الأحساء تعاود الكرة مع الأرقام القياسية للمرة الرابعة

آخرها أكبر كتاب تلوين بطول 3 أمتار وعرض مترين

:أطفال يلونون على صفحات من كتاب يجري تسجيله كأكبر كتاب تلوين في العالم في الأحساء (السعودية)
TT

ما زالت محافظة الأحساء، كبرى الواحات السعودية، شغوفة بتكرار سباقها الطويل مع الأرقام القياسية، لتسجيل اسمها في الموسوعات العالمية، مدشنة مؤخرا أكبر كتاب تلوين عن حقوق الطفل.

سبق أن خاض الأحسائيون سباقا طويلا على مدى شهور متواصلة في عام 2009 لإيصال واحتهم إلى قائمة المنافسة على عجائب العالم، ضمن 77 موقعا حول العالم، لاختيار 28 موقعا، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل حين أسفرت التصفيات قبل النهائية على خروج الأحساء من التصنيف العالمي.

وحققت الأحساء وقتها مراكز متقدمة، منها الأولى عربيا والسادس عالميا في بداية المسابقة، حيث تأهلت ضمن 77 موقعا، غير أنها لم يحالفها الحظ لتكون ضمن 28 موقعا في اختيار لجنة الخبراء، التي يحق لها قبول أو استبعاد أي مرشح، وإن كان قد حصل على نسبة كثيرة في التصويت، حيث يتم تطبيق بعض المعايير المنصوص عليها في استراتيجية المسابقة.

عادت الأحساء أخيرا لتجرب حظها في الدخول لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية، من خلال تدشين «أكبر كتاب تلوين للأطفال عن حقوق الطفل»، بتنفيذ من جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية.

وهذه ليست التجربة الأولى للأحساء مع «غينيس»؛ فقد حققت ثلاث محاولات سابقة، بينها تسجيل أكبر نافورة راقصة، وأكبر سلة «خوص»، وأكبر جرة ماء فخارية في العالم.

وكانت جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية دشنت أكبر كتاب تلوين في العالم، وهو كتاب يعنى بحقوق الطفل، حيث عرض لسبعة عشر بندا من حقوق الطفل في أربع وثلاثين صفحة بقياسات وصلت لطول ثلاثة أمتار وعرض مترين.

وكشفت أمس رئيسة مشروع ملتقى الطفولة بالجمعية نوال العفالق لـ«الشرق الأوسط» عن أن فكرة أكبر كتاب تلوين انطلقت من واقع اهتمام جمعية فتاة الأحساء بالطفل والمرأة، مشيرة إلى أن الجمعية قدمت ولا تزال تقدم جهودها لدعم المرأة من خلال مشاريع الأسر المنتجة، ودعم المشاريع الصغيرة وحاضنات الأعمال، لذلك بعد أن قطعت الجمعية شوطا طويلا مع المرأة توجهت إلى الركن الثاني من أركان اهتمامها، وهو الطفل، من خلال مهرجان الطفل السنوي في روضة فتاة الأحساء، الذي ضم هذا العام ركنا تعريفيا بفعالية «أكبر كتاب تلوين عن حقوق الطفل» تم فيه شرح الحقوق للأطفال، وتفعيل دورهم بتلوين النماذج الموجودة في الروضة، إلى جانب المشاركة في تلوين أكبر كتاب، الذي عرض في مجمع العثيم بالأحساء، وينقل اليوم الاثنين إلى فندق الأحساء إنتركونتيننتال، باعتباره فعالية مصاحبة لملتقى «بالقيم تبنى الأجيال» الذي يفتتح صباح غد الثلاثاء تحت شعار «رسولنا منبع القيم»، وبرعاية الأميرة جواهر بنت نايف، وبمشاركة الكثير من التربويين والأكاديميين في السعودية والخليج، ويستمر ليومين.

وأوضحت العفالق لـ«الشرق الأوسط» أن الهدف من هذا العمل هو لفت أنظار المجتمع لأهمية حقوق الطفل، وإخراجها من الكتب والوثائق والأدراج المنسية لتكون أمام الجميع، والتعريف بها من خلال تجسيدها برسومات، قامت بتنفيذها عشر فتيات من طالبات المرحلة الثانوية والموهوبات في مجال الرسم، حيث تم ترشيحهن بناء على تعاون بين الجمعية وقسم الموهوبات، في إدارة تربية وتعليم الأحساء، مبينة أنه تم رفع تأهيل الطالبات الموهوبات، وتدريبهن من خلال جلسات وورش عمل تم إعدادها لإخراج الكتاب بالشكل المطلوب، لافتة إلى تعاون عدد كبير من الأعضاء والمتطوعين في إنجاز هذا العمل.

ونفت رئيسة ملتقى الطفولة والمشرفة على الفعالية أن يكون الهدف من «أكبر كتاب تلوين» هو مجرد المنافسة للكتاب المسجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أو التسويق للجهة المنفذة (جمعية فتاة الأحساء)، مفيدة بأن الفكرة التي قامت عليها هي التعريف بحقوق الأطفال، وخدمة القضية بالإعلان عنها والتعريف بها، كما حدث سابقا عندما نفذت الجمعية أكبر سلة خوص في العالم، فلم يكن الهدف تنافسيا، وإنما كان تسويقا وتعريفا بفكرة الحرف اليدوية التراثية في الأحساء، للفت الأنظار إليها وحمايتها من الاندثار، وقياسا على ذلك أوضحت العفالق أن أكبر كتاب تلوين يأتي لتوعية الأسر بأهمية التنشئة والإعداد المتكامل للأطفال، بما يؤهلهم لجيل واعد مسؤول إلى جانب تعريف جميع المعنيين بمستقبل الأطفال، بوثيقة حقوقهم التي تكفل سلامتهم وسلامة إعدادهم، والدفاع عنهم في مواجهة عمليات الاستغلال والاضطهاد والانحراف. تجدر الإشارة إلى أن كتاب التلوين يعد الحضور الرابع لاسم محافظة الأحساء في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بعد أن دخلتها بأطول نافورة تفاعلية وأكبر جرة فخار في 2012، وأكبر سلة خوص في عام 2010.