهي

أنس الحميد في حلقة من برنامج نشر الوعي القانوني «يحق لك» على «يوتيوب» («الشرق الأوسط»)
TT

دفع حدس شاب سعودي بضرورة نشر الوعي القانوني، إلى استحداث خط إنتاج جديد على موقع الفيديو «يوتيوب»، وراح ينظم المادة العلمية بشكل مبسط، استنادا إلى استشارات قانونيين، مستثمرا المساحة الشاسعة التي لم يملأها السعوديون بعد في جانب القنوات الهادفة على الشبكة العنكبوتية، بعيدا عن نظيرتها الكوميدية التي تسجل نجاحا واسعا.

ويسجل المحتوى الترفيهي لـ«يوتيوب» في السعودية 63 في المائة، بحسب عبد الرحمن طرابزوني المدير الإقليمي للأسواق الناشئة في المنطقة العربية بـ«غوغل»، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن 17 في المائة من محتوى «يوتيوب» السعودية يعنى بالأخبار.

ويعتبر أنس الحميد، مقدم برنامج «يحق لك» ويقدم النصح للمهتمين بالقانون، أن «يوتيوب» من أقوى وسائل الإعلام الحديثة، وعلى حد قوله فإن الإعلام دوما يسعى للتأثير، ويعتقد الحميد أن التأثير يكون أقوى كلما توفر في البرنامج ركائز العمل الإعلامي المتميز، من إعداد جيد وقوالب جذابة للمشاهد، ولا يهمل هذا الشاب في نظريته للإصلاح دور التسويق المميز لإيصال العمل إلى أكبر شريحة من الناس، فإن أي برنامج يسهم بشكل جيد في زيادة الوعي لدى المتلقي.

ويرى الشاب عبد الله الدريعان، مقدم برنامج «تيرمنال» للسياحة والسفر، أن المنافسة حادة ضمن جماهيرية عالية لبرامج «يوتيوب» الكوميدية، إلا أن التنوع مطلوب لاختلاف اهتمامات الناس.

«تيرمنال» يعد أول تجربة سعودية لبرامج السياحة والسفر التي تستعرض طبيعة البلدان ومعلومات عنها وتلميحات خاصة بالسياحة وتنظيم ميزانية السفر بطريقة تصوير بسيطة تجذب المشاهد، ويقول الدريعان: «هدفنا جعل البرامج على (يوتيوب) مصدرا للمعلومات والترفيه».

ورغم رجوح كفة مشاهدات البرامج الكوميدية السعودية، فإن البرامج الاجتماعية الهادفة ما زالت تفرض نفسها على قوائم المشاهدات اليومية، وبناء على ما يراه القائمون على أحد تلك البرامج فإن الواقع يقول إن الترفيهية تستهدف شريحة أوسع بكثير من البرامج التي تميل إلى إعطاء المعلومة أكثر من الترفيه، والتي يحرص عليها فقط من يحتاج للمعلومات التي تقدم من خلالها.

ويحرص الحميد خلال البرنامج الذي سجل أكثر من 174 ألف مشاهدة على «يوتيوب»، على أخذ الإحصائيات المطروحة بالحلقات من مصادرها: «فمثلا حلقة (حقوق المستهلك) كانت الإحصائيات من تقارير وزارة التجارة وحقوق المطلقات من وزارة العدل، وبالحقيقة تعاونا مع جهات حكومية في بعض الحلقات، ففي إحدى الحلقات تعاونا مع (جمعية الأطفال المعاقين)، وفي حلقة (حقوق المطلقات) كان هناك تعاون كبير مع جمعية (مودة) للحد من الطلاق وآثاره، وفي كل حلقة نؤمل الدعم من الجهات الحكومية؛ لأن هدفنا في النهاية توعية السعوديين بالقوانين التي تضعها هذه الجهة أو تلك، ونأمل دوما المزيد من الدعم».

وبشكل عام، يفوق استهلاك المستخدم السعودي للمحتوى على الإنترنت منذ 2011 أي منصة إعلامية أخرى بما فيها التلفزيون، وإن استمر النمو قريبا فسيتعدى «يوتيوب» بمفرده كل منصات الإعلام الأخرى، وبالنظر إلى كمية المشاهدات، فقد تضخمت من 10.4 مليون مشاهدة في الربع الأخير من العام الماضي، لتماثل في عدد المشاهدات في دول كبرى كالولايات المتحدة الأميركية، والبرازيل، وألمانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، واليابان والمكسيك.

ويقول عبد الرحمن طرابزوني المختص في هذا الشأن: «إن غالبية المستخدمين في السعودية نشطون بشكل يومي على المنصة، وهذا يعكس أن (يوتيوب) أصبح منصة لاستسقاء وبث المعلومات الجديدة من أوساط المجتمع ونبض الشارع العام بشكل يومي، وأنا متيقن أن هذه النقلة سيكون لها أثر عميق على كل الأصعدة، اقتصادية وتنموية مختلفة؛ من خلق وظائف جديدة إلى بناء صناعة متكاملة للإعلام الرقمي تدعم التوجه المعرفي الذي تطمح إليه السعودية».