جدة: مبادرة من القطاع الخاص لتوظيف 12 ألف خريج من المبتعثين

د. محمد العيسى لـ «الشرق الأوسط»: برامج تدريب تعقب التخرج تنتظر 3 آلاف طالب من كبرى الشركات الأميركية

يبلغ عدد الطلبة المبتعثين في برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي نحو 131 ألفا يدرسون في 30 دولة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد العيسى، الملحق الثقافي السعودي لدى أميركا، عن وجود نحو 3 آلاف فرصة تدريب بعد التخرج للطلاب المتوقع تخرجهم والخريجين السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة الأميركية.

وقال العيسى في اتصال هاتفي: «إن الشركات، ومن بينها «بوينغ» و«لوكيت» وغيرهما، ستجري بنفسها مقابلات شخصية لتختار الخريجين، وستتفاوت مدة التدريب بين 6 أشهر وعام واحد».

وأضاف: «إن هذه الفرصة تعد امتدادا لجهود الدولة في تأهيل الخريجين بعد ابتعاثهم لنهل العلم»، وأكد أن الملحقية ستحتفل قريبا بتخريج 13 ألف طالب من طلاب برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي.

وفي سياق الخريجين، كشف طراد العمري وهو عضو لجنة الموارد البشرية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس تنفيذي لشركة توظيف سعودية، عن مبادرتين سيطلقهما القطاع الخاص لأول مرة في السعودية، خلال الأسبوعين المقبلين، لإيجاد وظائف لخريجي برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي الباحثين عن فرص وظيفية.

وقال العمري لـ«الشرق الأوسط»: «إن المبادرة الأولى ستكون تحت اسم (كفاءات)، وتعني استقطاب المبتعثين وتسويق مؤهلاتهم وفق آليات حديثة ومقاييس عالمية تضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والثانية ستكون تحت اسم (دربك أخضر) تخص المنشآت، وتركز على مساعدة المنشآت لإدارة وصيانة نطاقاتها من خلال توظيف مستدام يتناسب مع تطلعات أصحاب المنشآت وتوفير الجهد والمال، جراء التذبذب بين النطاقين الأخضر والأصفر عند رغبتهم في توسيع أنشطتهم».

وتوقع أن توفر هاتين المبادرتين وظائف في نهاية عام 2013 لما يقارب 12 ألفا من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، براتب شهري لا يقل عن 10 آلاف ريال، وسيكون المركز الأكبر في التوطين في الشرق الأوسط بمدينة الرياض، ومن المقرر أن يستوعب تسجيل أكثر من 15 ألف باحث وباحثة عن العمل شهريا.

ويقدر عدد الباحثين عن الوظائف من خريجي برنامج الابتعاث بنهاية العام الحالي، بنحو 25 ألفا، منهم 5 آلاف سبق تخرجهم في السنوات السابقة، و10 آلاف سيتخرجون بانتهاء عام 2013.

وحسب العمري، فإن هذا الأمر هو أحد الأسباب التي جعلت الجهات الحكومية ذات العلاقة تتعاون مع مكاتب التوظيف الخاصة، للتنسيق مع الشركات لتوظيفهم بما يتناسب مع مؤهلاتهم، خصوصا ممن يحملون شهادتي الدكتوراه والماجستير.

وأوضح عضو لجنة الموارد البشرية في الغرفة التجارية الصناعية أن هناك مهنا تحتاجها سوق العمل كالتأمين، والقطاع الصحي، والمبيعات، والتجزئة، وغيرها من المهن؛ ولكن يعجز كثير من طالبي العمل عن البحث عنها، والتنسيق مع الشركات التي ترغب في توطين المهن لديها، وهذا دور الشركات الموظفة في التنسيق مع الشركات وطالبي العمل في التوافق بينهم، عبر برامج تتيح اختيار المرشحين وقياس قدراتهم، وتعويض النقص المهني لديهم بدورات لصقلهم ليكونوا جاهزين لمباشرة الأعمال والمهام الوظيفية.

وأشار إلى أن الدوائر الحكومية ووزارة العمل حريصة على استيعاب أعداد كبيرة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين، وفق مهن تتناسب مع تأهيلهم، خاصة أن كثيرا من التخصصات التي يمتلكونها تتواءم مع حاجة سوق العمل، وتبادل البيانات فيما يتعلق بالشواغر، سواء عبر المبتعثين العائدين إلى الوطن وأنهوا دراستهم، أو المبتعثين الذين يتوقع تخرجهم قريبا، بالتنسيق مع الملحقات الثقافية بالسفارات لدى الدول الحاضنة للدارسين السعوديين في جامعاتها، ويكمن بالاطلاع على بيانات المبتعثين لاختيار المرشحين بناءً على احتياجاتهم، بحيث يعود المبتعثون ليجدوا خيارات وظيفية بانتظارهم.

وتعمل وزارة العمل، ممثلة في صندوق تنمية الموارد البشرية (حاليا) مع وزارة التعليم العالي لإخراج برنامج متخصص للمبتعثين تحت اسم «جاهز»، وأنجزت الوزارة خلال العامين الماضيين أكثر من 35 برنامجا ومبادرة في مصلحة التوطين، وتحرص على عدم وجود أي ازدواجية في التوظيف بين شركات التوظيف ووزارة العمل والصندوق، فهي ترى أن السعودة هم وطني يجب على الجميع الإسهام فيه والعمل معا لمحاربة البطالة.

ويرى العمري أن برنامج خادم الحرمين الشريفين جاء بنخبة من الشباب المتعلمين من أفضل الجامعات العالمية، يتقنون لغات أجنبية وثقافة وانفتاحا قادرين من خلالها على تحقيق مستقبل واعد بعيد الأمد حينما يتمكنون من مفاصل الاقتصاد في الدولة.

وذكر أن من أكبر المشكلات التي تواجه خريجي برنامج الابتعاث تمسك القطاع الخاص بالعمالة الوافدة، نظرا لقلة أجورهم، وعملهم لساعات طويلة، مشيرا إلى أن هذه حال القطاع الخاص في العالم كله؛ بهدف تعظيم منفعته، إلا أن البرامج والمبادرات والقوانين التي أطلقتها وزارة العمل خلال العامين الماضيين تصب في مصلحة التوطين.

يشار إلى أن عدد المبتعثين في برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي وصل أكثر من 131 ألف طالب وطالبة ملتحقين في أكثر من ثلاثين دولة، ومن المتوقع أن ينتهي 10 آلاف من هذا العدد دراسته نهاية العام الحالي.