جهاد المالكي .. كفيف عمره 11 عاما يحفظ المصحف بأرقام الآيات والسور

الرياض تجمع 26 دولة بجائزة الأمير سلطان للعسكريين لحفظ القرآن الكريم

كثرة السماع سهلت إتقان الطفل جهاد للقرآن حيث خضع أمس لاختبار لجنة تحكيم جائزة الأمير سلطان («الشرق الأوسط»)
TT

تركزت أنظار الحضور في مسابقة للقرآن الكريم في الرياض أمس، على طفل كفيف لا يحفظ القرآن كاملا وحسب، بل يمتلك القدرة على تحديد رقم كل آية من سور القرآن الكريم. ظهر ذلك جليا حينما خضع لاختبار اللجنة المحكمة لجائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في دورتها السابعة.

ويرجع والد الطفل جهاد المالكي (11 عاما) سر تمكن ابنه من حفظ القرآن الكريم كاملا إلى إحدى القنوات الفضائية التي تبث القرآن على مدار الساعة، ويقول «إن جهاد أتم حفظ القرآن وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره»، مشيرا إلى أن جهاد «يطمح في تلقي إجازة إتقانه رواية حفص عن عاصم بسند متصل بالنبي عليه الصلاة والسلام».

وبين المالكي أن ابنه الذي قدم إحدى فقرات الحفل، نال جوائز متعددة بعدما ختم القرآن وشارك في مسابقات محلية وأخرى دولية، وقال: «إن جهاد ترك أثرا في نفسي ووالدته، وزاد من معدل حفظنا للقرآن الكريم مما يجعلنا نزيد من الاهتمام به وإشراكه في دور وحلقات التحفيظ».

ويتنافس 91 متسابقا يمثلون 26 دولة حول العالم في العاصمة الرياض. وأوضح رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن حسين القبيل أن الجائزة تجمع حفظة القرآن من معظم دول العالم من دول شقيقة وصديقة وغير إسلامية كالمملكة المتحدة حيث بين أن «اجتماعهم في مكان واحد يتلون هذا القرآن ويتبركون به يرجع بالفائدة لجيوشهم».

وقد انطلقت جائزة الأمير سلطان الدولية بداية 2001 بمشاركة 55 متسابقا من 17 دولة بعدما كانت القوات المسلحة تعقد مسابقة بين قطاعاتها العسكرية، حيث عرض على الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز فكرة عقد مسابقة دولية بين أفراد الجيوش العربية والإسلامية واجتماعهم على مائدة القرآن الكريم فلاقت تأييده ودعمه. وبين القبيل أن الجائزة تجني ثمارا طيبة بغرس محبة القرآن في قلوب العسكريين وشحذ الهمم على تلاوته وحفظه والتخلق بأخلاقه والاقتداء بعلومه في شتى المجالات العلمية والعسكرية، كما ذكر أنها تحيي أواصر الأخوة بين المسلمين بالالتقاء على مائدة القرآن العظيم.

إلى ذلك قال العميد صالح بن طالع العمري رئيس اللجان المنظمة للجائزة مدير الشؤون الدينية بالقوات البرية إن عدد الدول المشاركة لهذه السنة ارتفع ليصل إلى 26 دولة. وقال: «نعيش في هذه الجائزة ثمرة من ثمار العطاء لصاحب الجائزة الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز». وتهدف الجائزة لإبراز دور السعودية في خدمة القرآن الكريم وتشجيع حفظه من مختلف أقطار العالم الإسلامي، وإظهار شخصية القوات المسلحة السعودية والصفات التي نشأ عليها وإيجاد جو من التعارف بين العسكريين حول مائدة القرآن الكريم وربطهم به. وتتفرع المسابقة إلى أربعة فروع: القرآن كاملا ثم عشرين جزءا، وعشرة أجزاء، وأقل فروعها خمسة أجزاء مع الترتيل والتجويد. وأقيم معرض مصاحب للجائزة يهتم بالقرآن الكريم والتقنيات الحديثة وأجنحة للإعجاز العلمي وجوانب قديمة وأدوات تراثية لطرق حفظ وتدريس القرآن بما فيها «الكتاتيب»، وشمل الكثير من دور القرآن والجمعيات والمؤسسات الخيرية. ويشترط الاشتراك في المسابقة أن يكون المتسابق عسكريا في القوات المسلحة في بلده وليس متقاعدا، وأن يلتزم المتسابق بالفرع المختار حيث وجهت دعوة لكل دولة لترشيح متسابق واحد لكل فرع من فروع المسابقة بالإضافة إلى رئيس الوفد، وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقة في دوراتها الماضية 356 متسابقا من مختلف الدول العربية والإسلامية.