القصيم: السلطات الأمنية تطيح بمعمل لتزوير الشهادات الجامعية

ضبط 16 ألف شهادة.. ومخاوف من تسربها لسوق العمل

جانب من المضبوطات داخل معمل التزوير للشهادات الجامعية بمنطقة القصيم («الشرق الأوسط»)
TT

تمكنت السلطات الأمنية بمنطقة القصيم (وسط السعودية) من الإطاحة بأضخم معمل لتزوير الوثائق العلمية، ومصادرة ما يزيد عن 16 ألف شهادة مزورة، في عملية أمنية طالت معملا متكاملا لتزوير الشهادات الجامعية وشهادات لمعاهد تدريب تقدم درجة الدبلوم، وأظهرت العملية الأمنية أن كثيرا من تلك الشهادات المزورة ترجع لجامعات ومعاهد محلية ودولية.

في وقت أبدت فيه الجهات الأمنية مخاوفها من تسرب تلك الشهادات لسوق العمل المحلية، عبر توظيف الحاصلين على تلك الشهادات المزورة في وظائف حكومية أو أهلية اعتمادا على تلك الوثائق.

وبحسب الجهات الأمنية، فإن المعمل المتكامل أظهر احتواءه على أدوات تزوير الشهادات الجامعية والمعاهد الأهلية بالمملكة ومعاهد أجنبية، في حين ضبط خلال العملية الأمنية أختاما رسمية للتصديق على صحة تلك الشهادات المزورة، بالإضافة لأختام لدوائر حكومية بلغ عددها 32 ختما.

وقال العقيد فهد الهبدان الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم: «إن إدارة التحريات والبحث الجنائي ومن واقع مسؤولياتها تجاه ضبط الخارجين عن النظام، وبعد مراقبة دقيقة ومستمرة لضمان القبض على المتهمين متلبسين بجرمهم وضبط المعمل خشية من إتلافه أو نقله، وبفضل من الله تم القبض على المتهم الأول بعد تحريات وبحث دقيق حول قيامه بتزوير شهادات (ماجستير ودكتوراه ومعاهد لغة) لجامعات أجنبية مقابل مبالغ مالية كبيرة بعد شراء شهادة أكاديمية منسوبة لإحدى الجامعات العربية».

وبين الهبدان أن العملية الأمنية كشفت عن المعمل يدار من قبل أحد الوافدين ممن يحملون جنسية دولة عربية، وحاصل على درجة الدكتوراه، ويعمل بإحدى الجامعات الأهلية بالبلاد، ومضيفا: «كما تم ضبط ابنته بالعقد الثالث من العمر تقوم بمساعدته بإعداد وتنسيق وتجهيز الشهادات المطلوبة، حيث قامت بتهريب صور الشهادات من دولة عربية».

ولم يفصح الهبدان عن جنسية الوافد أو الدولة العربية التي تم جلب صور الشهادات المزورة منها، ليؤكد على أن شعبة التزييف والتزوير بإدارة التحريات والبحث الجنائي قامت بكل الإجراءات الأولية مع المتهمين وتم إيقافهما رهن التحقيق تمهيدا لإحالة كامل أوراق القضية لجهة الاختصاص.

وأشار الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم إلى أن شرطة منطقة القصيم تمتلك قاعدة بيانات لرصد تزوير الشهادات الجامعية والمعاهد، مشيرا إلى تمكن الأجهزة الأمنية في وقت سابق من الإطاحة بعدد من المتورطين في قضايا تزوير.

وحذر الهبدان في الوقت نفسه من خطورة التعامل مع أولئك المزورين، واصفا إياهم بضعاف النفوس والخطرين على المجتمع وأفراده.