شرطة عسير: الحديث عن عصابات مسلحة مبالغة.. ونحذر المواطنين من التصدي للمتسللين

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن من نصب نفسه جهة أمنية سيلاحق.. والسفارة الإثيوبية: لم نبلغ بحالات اعتداء مواطنينا

لقطة من الجو لمنطقة محايل عسير والتي تعد من الممرات الآمنة للمتسللين («الشرق الأوسط»)
TT

أوضح المقدم عبد الله شعثان، المتحدث الرسمي لشرطة منطقة عسير لـ«الشرق الأوسط»، أن الأحداث التي تناقلتها وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية وتضمنت كثيرا من الأحداث المتعلقة بالعنف والقتل والاغتصاب وسطو ومداهمة منازل هي أمور مبالغ فيها ومهول ولقيت رواجا غير مبرر.

وقال شعثان إن وجود جاليات مسلحة على هيئة عصابات في المنطقة الجنوبية، خلق رد فعل عكسيا لدى المتابع بسبب إيهام العامة بوجودهم غير الصحيح، مشيرا إلى أن هناك من روج لأن الجاليات الأفريقية تمتهن الإجرام بطريقة وصفها بـ«المبالغ» بها، وصور المشهد وكأننا في حالة «حرب» لا سمح الله.

وأفاد المتحدث الرسمي، بأن كثيرا مما سبق ليس صحيحا وهذا يعني أن هناك عمليات فردية محدودة تقوم الجهات الأمنية بالتعامل معها وفق الأنظمة واللوائح المنصوص بها لوزارة الداخلية، معترفا بوجود «مشكلة» جراء وجود الجالية الأفريقية بشكل متزايد وهو أمر لم يقترن بهذه المدة الزمنية.

ورفض شعثان سياق ما ذهب إليه كثير ممن ذهب إلى أهمية ملاحقتهم وقتلهم، مبينا أنه أمر مرفوض وستتعامل السلطات الأمنية بشكل حازم مع المحرضين أو المتصرفين مع هذه الجالية بطريقة غير نظامية، مفيدا أنها طرق لا تستند على عرف ولا نظام.

وساق المتحدث الرسمي مثلا بالفيديو الذي عرض في مواقع التواصل الاجتماعي والإخباري عن مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «يوتيوب» عن مواطنين قاموا بالقبض المسلح على مجموعة من الأفارقة ومعهم امرأة، مبينا أنه تم ملاحقتهم عن طريق معرفة أحد الأسماء حيث تم تحديد هويته وتتبع شكله في المقطع المسجل، وتم استحضاره رسميا تمهيدا لسحب المجموعة المتبقية للتحقيق معه ومعرفة الدوافع، مؤكدا أن من نصب نفسه لملاحقة تلك المجاميع فسيجد نفسه في عرضة الملاحقة الأمنية والقانونية.

وأفاد شعثان أنه وبلغة الأرقام فإنه منذ الرابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) تم تسجيل 3000 مخالفة رسمية على الجالية الأفريقية في المنطقة، وشرطة عسير تقوم برصد كامل لجميع المخالفات اللاقانونية، وهذا دليل على عمليات التحري المباشرة والدقيقة من الجهات الأمنية.

من جانبه قال زيبوبا كيبادا، المستشار العام للسفارة الإثيوبية في السعودية، إنه سمع ما تردد في الآونة الأخيرة عن قيام بعض ما سمي بالعمالة الإثيوبية غير النظامية بإلحاق الضرر بالكثير من الأهالي والتسبب بمشكلات في المناطق الجنوبية من البلاد، بيد أنه لم يتسن له التأكد من مصادره - على حسب قوله - .

وأبان المستشار الإثيوبي أنه يستبعد أن تكون هناك ممارسات قد قام بها مقيمون من إثيوبيا مؤكدا أن التجارب وتراكم السنين لم تفرز مشكلات من هذا النوع بحكم أن المقيمين الإثيوبيين يراعون أنظمة وعادات البلد المضيف.

وحول ما تردد مؤخرا من قيام مجموعات منظمة للقيام بأعمال عنف، رفض المستشار الإثيوبي إطلاق كلمة «عنف» على الإثيوبيين، مؤكدا أنهم كغيرهم يقومون بأداء مهامهم العمالية ويخضعون في ذات السياق إلى القضاء السعودي الذي عرف عنه المصداقية والعدالة.

وأفاد كيبادا «نحاول معرفة ما يجري للتحقق والتواصل مع السلطات السعودية للكشف عن أي ملابسات»، متحدثا عن مساعٍ حقيقية لمعرفة ما يتردد في الإعلام السعودي، وزاد «لم يسبق لنا في الأسبوعين الماضيين أن تم تزويدنا في السفارة الإثيوبية بخروج إثيوبيين عن القانون السعودي».

وعن رأيه في عمليات تهريب واسعة للإثيوبيين عن طريق اليمن، أوضح المستشار الإثيوبي أن جميع الإثيوبيين أو الغالبية العظمة منهم أتوا بطرق رسمية عن طريق إصدار تأشيرات عمل لهم في كل المناحي التي يحتاجها السعوديون، وجلهم أتوا عن طريق المطارات والمنافذ الحدودية بأوراق رسمية.

واختتم كيبادا «إننا نعيش في عولمة، يتنقل فيها الأشخاص من مكان لآخر، ونحن نؤكد أن وجود الإثيوبيين في السعودية هو من أجل الحصول على فرص عمل أو للزيارات الدينية، وهم ضيوف يعون جيدا أهمية الالتزام بالعادات والتقاليد السعودية، وللإجراءات القانونية المترتبة على أي مخالفات قد تلحق نظير ارتكاب أي عمل غير قانوني».

من جهته قال محمد الأحمري، أحد سكان منطقة إن جرائم الإثيوبيين زادت في الفترات السابقة وإنهم أصبحوا مثيري عنف بشكل كبير، لا يوجد أمر مشترك بين اثنين إلا ويسبقه الحديث عن جرائم الإثيوبيين في المنطقة الجنوبية، وهو أمر على مرأى ومسمع الكثير الذين يطالعون المشهد في المنطقة الجنوبية.

السلطات السعودية الرسمية نفت ما أشيع عن تهديد أمني من مجموعات إثيوبية في الجنوب مؤكدة على لسان المتحدث الإعلامي لإمارة منطقة عسير عوض آل سعيد «قيام رجال الأمن بمهامهم الأمنية بكل كفاءة واقتدار، وأن الأمن مستتب، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني». إلى ذلك أشار ناصر القحطاني، صاحب مكتب إصدار تأشيرات في خميس مشيط، إلى أن الطلب على تأشيرات الوافدين من إثيوبيا «صفر» نظير ما سماه تصاعد أعداد المهاجرين بهجرة غير شرعية إلى داخل المدن الجنوبية بالكامل عن طريق اليمن.