سلطان بن سلمان: «جدة التاريخية» على مشارف الانضمام لـ«اليونيسكو»

أعلن عن تقديم مليوني ريال لـ«جمعية التراث»

الأمير سلطان بن سلمان بعد اجتماع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن هيئة السياحة دفعت بملف «جدة التاريخية» هذا العام لتسجيلها ضمن التراث العالمي باليونيسكو. وأوضح أن الهيئة قدمت منظومة حلول جديدة لملف جدة التاريخية الذي تأخر لأكثر من 20 سنة، مشيرا إلى إقرار هذه المنظومة ورفعها للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة العليا لجدة التاريخية، إضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية للعمل بجميع مواقع التراث العمراني ومنها جدة التاريخية.

وأعلن الأمير سلطان، في تصريح أعقب اجتماع الجمعية العمومية الثاني للجمعية السعودية للمحافظة على التراث يوم الخميس الماضي، عن تقديم الهيئة دعما ماديا بقيمة مليوني ريال للجمعية السعودية للمحافظة على التراث، دعما لمبادراتها التي تتوافق مع بعض برامج الهيئة، كشراكة تشكل قيمة مضافة للجمعية ومبادراتها. وجاء ذلك خلال كلمة الأمير في اجتماع الجمعية العمومية.

وقال إن الآباء والأجداد كافحوا عبر آلاف السنين لاستقرار الدولة، وتعمل الهيئة حاليا بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام ودارة الملك عبد العزيز على مشروع إعادة الوطن إلى قلوب المواطنين وليس فقط اقتصاره على الكتب والخرائط، كون التراث الوطني قضية أصيلة تتبناها الدولة بشكل كامل.

وأثنى رئيس هيئة السياحة والآثار في كلمته على نشأة الجمعية وانطلاقها بشكل مشرف خلال فترة قصيرة، وقال «أعتقد أن مهرجان (الجنادرية) كان شرارة الانطلاقة وإشعاع الضوء الذي قادنا للمحافظة على التراث منذ أكثر من ثلاثين عاما، في فترة كانت العناية فيها بالتراث هامشية في ظل انشغال الناس بالتنمية والبناء التشييد، مما أضر بالتراث لحد كبير، وتسبب في إزالة مواقع أثرية وتراثية كثيرة».

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تسعى لتأسيس تراث وطني مؤسسي، سيمثل نقلة هائلة للمحافظة على التراث والمواقع الأثرية والتراثية والإسلامية، ومنع التعدي عليها، والذي أخذ موافقة مجلس الشورى على نظامه، متطلعا لصدور الموافقة عليه من مجلس الوزراء، موضحا أن هذا العام شهد انتشار مشاريع التراث العمراني والقرى التراثية بشكل كبير، وكذلك برز الاهتمام الكبير بالتراث من قبل المواطنين السعوديين. وأضاف «نؤسس حاليا مع البلديات لنظام متكامل لتأهيل الشركات العاملة في الترميم حتى تكون لدينا كوادر مؤهلة في هذا المجال، كما نعمل على تطوير الشركة الوطنية للفنادق والضيافة التراثية التي صدرت موافقة مجلس الوزراء الموقر عليها قبل شهر وعرضها على المستثمرين». كما أوضح رئيس الهيئة أنه قد بدأ التأجير في المنطقة التاريخية للدرعية، مشيرا لعمل الهيئة مع إحدى الشركات الإسبانية المتخصصة في التراث على ترميم الفنادق التراثية وتدريب المواطنين على تقديم الخدمات والمأكولات التراثية، والعمل على استقطاب عدد من الطلاب والطالبات المبتعثين وتدريبهم بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في أماكن دراستهم، حتى يعودوا ويسهموا في تفعيل المتاحف الجديدة، واستشراف صدور قرار اعتماد «مشروع الملك عبد الله للبعد الحضاري»، الذي يشمل منظومة كبيرة من المتاحف ومواقع التراث وقصور الدولة. وأعلن الأمير سلطان بن سلمان عن صدور موافقة ولي العهد رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على إنشاء مركز لتاريخ الرياض يعنى برصد جميع المواقع والأبراج والأسواق التي تمثل قصة الرياض التاريخية، لتكون مفتوحة للزيارات، كي يعرف المواطن والزائر تاريخ هذه الأرض الممتد لآلاف السنين. وذكرت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، أن الجمعية عملت على نشر رسالتها بإقامة نشاطات عدة ترمي إلى الارتقاء بالثقافة المجتمعية، بتقدير التراث الوطني والسعي للمحافظة عليه.