إطلاق أعمال تأهيل «قلعة دارين».. وعام يفصل عن موعد افتتاح سوقها الشعبية

تعد من أبرز القلاع التاريخية في جزيرة تاروت شرق البلاد

قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني في دارين
TT

أطلقت هيئة السياحة والآثار شارة انطلاقة إعادة تأهيل وترميم قلعة دارين التي تعرف كذلك بقلعة عبد الوهاب الفيحاني، حيث يأتي تأهيل وترميم هذه القلعة بعد أشهر قليلة من إعلان الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تكفل الهيئة بإعادة تأهيلها وترميمها وإعادة فتح السوق الشعبية الكبيرة فيها، والتي كانت من أبرز معالم هذه القرية التابعة لمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية من السعودية، والتي تطل على الخليج العربي.

وبدأت إحدى الشركات المتعهدة بتنظيف ومسح الساحة الخارجية ورفع الحجارة والأنقاض من حولها، وسيسبق عملية الترميم القيام بالتنقيب في هذه الأرض المحيطة بالقلعة أملا في الحصول على قطع أثرية يمكن الاستفادة منها من قبل هيئة السياحة والآثار.

ويتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال التأهيل والتشييد للقلعة خلال فترة ما بين 12 و18 شهرا، ما يعني أن السوق التراثية التي كانت تقام قديما لمدة شهر في العام ستبدأ أنشطتها بعد عام من الآن.

وتعتبر سوق دارين التراثية من أشهر الأسواق قديما، حتى إن البعض يشبهها بسوق عكاظ الشهير، في حين تعد دارين في السابق من أهم الموانئ على الخليج العربي حتى تم إنشاء ميناء البصرة في العراق، كونه حلقة الوصل والمدخل الرئيسي للبضائع القادمة من شرق آسيا وأفريقيا.

وتضاربت آراء الباحثين حول قلعة دارين، فهناك من يرى أن هذه القلعة قديمة يمتد عمرها إلى ما يزيد على الـ500 عام، وأن الذي بناها لأول مرة هم الغزاة البرتغاليون، وذلك عند احتلالهم القطيف والبحرين قرابة عام 927هـ، في حين يرى آخرون أن هذه القلعة حديثة لا يتجاوز عمرها المائة عام فقط، وأن باني هذه القلعة هو تاجر اللؤلؤ الشهير الشيخ محمد بن عبد الوهاب الفيحاني حينما هاجر من دولة قطر إلى قرية دارين عام 1303هـ.

ويسمى ميناء دارين ميناء «المسك والعنبر»، وهو الاسم الشائع في السنوات الماضية؛ كون هذا الميناء يمثل أحد أهم المنافذ الاقتصادية المهمة في نقل البضائع والتوابل من الهند للخليج ومنه إلى مناطق أخرى من العالم، في حين كانت السفن تحمل في طريق عودتها التمور، كما أنه كان يعج بالحركة الاقتصادية وممارسة الغوص واستخراج اللؤلؤ.

وقال الباحث في التراث والمدن، عبد الخالق الجنبي: «إن دارين مدينة عرفت قبل الميلاد بأنها مدينة عظيمة فيها أكبر وأشهر ميناء في الخليج العربي وتضم ثروة أثرية دفينة». وبين أن ملامح الأنثروبولوجيا لدارين تتضح في ارتباط إنسان هذه القرية بالبحر والتجارة البحرية أولا وأخيرا؛ لأن دارين لم تكن بلدا زراعيا، وبالتالي فهي تدين بوجودها للبحر فقط، ومن هنا فقد أتقن الإنسان فيها كل ما يتعلق بالبحر.

كما أتقن أبناؤها بناء السفن التي كانوا يبحرون بها وسط البحار وأهوالها ليصلوا إلى مراكز التجارة العالمية القديمة كبلاد فارس والرافدين وبلاد الهند واليمن وأفريقيا وغيرها.

وأشار إلى أن بضائع الخضار والمنسوجات الحريرية كانت تصل لمرفأ دارين قادمة من الصين، ومن ثم يتم تصديرها إلى جميع أنحاء البلاد العربية.

وتولي هيئة السياحة اهتماما كبيرا بالتراث كونه من أبرز مقومات الجذب السياحي ورصدت عددا كبيرا من المواقع الأثرية من أجل تطويرها، وكان للشرقية نصيب كبير خصوصا أنها غنية بالمواقع الأثرية والجذب السياحي المتنوع.