تصدعات ومياه جوفية تحاصر سكان «الحرمين».. و«حقوق الإنسان» ترصد الشكاوى ميدانيا

معاناة «الصرف الصحي» تكبد الأهالي مبالغ مالية منذ 6 أعوام

المشرف على جمعية حقوق الإنسان خلال الجولة داخل حي الحرمين أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أخلت الجهات المسؤولة عددا من الوحدات السكنية بمخطط الحرمين السكني في جدة خوفا من انهيار المباني المتصدعة، وفي المقابل، أعدت جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة خطابا للجهات المعنية بالتدخل العاجل نتيجة رصدها عددا من المخالفات الصحية والبيئية والهندسية.

يأتي ذلك بعد أن توجه عدد من أهالي حي الحرمين إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في جدة، أول من أمس، مطالبين بالتدخل لحماية حقوقهم والوقوف على واقع معاناتهم مع الأمانة وشركة المياه التي بدأت في المخطط منذ عام 2006، دون أي تجاوب مع الشكاوى المقدمة من قبلهم.

فريق فرع جمعية حقوق الإنسان تجول داخل المخطط ورصد تحمل سكان الحي معاناة تصريف مياه الصرف الصحي وتكبدهم مقابل ذلك مبالغ مالية، مقابل معاناة صيانة مركباتهم لانعدام الطرق المعبدة، إضافة إلى تحملهم صيانة العمائر نتيجة ارتفاع منسوب المياه، مما يعرضهم إلى مشكلات صحية وبيئية إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون حل، بعد أن طرح سكان الحي معاناتهم الاجتماعية والمادية أمام الجمعية.

وقال الدكتور حسين الشريف المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة: «إن فرع الجمعية سيخاطب أمانة جدة وشركة المياه الوطنية والدفاع المدني والمجلس البلدي والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وإحاطة إمارة منطقة مكة المكرمة بتقرير الفرع عن الزيارة للحي، وذلك انطلاقا من دور الجمعية في حماية حقوق الإنسان في العيش، ببيئة نظيفة وسليمة وآمنة وصحية».

وأضاف الشريف: «أفاد سكان الحي بأن أمانة جدة أزالت السفلتة من شوارع الحي في شهر رمضان الماضي، ولم تقم بإعادة هذه الشوارع إلى سابق عهدها، حيث إن فريق الجمعية رصد وجود مياه مختلطة بين مياه جوفية ومياه صرف صحي في بعض الشوارع، وقد ثبت من خلال جولة الوفد ولقائه بالسكان أن هناك معاناة للمواطنين، تتمثل في احتمال انتشار بعض الأوبئة والأمراض نتيجة تسرب المياه الملوثة والمختلطة إلى مياه الشرب، إضافة إلى معاناة السكان في الانتقال بالسيارات والأقدام داخل الحي، ووجود مناظر غير لائقة في عدد من الشوارع».

وزاد: «لا بد من وجود خطط عاجلة فورية لمساعدة المواطنين للتخفيف من معاناتهم من حيث تحمل تكاليف سحب مياه الصرف الصحي من قبل شركة المياه الوطنية، وقيام أمانة جدة بالسفلتة، خاصة أن بعض المناطق اكتملت فيها أعمال الصرف الصحي وإنارة الشوارع، ورفعت المخالفات عن سكان الحي، لأن السكان ليس لهم علاقة بمشكلة المياه الجوفية التي تسببت في تسرب مياه الصرف الصحي، فالمنطلق الأساسي لهذا الأمر هو أن للجميع حقوقا تكمن في العيش في بيئة سليمة وبكرامة، وبالطبع أساس المشكلة تكمن في معرفة هل هذه المشكلات ظهرت وليدة أم أنها قديمة؟».

وبين الشريف أن «السكان اشتروا منازل في الحي بناء على موافقة الأمانة التي سمحت بإقامة عمائر في الحي للسكن، لذلك على الأمانة تخفيف معاناة السكان، وإعلان الخطط التنموية التي سيحظى بها الحي للسكان، من خلال التواصل مع السكان عبر وسائل الإعلام، أو من خلال ممثل الأهالي في المجلس البلدي».

وأشار المشرف على جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة إلى أنه «أدلى السكان لفريق الرصد أن شركة المياه تقوم بتحرير مخلفات مالية عليهم نتيجة غسيل مداخل منازلهم ومكاتبهم للتخلص من الأوساخ، نتيجة وجود المياه المختلطة في شوارع الحي، مقابل معاناتهم من عدم رد المسؤولين في أمانة جدة على الشكاوى التي رفعوها منذ بداية المشكلة في الحي حتى الآن وشكوى من عدم إعطائهم معلومات صحيحة وواضحة من قبل الأمانة».

واستطرد الشريف: «رصدنا من خلال الجولة أن المواطنين يعانون ماليا من خلال تحمل سحب مياه الصرف الصحي والوصول للمساجد لأداء الفرائض، وتأثر سياراتهم من الحفر والتشققات في الشوارع، كما لاحظنا الأثر النفسي جراء استثماراتهم التي وضعوها في شراء شقق تمليك للسكن، ويتخوفون من تأثيرات المياه الجوفية والمختلطة بمياه الصرف الصحي على أساسيات العمائر، مما قد يتسبب في سقوطها وضياع حقوقهم».

وخلال الزيارة، قال الدكتور زيد الفضل وهو أحد سكان الحي: «لم نحظَ جميعا وقت نزولنا بهذا المخطط بحقوقنا من خدمات ومرافق وتعبيد الطرق، فالشوارع توجد بها المستنقعات والحفر، ولا نستطيع أن نعبر فيها نحن وأولادنا وهذا حق بسيط كفلته لنا الدولة، فالأمانة هي المسؤولة عن كل هذه الأمور، والآن مخطط الحرمين يعيش أزمة كبيرة جدا جراء سوء التخطيط، ونحن الآن معرضون للطرد في أي لحظة، حيث بدأت التصدعات تظهر في بعض العمائر».

وأضاف: «نحن باسم سكان الحي منتدبون ومتطوعون أتينا لنعرض على الجمعية مشكلاتنا وهمومنا في مخطط الحرمين، حيث قمنا بتجهيز ملف وصور أخذت من الموقع تعكس الوضع الذي نعيشه ولا نريد الآن سوى الحلول العاجلة».

من جهته، أوضح عمار الفهد مواطن ساكن بالحي أن الأمانة تعد بكل مرة أن المشاريع سوف تنتهي بعد أن أزالت عددا من الطرق لعمل المشاريع منذ رمضان الماضي إلى أن إزالة الإسفلت تسببت في الكثير من المشكلات، منها تجمع مياه الصرف الصحي وظهور الحفر في كل مكان، الأمر الذي لا يسمح للسكان بالوصول إلى مساكنهم، وهذا الأمر سبب مشكلات اجتماعية وعائلية.

من جهته، قال حامد الشريف أحد سكان الحي: «كانت البيئة مهيأة نوعا ما في بداية السكن هنا، ولكن بمجرد حصول كارثة السيول حولت الشوارع لأمر محزن، ولا أستطيع الآن تغيير الحي فلا يوجد أي شخص يريد أن يسكن في حي الحرمين، وحتى أيضا البنك يرفض استرجاع العقار».