تحذيرات حكومية من نفايات صناعية تهدد بانقراض الشعاب المرجانية في البحر الأحمر

«المساحة الجيولوجية» لـ «الشرق الأوسط» : نفتش عن مصادر استراتيجية للمياه الإقليمية

التهديدات البيئية للنفايات الصناعية ستطول الشعب المرجانية التي يتميز بها قاع البحر الأحمر («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من تهديد خطر تتعرض له مياه البحر الأحمر والحياة البحرية فيه جراء النفايات الصناعية والتلوث، مؤكدة أن هذا التهديد سيختم مصير الشعاب المرجانية بالانقراض.

وكشف الدكتور نجيب رسول، المستشار التقني في هيئة المساحة الجيولوجية، لـ«الشرق الأوسط» عن أن الضرر الناتج من التلوث والنفايات الصناعية بدأ بتقليص مساحات الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، وأدى إلى انحسارها بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية.

فيما كشف الدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، لـ«الشرق الأوسط» عن توجه جدي للبحث عن المصادر الاستراتيجية في المياه الإقليمية السعودية، إدراكا لأهمية الوعي الشامل بالقضايا البيئية والإقليمية، لا سيما أن السعودية تتمتع بأطول ساحل على البحر الأحمر والخليج العربي.

ولفت إلى أن المركز الجيولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية يمتلك قاربين مجهزين بجميع الأدوات اللازمة والحديثة القادرة على العمل والبحث في مياه البحر الأحمر على امتدادها، مشيرا إلى أنهم يقومون بعمل أبحاث ميدانية تتعلق بالشعب المرجانية، وجيولوجيا البحار، ونوعية المياه، والأجواء البيئية المتنوعة في البحر الأحمر المتعلقة بالكائنات الموجودة فيه، موضحا أن تلك الأبحاث ستشمل الخليج العربي قريبا.

وتعمل هيئة المساحة الجيولوجية حاليا على إعداد كتاب متخصص من نوعه يتضمن 36 فصلا بعد أن كانوا متوقعين أن يتضمن 25 فصلا، إلا أن كثرة المواضيع المتعلقة بالبحر الأحمر جعلتهم يزيدون عدد فصول الكتاب الذي سينتهي جزؤه الأول في عام 2014.

وسيتناول الكتاب كل ما يتعلق بالبحر الأحمر، سواء من الناحية الجيولوجية أو الجيوفيزيائية، والشعب المرجانية، كما سيتحدث عن اتساع البحر الأحمر أيضا الذي يحدث سنويا، حيث يشتمل على فصل كامل لذلك.

وسيتطرق أيضا إلى الهزات الأرضية التي يتعرض لها البحر الأحمر، إلى جانب نوعية المياه ومنسوبها، والتعداد السكاني للكائنات البحرية كالأسماك والشعب المرجانية، كما سيتحدث عن التهديدات التي تطول تلك الشعاب المرجانية، إضافة إلى التلوث وأثره على البحر الأحمر.

وكان 56 عالما ومفكرا متخصصا من المملكة وعدة دول أخرى قد ناقشوا أخيرا في مدينة جدة نحو 38 بحثا متخصصا بغية وضع الكتاب، وذلك وفقا للدكتور زهير نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الذي أعلن عزمه الهيئة على إصدار جزأين من الكتاب الذي يعد الأول من نوعه ويتناول الحديث عن البحر الأحمر، مبينا أن الانتهاء من الفصل الأول سيكون في عام 2014، وبعد ستة أشهر سيصدر الجزء الثاني.