استئصال الفقر بالفكر.. 63 مليون شخص في العالم يحسنون حياتهم

معمل «عبد اللطيف جميل» يقدم تطبيقات وتحليلات في 57 دولة

تطبيقات ساهمت في نجاح برامج مكافحة على مستوى دول العالم أجمع («الشرق الأوسط»)
TT

يدير معمل سعودي في باريس جملة تطبيقات وتحليلات دقيقة علمية، لمكافحة الفقر، مستندا إلى تجارب عملية وأخرى عشوائية، ساهمت في مجملها بتحسين حياة ما يربو على 63 مليون شخص في العالم يعانون الفقر.

وتشمل التطبيقات التي أنشأها «معمل عبد اللطيف جميل» لمكافحة الفقر ومقره فرنسا، نموذجين؛ أحدهما يستخدم التجارب، في حين يتخذ النموذج الآخر العزلة عن الاستخدام لمعرفة واكتشاف الفرق، مع مراعاة أن تكون هذه التجارب أكثر فاعلية وأقل تكلفة، وتساهم في إحداث أثر حقيقي على حياة ملايين الفقراء حول العالم.

ويؤكد فادي محمد جميل، وهو رئيس مبادرات «عبد اللطيف جميل» الاجتماعية الدولية، أن الهدف من برامج المعمل هو تحسين جودة الحياة لأكثر من 100 مليون شخص في العالم على مدى خمس سنوات. وخلال ثلاث سنوات، تمكن المعمل من إحداث تحول في حياة 63 مليون شخص.

ويتم تعزيز نجاحات المعمل من خلال تأسيس المزيد من المواقع التي تقوم على الفكرة الرئيسية القائمة على وضع أفكار تطبيقية لاستئصال الفقر باستخدام أحدث التقنيات وأبسط الأدوات وأقلها تكلفة، وتستمر عملية التطور، وعند إحراز نجاح معين، بحيث تتبعه عملية تدخل، وتشمل قائمة شركاء هذه البرامج عددا من المنظمات الدولية، مثل منظمة ابتكارات من أجل مكافحة الفقر (IPA)، ومركز التمويل الأصغر، ومركز مبادرة التنمية الدولي، ومركز تقييم التطبيقات العالمية، وأفكار 42، ومركز تمويل المشاريع الصغيرة.

ويدير «معمل عبد اللطيف جميل» لمكافحة الفقر ثلاث مبادرات تشمل التقنية الزراعية، ومبادرة الحوكمة، ومبادرة الشباب الناشئ. وتقوم مبادرة تبني التقنية الزراعية بتمويل 23 مشروعا، وتمول مبادرة الحوكمة 11 مشروعا، بحجم إنفاق يصل إلى 1.5 مليار دولار، وتسلمت المبادرة طلبات من 12 من المنظمات التابعة للمعمل، بحجم طلبات بلغ 1.2 مليار دولار. وتسعى المبادرة في الوقت الحالي لاستقطاب شركاء تمويل جدد، خاصة في المناطق التي يزداد فيها اهتمام واضعي السياسات بهذه المنطقة، مثل أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتشمل برامج المعمل برامج تطبق في المدارس، ومهارات التدريب على السياسات وأجهزة توزيع الكلور لتطهير المياه. وقد قام المعمل منذ تأسيسه بتدريب 11 ألف متدرب، وعمل في 51 بلدا لتنفيذ 345 عملية تقييم، كما انضم إليه حديثا 70 باحثا إلى شبكة الباحثين التابعة له، حيث ازداد عدد الباحثين فيه من 6 باحثين في عام 2006 إلى 100 باحث في الوقت الحالي منتشرين بالمكاتب العالمية والإقليمية في العالم، ويتم تنفيذ أكثر من 8 برامج في مجال محاربة الفقر حول العالم من أجل تحسين حياة ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. وقد حقق المعمل تقدما من ناحية تأسيس مكتب إقليمي جديد، وهو مكتب معمل عبد اللطيف جميل للتطبيقات العملية لمحاربة الفقر بمنطقة جنوب شرقي آسيا «الذي سيكون مقره بجامعة إندونيسيا في جاكرتا».

ويسعى المعمل إلى أن يصبح مستودعا لأفضل التطبيقات العملية لمكافحة الفقر التي تنفذ في العالم، واستخدام عمليات التقييم العشوائية لبدء تدريب أفراد آخرين على طرق تقييم علمية دقيقة بشكل أكبر، وبناء الجهود من أجل تشجيع تطبيق تغييرات حقيقية في السياسات بناء على النتائج، وتبدأ برامج التدريب بالمعمل بدورات التدريب التنفيذي في كمبردج (الولايات المتحدة الأميركية) وشيناي (الهند). وينظم المعمل منذ عام 2005 دورات تدريبية في هذين الموقعين كل عام تقريبا، وقد تم مؤخرا تدريب 61 من العاملين.

وتوفر برامج المعمل أيضا الأدوات الأساسية التي تمكن مجموعات العمل التابعة للمعمل من تحويل نتائج الأبحاث العلمية إلى مواد عملية تمكن لواضعي السياسات الوصول إليها بسهولة، ويشمل ذلك تحليلات ونشرات منخفضة التكلفة عن آليات التطبيق، كما تعمل مجموعة السياسات على نشر نتائج أبحاث المعمل بين واضعي السياسات، ويشمل ذلك الحكومات والمنظمات غير الحكومية ومنظمات التنمية الدولية والمؤسسات والمانحين، وذلك من خلال العروض والمؤتمرات والندوات والمطبوعات. وتتعاون مجموعة السياسات كذلك مع هذه المنظمات للمساعدة على توسيع التدخلات التي يتم وضعها لتكون فعالة.