حافظت السعودية على مكانتها كواحدة من أكبر وأهم أسواق تقنية المعلومات في المنطقة، وذلك في ضوء وصول حجم الإنفاق على قطاع تقنية المعلومات إلى 15.3 مليار ريال في العام الماضي بزيادة سنوية قدرها 9 في المائة عما كانت عليه خلال الأعوام الماضية، يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع فيه أن يستأثر قطاع الرعاية الصحية السعودي على حصة كبيرة من الاستثمارات السعودية الضخمة في مجال تقنية المعلومات، حيث تسعى الحكومة إلى تسخير أحدث التطورات التقنية لمواكبة الاحتياجات الطبية المتزايدة والمرافقة للنمو السكاني.
ووصل حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في السعودية خلال العام الماضي أكثر من 91 مليار ريال، بزيادة قدرها 16 في المائة مقارنة بعام 2011، ويعود هذا الارتفاع الكبير في حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية إلى عدة عوامل تشمل ارتفاع حجم الاستثمارات في مجال حلول الصحة الإلكترونية وحلول تقنية المعلومات الموجهة للقطاع الصحي.
وقال مهمت بيلجنسوي، المدير العام لـ«كمبيو جروب ميديكال» في الشرق الأوسط: «تماشيا مع استراتيجيتها الرامية إلى تحسين نوعية الخدمات العامة المقدمة لمواطنيها، ضخت الحكومة السعودية استثمارات كبيرة في قطاع التقنية، ويمثل تحسين البنية التحتية التقنية لقطاع الرعاية الصحية إحدى أبرز أولويات المملكة، مما يساعد بدوره على تعزيز مكانة المملكة كواحدة من أكثر أسواق حلول تقنية المعلومات الموجهة للقطاع الصحي ربحية».
يشار إلى أن سوق تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية، تعد الأكبر في مجال تسويق الأجهزة المحمولة من هواتف جوالة وحاسبات لوحية، بالمنطقة العربية، فيما تعد وجهة جاذبة لاهتمامات قطاعات الأعمال لما تتمتع به من انخفاض في التكلفة ومستوى عالٍ في الكفاءة التشغيلية لشبكات الاتصال المحلية.
وتؤكد الدارسات الاقتصادية مواصلة قطاع تكنولوجيا المعلومات بالسعودية في التوسع مدفوعًا بعوامل عدة، بما فيها إطلاق الكثير من المشاريع الضخمة ذات الصلة بتكنولوجيا المعلومات من قبل القطاعين العام والخاص، والنمو المستمر الذي يحققه الاقتصاد الوطني فضلا عن الارتفاع الكبير في الطلب على منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات في المملكة، لا سيما بين أوساط الشباب وشرائح المستخدمين المهتمين بمواكبة التطور في مجال التقنية.