59 باحثا من 18 دولة يناقشون سبل استفادة السعودية من «التقنيات الزراعية» الجديدة

ينطلق في 19 مارس برعاية خادم الحرمين الشريفين

TT

يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في التاسع عشر من مارس (آذار) المقبل، المؤتمر السعودي الدولي للتقنية الزراعية، وسيتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر جلسة افتتاحية وتسع جلسات علمية تقنية، تشتمل على 59 باحثا من 18 دولة يقدمون عرضا شفهيا في الجلسات الفنية، بالإضافة إلى 12 باحثا يقدمون عرضا ملصقا.

كما سيتم عقد مناقشات مفتوحة عن استخدام التقنيات الزراعية في المناطق الجافة، وتم تخصيص اليوم الثالث للزيارات الميدانية. ولفت إلى أن المؤتمر يرنو إلى جمع متخذي القرار والباحثين والعلماء والطلبة والمزارعين تحت سقف واحد.

وتعكف السعودية على خطة استراتيجية للتقنية الزراعية، تهدف إلى تبني التقنيات الحديثة في المجال الزراعي، بما يتناسب مع بيئة المملكة التي يمكن توظيفها في تطوير القطاع الزراعي في المجالات التطبيقية والتطويرية، مما يضمن مساهمة المملكة في الزراعة المستديمة، وتحقيق الأمن الغذائي محليا وإقليميا.

أمام ذلك، أكد الدكتور ناصر الخليفة، المشرف على المركز الوطني للتقنيات الزراعية، أن انعقاد المؤتمر لمدة ثلاثة أيام سيتيح استعراض خبرات علماء وباحثين في القطاع. ويؤكد الخليفة، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن «المؤتمر سيشهد نتائج أبحاث وحلولا عملية، متعلقة بزراعة الأراضي الصحراوية، في وقت تحتل فيه الأراضي القاحلة نحو ثلث مساحة العالم، ونحو 13% من سكان العالم يعيشون في هذه المناطق الوعرة للغاية، ويعد الإنتاج الزراعي في هذه المناطق ضئيلا بشكل عام، يرجع ذلك إلى التحديات الصعبة، كالجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة وعدم توافر المواد العضوية في التربة، وقد ساهمت الاكتشافات الجديدة والحديثة للزراعة والتقنية الحيوية في نطاق واسع، للاستفادة من موارد الأراضي القاحلة وفعاليتها في زيادة الإنتاج الزراعي»، مضيفا: «سيتم توثيق إجراءات ووقائع المؤتمر، ونشرها وتعميمها على القطاعات المستفيدة». وتلخيصا لتطبيقات التقنية الزراعية، يقول الدكتور الخليفة: «إن أبرز المشاكل المتعلقة بزراعة المناطق الجافة تكمن في ندرة المياه والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة، وارتفاع معدلات التبخر والرياح والعواصف الرملية، وساهمت التقنيات الزراعية في حل بعض هذه المشاكل بشكل أكثر فعالية، كاستخدام مياه الري من خلال نظم الري الحديثة، وتطوير أصناف نباتية تتحمل الملوحة والجفاف، من خلال زراعة الأنسجة واستخدام تقنيات البيوت المحمية، والمقننات المائية وغيرها من التطبيقات».

يشار إلى أن المركز الوطني للتقنيات الزراعية يجري تطويرا لوسائل «الإكثار الدقيق، والتصنيف والتحسين الوراثي لأصناف النخيل المهمة، وانتخاب النباتات المكاثرة نسيجيا للنباتات المحلية، لتنميتها في أراضي المناطق الصحراوية، وتطوير قاعدة البيانات الخاصة بنخيل التمر، باستخدام الواسمات الجزيئية والشكلية، بالإضافة إلى تطوير الروضات والمتنزهات والمحميات البرية، وتطوير تقنيات الأغذية وتصنيعها للاستخدام الآدمي والعلفي».

ويقول المشرف على المركز: «نسعى إلى البحث في استخدام التقنيات الزراعية المتطورة للمحاصيل النباتية والملائمة للظروف البيئية القاسية في السعودية»، مستطردا: «يهتم المركز بجملة تحسينات للتطبيقات الزراعية كالإكثار الدقيق للنبات والتحسين الوراثي للأصناف والتصنيف الوراثي بالبصمة الوراثية، إلى جانب تطوير أجندة مناسبة للأصناف المرغوبة من أشجار النخيل والنباتات البرية، كما يهتم في تطوير النباتات المتحملة للجفاف والنباتات المتحملة للملوحة، ولحماية بعض أصناف الأشجار المحلية التي تواجه مخاطر عدة تم إكثارها بالطرق التقليدية واستخدام طرق أكثر تطورا، كذلك تطوير وتعديل البيوت المحمية وفقا للظروف البيئية القاسية، والزراعة العضوية وتربية الحيوان وغيرها».