الطلاب السعوديون يطمئنون على مستقبلهم بزيارات ميدانية لمعرض التعليم الدولي

شركة كاملة تدير «تطبيقا» واحدا.. والتقنية تستحوذ على اهتمام الجميع

الطلاب يستعرضون تقنيات إحدى الشركات في معرض ومنتدى التعليم الدولي في الرياض أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

لم يكن يوم أمس كغيره من أيام معرض ومنتدى التعليم الدولي المنعقد في الرياض، فيوم الأربعاء في السعودية بالنسبة للطلاب إيذان لراحة تستمر ليومين، وهو ما حدا بمدارس العاصمة إلى اصطحاب طلابها إلى معرض التعليم.

وفي الوقت الذي انشغل فيه المعلمون والخبراء بحضور الجلسات العلمية المتخصصة، اصطف الطلاب في المعرض المقابل لقاعة الجلسات، في الفصول الافتراضية ذات التحكم عن بعد، وآخرون راحوا يجربون التطبيقات الحديثة التي تراهن على نجاعتها الشركات التعليمية الموزعة في أرجاء المعرض، واستمعوا إلى شروحات العارضين الذين ازداد حماسهم بعد ما ملأ الطلاب والطالبات أرجاء المعرض وأخذوا يسألون عن كل شاردة وواردة.

في غضون ذلك، وقف بدر ورد وهو صاحب مشروع قال إنه تكلف أكثر من 500 ألف ريال، في حين لا يتمثل شغل كل من يعملون في المشروع سوى في تطبيق واحد مخصص للأطفال من سن السادسة وحتى العاشرة، ويستخدمونه عبر الأجهزة الذكية. ما يشد انتباه الزائر هو تمحور الأطفال في ركن المشروع الذي يحمل اسم «لمسات» وقضاؤهم وقتا في الرسم تارة وفي الاستماع إلى القصص وممارسة الألعاب الأخرى الموفرة عبر التطبيق تارة أخرى. يقول ورد «حققنا أكثر من 250 ألف عميل، منهم 75 في المائة يقضون يوميا معدل 7 دقائق، كما تمكنا من تحقيق مركز متقدم في التقييم على سوق التطبيقات الخاصة بشركة (آبل)». والغريب هنا أن الشركة الصغيرة لا تنتج سوى هذا المنتج، وهو بحسب صاحب المشروع «سر تركيزنا في العمل، هو التطوير المستمر لكل المحتوى الموجود في التطبيق».

وتمحورت غالبية المعارض التي يربو عددها على 200 معرض، على التقنيات الحديثة المبتكرة في سبيل تطوير التعليم.

وفي إطار التعليم التقني، يقول وائل الفايز المدير العام في شركة نمو للإعلام المرئي: إن «التقنية تلعب دورا كبيرا في تعليم الأطفال واليافعين بشكل فريد، والمكتبات الإلكترونية المتوفرة بمختلف المنصات الإلكترونية باتت توفر كتبا تعليمية حديثة تفاعلية، بخلاف السابقة التي كانت تقتصر على تحميل الكتاب الورقي». وقال إنها توفر ابتكارات متعددة وبيئة يألفها الطفل من خلال اتصاله غير المباشر بالعملية التعليمية عبر الترفيه التعليمي.

أما الطلاب الشبان في المراحل المتوسطة والثانوية، فيرى مدير شركة نمو للإعلام المرئي أنهم يحتاجون إلى تطويرها بطريقة عصرية، في وقت يستخدم فيه غالبية الطلاب حاليا الأجهزة الذكية.

وعن شركة نمو وما تقدمه من خدمات، أكد الفايز أن الحلول التقنية والشراكات التي عقدتها ولا تزال تعقدها الشركة ستحفز العملاء والمنتجين أيضا على الرقي بالمنتجات التعليمية التي تؤدي إلى ارتفاع العائد المتسق مع المخرجات في العملية التعليمية.

وفي ركن آخر، استند الشاب الكوري إن جي، الذي يعمل في شركة آسيوية للسبورات الذكية؛ على عمود بلاستيكي بعدما تهالك من الوقوف 6 ساعات متواصلة - حسبما يقول - ولأن المعرض امتلأ بالطلاب والطالبات القادمين من المدارس، فإن الشاب الكوري الذي تلقى تعليمه قبل أن يعمل في أميركا، فيقول: «نحن العارضين نستمتع كثيرا بتفاعل الجمهور، عندما أعرض المهارات التي تتمتع بها منتجات الشركة التي تتمثل في السبورة أو الشاشة الذكية التي تتيح أيضا مشاركة كل ما يكتبه المعلم على أجهزة الطلاب.. التقنية مطلب ضروري للتعليم وحتى في مجال فرق العمل الخاصة بالأعمال».

بيد أن الشاب الكوري يتشاءم قليلا حول نقل التقنية إلى الدول الفقيرة، وقال بإنجليزية متقنة «كم أرجو أن تحتدم المنافسة على الأجهزة الإلكترونية حتى نتمتع بأفضل جودة وأقل سعر، وبالتالي يمكننا توصيل تقنيات التعليم الحديثة إلى الدول الفقيرة».

في جانب آخر، شهد المعرض زيارات عائلية واسعة، والتقطت كاميرا «الشرق الأوسط» صورة لوالد وولده يستعرضان تقنية النظارات ثلاثية الأبعاد الطبية، واستفسروا كثيرا عما تقدمه هذه التقنية في سبيل التعليم.

الطلاب استمعوا أيضا إلى شروحات تفصيلية عن برامج المؤسسة العامة للتدريب الفني والتقني، وكان معرض المؤسسة لا يكاد يخلو على مدار ثلاث ساعات، كما تجولوا في أرجاء المعرض باحثين عما يلفت انتباههم بشكل عصري، كما يقول فهد السلمان وهو طالب في الصف الأول الثانوي «جئت مع أصدقائي من المدرسة، ونبحث عن التقنية المتقدمة في التعليم لأننا نرغب في اللحاق بالركب في كل البرامج، خصوصا المتعلقة باللغة الإنجليزية». أما صديقه فهد الزيادي الذي كان يعتمر قبعة هندسية استعارها من معرض شركة «أرامكو» فقال: «إن الذي نراه الآن من فصول دراسية تقنيات غاية في الحداثة؛ نرغب في استقطابه بشكل سريع في مدارسنا، لأن بعض المدارس تعاني من التجهيزات التقنية».

أما سلمى الأحمري وهي موظفة حكومية قدمت إلى المعرض بصحبة طفلها الذي تقول إنه يعاني من صعوبات في التعلم. فتقول: «رغم اقتصار المعرض على أربع جهات فقط توفر الخدمة والحلول للأطفال الذين يعانون من التوحد، لكنهم في الوقت نفسه يبتكرون الاستثمار الصحيح نحو التعليم».