بعد العثور على رصاص بشعارات إيرانية .. شكوك حول تورط طهران في تسلل الإثيوبيين

اللواء السعدون لـ«الشرق الأوسط»: ننتظر الأدلة الكافيةللجزم بعلاقة إيران مع العصابات المتسللة

TT

شكك اللواء طيار عبد الله سعدون، عضو لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى، في أن ما يحدث في عسير من تسلل عدد كبير من الإثيوبيين وقيامهم بعمليات تخريب تمثلت في سرقات واعتداءات وإدارة لمصانع الخمور بالمنطقة، له علاقة بإيران.

وأشار سعدون في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه ربما أفضى نقص المعلومات الواردة في هذا السياق إلى التشكيك في حقيقة ارتباط تلك العصابات المتسللة إلى منطقة عسير بالنوايا الإيرانية، فربما كان السبب الأقوى، بحسب رأيه، هو الفقر الذي تعاني منه تلك الدول التي جاء منها المتسللون والحروب التي دفعتهم إلى البحث عن العيش الآمن رغم إخلالهم بالأنظمة التي تتقيد بها جميع دول العالم، خاصة الدولة السعودية من شروط الإقامة ودخول الدولة بالطرق المشروعة.

وأفاد السعدون، على هامش الاجتماع الذي عقد مؤخرا بقادة القطاعات الأمنية في منطقة عسير لبحث الوضع الأمني في المنطقة والإجراءات الأمنية والاطلاع على ما لدى قادة القطاعات الأمنية من ملاحظات، بأن اللجنة خلصت لأهمية الحد من انتشار المتسللين في جنوب السعودية.

وعطفا على ذلك، ذكر السعدون أن بعض الرصاصات التي وجدت بين مخلفات تلك الجماعات المتسللة في قمم جبال عسير، تحمل شعار الدولة الإيرانية، ذكر السعدون أنه غير واثق تماما من علاقة إيران بتلك العصابات، حيث، وبحسب قوله، إن إيران لها سابقة في دعم الحوثيين و«هناك ما جعلنا نؤكد ذلك، أما ما يتعلق بالجماعات الإثيوبية، فلا نستطيع أن نحكم بذلك حتى تظهر لنا الأدلة الكافية والجازمة».

وحول تسلل تلك الجماعات الإثيوبية عن طريق الحدود ما بين اليمن وجنوب السعودية، وما إذا كان الحوثيون يقدمون دعمهم لهم بتحريض من إيران، أوضح أنه لا دليل على ذلك، مما يشير إلى أن فكرة تدخل الدولة الإيرانية في الشؤون السعودية ومحاولة زعزعت أمنها من خلال الحوثيين، تظل ضمن إطار الظنون التي تتطلب أدلة وبحثا كافيا للنطق بها، وزاد: «اليمن يعاني من فقر وحروب أهلية، وهذا ما قد دفع تلك العصابات المتسللة إلى رسم الدولة السعودية هدفا يؤمن لهم لقمة العيش بخلاف دولتهم أو الدولة اليمنية، ومع ذلك، تظل مسألة التسلل من المسائل والقضايا المخالفة للأنظمة والتشريعات الدولية والمعمول بها داخل السعودية».

إلى ذلك، أفصح اللواء خالد القحطاني، مدير إدارة أمن الطرق في السعودية لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، عن أن التقنية التي تمارسها إدارته في ضبط الشريط الحدودي مع اليمن، حدت من عمليات التسلل والعمليات غير القانونية، مؤكدا في السياق ذاته، أن أجهزة مثل أجهزة الكشف عن المتفجرات، حسرت عمليات التهريب التي كانت تمر عبر الشريط الحدودي الجنوبي، وأن الكاميرات الحرارية المزودة بحساسية عالية، قد وأدت الكثير من عمليات التهريب المختلفة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور عبد الله البريدي، أستاذ السلوك التنظيمي، لـ«الشرق الأوسط»، أن إيران من الممكن أن تزج بنفسها في حيثيات المنطقة، حيث تحمل بصمات واضحة وتتزعم لواء خرق الإجماع الإسلامي في أبعاده السياسية والرمزية، مؤكدا أن «إيران، وكل من دار في فلكها، تخسر مصداقيتها السياسية». واختتم البريدي بالقول: «يتوجب على الدبلوماسية الإيرانية أن تمارس السياسة وفق قواعدها وأصولها، بما يستوجبه ذلك من تغليب المصالح الاستراتيجية على النزعات المؤدلجة التي تدفع للدخول في أنفاق مظلمة سياسيا وتنمويا على المستوى الاستراتيجي، ودول المنطقة، وعلى رأسها دول الخليج، مستعدة لأن تدخل مع إيران في شراكات متنوعة، شريطة التزامها بالعقلانية السياسية وهجرها النهج السياسي المؤدلج الذي يفوت عليها فرصا ذهبية للانخراط في مشاريع مشتركة ويخلق لها تحديات غير مبررة إطلاقا».