الرياض: تحليل أمني لـ«ظاهرة الإرهاب» في محتوى شبكات التواصل الاجتماعي

الحرفش لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لإيجاد قاعدة تشريعات لتنظيم قوانين الإعلام الجديد

التنظيم الجديد لقوانين الإعلام الاجتماعي يحد من الأفكار الشاذة والمتطرفة والأكاذيب التي يتم تداولها («الشرق الأوسط»)
TT

لامست العاصمة السعودية، أمس، مفهوما أمنيا من شأنه كبح جماح الأفكار الشاذة والمتطرفة التي يتم تداولها عن طريق تطبيقات الإعلام الاجتماعي، والتي تعمل على تصعيد التطرف والأكاذيب وبث الإشاعات المغرضة، وتعميق الأساليب الإجرامية والإرهابية على حد سواء.

تأتي تلك التوجهات في إطار جهود الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب في السعودية بمختلف صوره وأشكاله، في وقت تعاظم فيه دور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي تنتشر بوتيرة توازي عدد المستخدمين الواسع والسريع، الأمر الذي اعتبر المختصون أنه «يستدعي ضرورة استخدام هذه الوسائل في مكافحة الإرهاب، ومحاربته بالسلاح نفسه».

يقول لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الحرفش مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، إن تنظيم هذا التجمع الأمني العربي في العاصمة الرياض، ركز على الاستفادة من الأدوات الإعلامية التي فرضت نفسها وحظيت باهتمام منقطع النظير في كافة الدول، الأمر الذي أدى إلى تضمين برنامج عمل الجامعة لعام 2013 لهذا الموضوع الحيوي، بمشاركة العاملين في وزارات الداخلية والشؤون الاجتماعية، ومراكز المعلومات والدراسات الاستراتيجية، والأجهزة ذات العلاقة في الدول العربية.

وأضاف متحدث الجامعة التي تعتبر الجهة الأكاديمية المشرفة على البرامج العلمية الأمنية لوزارات الداخلية في الدول العربية: «نعمل على إيجاد قاعدة تشريعات صلبة لتنظيم قوانين الإعلام الجديد ومفاهيم شبكات التواصل الاجتماعي وسبل توظيفها، وخلق خطاب إعلامي موجه لمكافحة الإرهاب عبر تطبيقات الإعلام الاجتماعي والنظر في دور تقنيات التواصل في التوعية بأساليب العمليات الإجرامية وتحليلها ومواجهتها بنفس السلاح، وبالتالي الحد من الظاهرة الإرهابية وانتشارها».

وزاد قائلا: «أعطينا اعتبارا خاصا للسبل التي يبتدعها المجرمون لاستغلال شبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق مآرب الإرهاب الإلكتروني ومواجهة التحديات القانونية المتصلة بهذا النوع من الجرائم، وهي تمثل هاجسا مزعجا لمناهضي الإرهاب الإلكتروني مما يحتم تضافر الجهود على المستوى الدولي للتعامل الذكي مع هذا الخطر المتمثل في إشكالات وقضايا الإرهاب الإلكتروني الذي يتسلل إلى المجتمعات العربية عبر شبكات التواصل الحديثة والوقوف على خطورة نشر الفكر المنحرف والإرهاب من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والتعرف على أساليب وطرق توظيف هذه التقنية في مكافحة الإرهاب، وتبادل الخبرات العلمية والعملية بين المشاركين من الدول العربية».

ويشتمل البرنامج العلمي للدورة التي تستضيفها العاصمة الرياض هذه الأيام بحضور دولي، على جملة من الموضوعات التي تناولت أساسيات الشبكات الاجتماعية واستخداماتها وسبل توظيفها، والخطاب الإعلامي الموجه لمكافحة الإرهاب عبر تطبيقات الإعلام الاجتماعي، ودور تقنيات التواصل الاجتماعي في التوعية بالعمليات الإرهابية.

وتناول المختصون المواجهة العلمية للإرهاب في الشبكات الاجتماعية، ومهارات تعامل رجال الأمن مع شبكات التواصل الاجتماعي في الحد من الظاهرة الإرهابية، والتحليل الأمني لمواقع شبكات التواصل والشبكات الاجتماعية ودورها في إعادة صياغة مفهوم الحرب على الإرهاب واستراتيجيات التوظيف السياسي لمواقع التواصل الاجتماعي وأخطاره على الأمن الوطني، ومهارات الرصد والتحليل العلمي لمحتويات الشبكات الاجتماعية فيما يخص الظاهرة الإجرامية، والمعالجة الدولية لقضايا الإرهاب الإلكتروني.

وقد بدأت أمس أعمال الدورة التدريبية لتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في مكافحة الإرهاب، بتنظيم مباشر من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وذلك في إطار برنامجها العلمي لعام 2013 بمقر الجامعة في العاصمة الرياض.