غياب الكوادر النسائية يعطل برنامج الطب المنزلي

سيارات الصحة تجوب الشوارع لتقديم الرعاية لـ3000 مريض في المنازل

فريق طبي نسائي خلال زيارته لعدد من المرضى في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة، «إن عدم توافر كوادر نسائية للعمل ضمن برنامج الطب المنزلي، يعتبر من أهم المعيقات التي تواجه البرنامج، إضافة إلى أن عدم دقة المرضى في وصف عناوينهم بشكل واضح حتى يتمكن الفريق من الوصول إليهم في أقصى وقت، يعتبر عائقا آخر أمام البرنامج».

وأشار باداود إلى معاناة برنامج الطب المنزلي من نقص الكوادر النسائية، مشيرا إلى أن الفتيات يتخوفن من الذهاب إلى أحياء مجهولة ودخول منازل غير معروفة، لافتا إلى أن هناك بعض المرضى تتطلب خدمتهم في أوقات متأخرة، كما أن الوصف غير الدقيق للعناوين يؤخر وصول الطاقم.

وأوضح باداود أن الهدف من إنشاء هذا البرنامج تخفيف الضغط على المستشفيات، وقال: «عندما نقوم بخدمة قرابة 3000 مريض داخل منازلهم نكون بذلك قد خففنا الضغط على 4 مستشفيات، لعلاج الحالات الأكثر احتياجا»، لافتا إلى أن البرنامج يقدم الخدمات الطبية لجميع الأعمار، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والنفسية.

وكشف مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة عن سعيهم الآن لتقديم خدمات الطب المنزلي لعلاج مرضى النقاهة بهدف زيادة سعة المستشفيات، التي لا تزال تعاني من ضغط ونقص في عدد الأسرّة، مبينا أن التكلفة مهما كان حجمها لخدمة هذا البرنامج، فهي مجدية جدا كونها تعمل على توفير الأسرة.

وأكد أن إدارته وفرت كل التجهيزات الطبية والآليات، وكذلك الكوادر البشرية الطبية والفنية المؤهلة للعمل في إدارة الطب المنزلي.

جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات الملتقى العلمي الأول للطب المنزلي، يوم أمس، الذي تنظمه إدارة الطب المنزلي في صحة جدة بمركز الأبحاث والدراسات التابع لصحة جدة. وأشار الدكتور تركي الشريف، مساعد مدير الشؤون الصحية للطب العلاجي والطب المنزلي، خلال الملتقى إلى دور البرنامج في تخفيف العبء على المستشفيات من جهة، وإراحة المرضى من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة من عناء المراجعات الدورية للمراكز الصحية والمستشفيات.

وبيّن أن البرنامج نفذ خلال 4 سنوات من انطلاقته أكثر من 11 ألف زيارة منزلية للمرضى حتى الآن، كما بلغ العدد التراكمي للمسجلين في البرنامج منذ بدايته أكثر من 3000 مريض، بينما بلغ عدد المرضى المسجلين في الخدمة 2200 مستفيد، لافتا إلى أن وزارة الصحة تتطلع مستقبلا لتطوير البرنامج وانتشار خدماته في جميع مناطق السعودية.

وشهد الملتقى يوم أمس عدة محاضرات تتمحور حول كيفية الوقاية من الأمراض المعدية في الرعاية المنزلية، وغسيل الكلى البريتوني لمرضى الرعاية المنزلية، وأخرى حول دور العلاج الطبيعي لمرضى الرعاية المنزلية، كما شهد ورشة عمل بمساعدة فريق من التمريض عن أنواع الغيار المستخدم للجروح.

من جهتها، أكدت الدكتورة ميرفت بن صديق، مدير إدارة الطب المنزلي في صحة جدة، أن البرنامج العلمي للملتقى في يومه الثاني سينطلق صباح اليوم، ويتضمن 5 محاضرات علمية يحاضر فيها نخبة من المحاضرين، ويناقش من خلالها عدة مواضيع، من أهمها مهارات الاتصال والتغذية لكبار السن والتغذية الأنبوبية، كما يتضمن أيضا ورشتي عمل الأولى في مهارات الاتصال والثانية عن أجهزة التنفس.

وفي سياق ذي صلة، أوضح الدكتور محمود اليماني، المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، أن قسم الرعاية الصحية المنزلية في المدينة طبق 340 معيارا للجودة خلال فترة 4 أشهر، موضحا أن فكرة تلك الرعاية تنطلق من الاستراتيجية العامة للمدينة الطبية، عبر نقل الخدمات الطبية والصحية للمريض داخل محيط أسرته.

وأشار اليماني إلى أن قسم الرعاية التنفسية في مدينة الملك فهد الطبية، قام بتأسيس برنامج الرعاية التنفسية المنزلية للعناية بمرضى الجهاز التنفسي في شهر فبراير (شباط) 2009، مشيرا إلى أنه بعد نجاح التجربة تم إنشاء قسم مستقل تحت اسم «الرعاية الصحية المنزلية»، أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، ليتولى هذه المهمة.

ويهدف برنامج الرعاية المنزلية الشامل إلى تقديم خدمة صحية آمنة ذات جودة عالية للمرضى من قبل فرق طبية متخصصة داخل المستشفى، حيث يتم استكمال مراحل العلاج للمرضى في المنزل بين أسرهم وذويهم، وذلك وفق معايير وآليات عملية محددة مسبقا.

يشار إلى أن عدد المرضى المدرجين تحت برنامج الرعاية الصحية المنزلية في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، بلغ ما يزيد عن 263 مريضا، وتشتمل الحالات المدرجة في البرنامج على مرضى جهاز التنفس، الجروح، الرعاية التمريضية العامة، متابعة سيولة الدم، الرعاية التلطيفية، ومرضى بحاجة إلى سوائل عن طريق الوريد.