«إنجليزية» الصينيات تعوق عملهن ممرضات في السعودية

مجلس الغرف يتلقى عرض سفارة «بكين» بإرسال أطقم طبية إلى المملكة

تتلخص آراء العاملين والملاك في المستشفيات الخاصة بأن أداء الممرضات جيد لكن لغتهن الإنجليزية يصعب فهمها («الشرق الأوسط»)
TT

تركزت العوائق التي تحول دون تفضيل الممرضات الصينيات لدى المستشفيات السعودية في اللغة، بينما أكد ملاك المستشفيات أن أداء الممرضات الصينيات يعد جيدا ولا يشوبه مشكلة إذا استثنيت مشكلة نطق «الإنجليزية».

يأتي ذلك في حين أبلغت السفارة السعودية في العاصمة الصينية بكين القطاع الخاص السعودي ممثلا في مجلس الغرف السعودية بوجود رغبة صينية في إرسال ممرضات من الصين للعمل في المستشفيات السعودية سواء الحكومية أو الخاصة.

هذه الرغبة لم تجد الترحيب الكافي من قبل المسؤولين عن المستشفيات، وتحديدا مستشفيات القطاع الخاص السعودي.

وأوضح عادل الصرامي مساعد الأمين العام للشؤون الاقتصادية في الغرفة التجارية أن مجلس الغرف السعودية تلقى خطابا من الملحقية التجارية في السفارة السعودية لدى الصين يؤكد رغبة معهد تمريض في الصين العمل على إنشاء علاقة تعاون مع وزارة الصحة والمستشفيات العامة والخاصة لإرسال ممرضات للعمل في السعودية.

أمام ذلك أبدى رؤساء مجلس إدارة مستشفيات خاصة عدم رغبتهم في هذا التعاون، مرجعين ذلك لصعوبة التعامل اللغوي مع طاقم التمريض الصيني، على الرغم من الثناء على أداء الممرضات الصينيات من الناحية المهنية.

وفي هذا الخصوص بين الدكتور محمد مطبقاني مدير عام مستشفى جدة الوطني في جدة أن الخدمات الصحية في المملكة تقوم بها عدة جهات حكومية وقطاع خاص، وتقدم خدماتها للمواطن والمقيم وهذه الخدمات تقدم لما يقارب من 24 مليون نسمة، مما يجعل الاحتياج إلى التمريض في تزايد نظرا للتوسع في الخدمات للقطاعين العام والخاص.

وأوضح أن التمريض في حال تم على أيدي السعوديات سيكون تمريضا جيدا، ولكن هناك ظروف اجتماعية وأسرية تحول دون إكمال كثيرات منهن للعمل في هذا المجال، وأن المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة باحتياج متزايد إلى فترات كبيرة وسنوات كثيرة. واعتبر التعاون مع معهد التمريض الصيني موضوعا جيدا، وأن التمريض في بكين على مستوى جيد ولكن تنقصهم اللغة الإنجليزية تحدثا وكتابة، لافتا إلى أنه تم الاتفاق بين بعض المنشآت على إحضار التمريض من جمهورية الصين شريطة أن يتم إدخالهم معاهد لتعليم اللغة تحدثا وكتابة.

وشدد على أنه كما هو معروف في المجال الطبي أن العامل الأساسي لأداء العمل إجادة اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى اجتياز اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، مبينا أن طاقم التمريض الصيني يجيد العمل بحرفيه إلا أن اللغة تقف عائقا أمام تعاقدهم في السعودية.

من جهته، أثنى ناصر الزاحم المدير التنفيذي للمركز الدولي للعناية بالكلى على طاقم التمريض الصيني من ناحية الأداء والقدرة على العمل إضافة إلى الناحية الفنية، إلا أنه يرى أن إتقان اللغة الإنجليزية أيضا هي المشكلة الوحيدة التي تواجه المستشفيات المتعاقدة معهم.

ويرى أن طريقة النطق للغة الإنجليزية تجد صعوبة في التلقي لدى الفرق الطبية، إضافة إلى أن قدرتهم على فهم الطرف الآخر سواء كان من الأطباء أو المرضى صعبة، مشيرا إلى تجربته معهم في فترة سابقة والتي لم تنل رضا واستحسان المتعاملين معهم، مما استدعى الأمر إلى إلغاء عقودهم وإرسالهم إلى بلدهم.

وهنا عاد الدكتور محمد مطبقاني للحديث عن الجنسيات التي تفضل في طاقم التمريض، ليؤكد أن جميع جنسيات البلاد التي تملك معاهد وكليات تمريض معروفة في العالم يتم الاستعانة بكوادر منها، طالما توفرت الخبرة والكفاءة، واجتزن اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

وقال: «لن نستطيع لسنوات كثيرة وأنا أقصد هنا عشر سنوات الاعتماد على السعوديات بشكل كامل، بسبب الظروف الاجتماعية والعائلية والالتزامات الأسرية فهذا يجبرنا بالاستعانة بكادر التمريض من الدول الأخرى، وهذا ما يحدث حتى في دول أخرى متقدمة كأميركا وبريطانيا وكندا وألمانيا فهم لا يزالون يستعينون بالتمريض من خارج دولهم».