«ثقيف».. تحت مجهر السياحة وعيون المستثمرين

الطبيعة والآثار تحفزان مسؤولي «الهيئة» على زيارة المحافظات التابعة للطائف

تزخر المحافظات التابعة للطائف بعدد واسع من الآثار والمعالم التي ستدفع عجلة التنمية السياحية («الشرق الأوسط»)
TT

وسعت هيئة السياحة والآثار في محافظة الطائف اهتمامها بالمحافظات التي لم تحظ بعد بالمناشط السياحية، حيث زار فريق من سياحة الطائف، أول من أمس، في جولة على مركز ثقيف (135 كلم جنوب الطائف)، المعالم والمواقع، وذلك بعد زيارة محافظة الخرمة وتقديم خطوات جادة لجعلها وجهة سياحية أخرى في المحافظة.

وأكد طارق خان، مدير فرع السياحة والآثار في الطائف لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة خصصت للوقوف على المعالم الأثرية والقرية التراثية والمرصد الفلكي القديم، والنزل الريفية، والمتحف الأثري، وموقع مسجد معاذ بن جبل، مشيرا إلى أن بلاد ثقيف بحكم اطلاعه على كثير من الدول والمناطق السياحية في العالم، لا ينقصها شيء سوى الاهتمام والاستثمار الأمثل، مبينا أنها واجهة سياحية عالية المستوى تتميز بالجبال المكتسية بالخضار والزهور الجميلة، لافتا إلى أن ثقيف من خلال مركزها في جنوب المحافظة ستخدم المحافظات القريبة منها إذا ما استغلت بالشكل الجيد.

وقال مدير فرع سياحة الطائف إن هناك توجيهات من الأمير سلطان بن سلمان، رئيس هيئة السياحة والآثار، بزيارة ثقيف لعدد من المختصين في الآثار للوقوف على النزل الريفية والمنازل القديمة والقرية التراثية وتقديم ما يمكن للمحافظة عليها والعناية بها.

بدوره، قال نايف العصيمي، مسؤول التسويق في سياحة الطائف، إن مركز ثقيف والمراكز القريبة منها تركت لسنوات بعيدة عن عيون المستثمرين في القطاع السياحي لبعدها عن المحافظة ولعدم وجود رغبة من المستثمرين في إقامة مشاريع بتلك القرى، مضيفا أنه بعد التطور الملحوظ في قطاع السياحة وبحث أصحاب رؤوس الأموال عن مشاريع قديمة وتراثية للاستفادة منها، أصبح من السهل فتح مجالات أخرى لهم في القرى التي تتميز بالطبيعة وبالأجواء، وبالذات في أوقات الصيف، حيث تكون الطائف وجهة لكثير من الأسر في الخليج والسعودية.

ويرى العصيمي أن أولى الخطوات لتفعيل قرى جنوب الطائف، وبالذات ثقيف، تتمثل في استضافة فرع هيئة السياحة في الطائف نهاية الأسبوع المقبل المشغلين للمجموعات السياحية بالمملكة مع المرشدين السياحيين في الطائف، حيث ستكون لهم جولات على مركز ثقيف وغيرها من القرى التي تحوي علامات سياحية تستحق الالتفات والزيارة، وسيقدم لهم عدد من العروض المتاحة.

من ناحيته، قال جمعان الثقفي، رئيس لجنة التنمية السياحية في ثقيف، إن مركز ثقيف يقع على الطريق المؤدي من الطائف إلى الباحة، وتنتشر به مئات القرى التي تتميز بطابع تقليدي تحكمه الطبيعة وخاماتها، وتنتشر بهذه القرى الحصون والقلاع والمنازل القديمة المبنية من الحجر، وفي أشكال بديعة، لافتا إلى أن تلك القرى تبنى غالبا في قمم الجبال وعلى التلال بعيدا عن مواطن الأودية والسهول؛ وذلك لما تمليه ظروف الطبيعة والمكان والحالة الاجتماعية.

وبين الثقفي أن طبيعة ثقيف والقرى القريبة منها التي تتميز بالخضرة على طوال العام، جاذبة سياحيا وتنتظر فقط دور رجال الأعمال في بناء الدور وإعادة ترميم النزل الريفية والاستفادة من الطبيعة الساحرة والمنتجات الزراعية المميزة لاستقطاب السياح والمصطافين وإنعاش اقتصاديات المجتمع المحلي بتلك القرى.

واستعرض محمد الثقفي، المسؤول عن المرصد الفلكي في ثقيف وأحد المهتمين بجمع الآثار، وهو من قام مؤخرا بتقديم آثار مسجد الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه لهيئة السياحة والآثار عددا من منتجات ثقيف الزراعية المميزة التي لا توجد إلا فيها، ومنها اللوز البجلي، والخوخ، والفرسك البلدي، والتين الشوكي، والعنب الأسود، والمشمش، وشجر القلح، وشجر النبق، مضيفا أن أبرز المعالم الأثرية في ثقيف التي تستحق الاهتمام والزيارة، ترتكز في المقام الأول على الأماكن ذات الطابع القديم، ومنها المرصد الفلكي الذي تميز منذ سنوات كثيرة بتقديم معلومات لمزارعي وأهالي قرى جنوب المحافظة، حيث توجد به أبراج حجرية، ونقوش، وقوائم على قمم جبلية تفوق 300 متر، ومن المعالم الأخرى النزل الريفية القديمة، وبيوت الطين، والقرية التراثية، والمتحف الأثري.