ملتقى في الشرقية يطرح 10 آلاف وظيفة.. واقتصاديون يطالبون بأرقام حقيقية

أبو حليقة: الأهم جدية القطاع الخاص في توطين الوظائف

TT

طرح ملتقى توطين الشرقية، الذي يقام بالتعاون بين غرفة الشرقية وشركة «روابط الاحتراف للتوظيف»، 10 آلاف وظيفة للسعوديين والسعوديات من خلال أكثر من 63 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، وذلك برعاية وزير العمل الدكتور عادل فقيه.

وتوافد عشرات الآلاف من السعوديين إلى موقع الملتقى المقام في قاعة السيف، بكورنيش الخبر حيث تقدموا بطلبات التوظيف وإجراء المقابلات الشخصية الأولية، تمهيدا لترشيح من تتوافق لديهم شروط معينة للجهات التي طرحت وظائف.

وقال رامي يونس مسؤول التوظيف في شركة «روابط» لـ«الشرق الأوسط»: «إن عدد المتقدمين للوظائف في الساعة الأولى من فتح الأبواب فاق الـ3 آلاف متقدم، وإن العدد كبير للمتقدمين من جانب الشباب على اعتبار أن طرح وظائف الفتيات سيكون اليوم الاثنين، وهو الأخير في هذا الملتقى».

وفيما يخص كون المعرض يعرض وظائف وهمية وليست حقيقية بل الهدف من عرض القطاع الخاص ترويجي قال يونس: «هذا كلام غير صحيح، فالأرقام الموجودة في مثل هذه الملتقيات ساهمت في توظيف أكثر من عشرة آلاف مواطن ومواطنة في العام الماضي 2012 وأن هناك تفاعلا كبيرا من قبل القطاع الخاص مع هذه البرامج، ولكن من حق القطاع الخاص أن يطلب صفات معينة للموظفين، وخصوصا من حيث الشهادات أو الخبرات أو غيرها، كونه يريد مصلحته كما يريد المواطن أو المواطنة الحصول على وظيفة تناسب المؤهلات التي يمتلكونها».

وشدد على أن هذه الملتقيات تقام في عدد من مدن المملكة، وخصوصا الرئيسية كالرياض وجدة، إضافة للدمام وأن «روابط» بدأت في هذا المجال من 5 سنوات، وهي تقوم بدور أشبه بالوسيط في مسألة التوظيف، ولا تفرض على القطاع الخاص أي شخص مهما كان مؤهله العلمي، بل إنها تساعد على التوفيق بينها وبين طالب العمل.

من جانبه، قال الدكتور إحسان بوحليقة رئيس مركز «جواثا للاستشارات»: إن الملتقيات ليست ضرورية، كما يتوقع البعض كون القطاع الخاص بات يعرض الوظائف عبر مواقعه الإلكترونية، ولكن الأهم أن يكون القطاع الخاص جادا في موضوع توطين الوظائف.

وأضاف: «أعتقد أن هناك شركات جادة في توطين الوظائف، وخصوصا المتأخرة في برنامج نطاقات التي تفرضه وزارة العمل، ولكن هناك شركات تعرض وظائف يمكن اعتبارها وهمية، ولا يخلو حضورها لمثل هذه الملتقيات من كونه دعاية وترويجا لا أكثر».

أما فضل البوعينين المحلل والكاتب الاقتصادي فشدد على أنه لا توجد الحاجة لمثل هذه الملتقيات، بل الأهم أن تكون جدية في توظيف المواطنين والمواطنات، خصوصا أن الوظائف الموجودة في السوق السعودية تصل إلى 6 ملايين وظيفة، بينما يحتاج السعوديون إلى 600 ألف وظيفة، وهي تعني 10 في المائة، ومع ذلك لم يتم النجاح في إيفاء متطلب توظيف السعوديين.

وبين أن المطلوب هو الإحلال المباشر في الوظائف للسعوديين بدلا من التسويف، وطرح شروط صعبة؛ لأن ذلك لن يحل المشكلة التي تمثل أهمية استراتيجية للوطن.

وأشار إلى أن الوضع سيكون أكثر فاعلية، لو أن الشركات قامت بتحديد نوعية الوظائف المتاحة للسعوديين من الوظائف المتوسطة والعالية، وليست الوظائف المتواضعة والدنيا في هذا القطاع، والتي تنفر الشباب من البحث عن العمل في القطاع الخاص.

وشدد على أهمية أن يكون هناك تعاون قوي ووثيق بين وزارة العمل والقطاع الخاص وجهة حكومية ذات نفوذ قوي، من أجل السعي لحل مشكلة البطالة، من خلال حلول جذرية وصادقة، بدلا من الملتقيات التي تعتبر وهمية بحكم أن نتائجها لا تظهر على السطح، ولم تثبت فعاليتها في القضاء على البطالة.