استخدام المواد البركانية في البناء يوفر 50% من تكلفة المشاريع

90 ألف كيلومتر مربع المساحة التقديرية للمواقع البركانية في السعودية

إضافة 50 في المائة من المواد البركانية على المواد الإسمنتية توفر 40 مليون طن متري (رويترز)
TT

أكد خبراء مشاركون في ورشتي عمل عقدتا أمس في العاصمة الرياض، أن استخدام المواد البركانية بديلا عن مواد البناء سيوفر 50 في المائة من الطاقة الكهربائية والتكلفة الإجمالية للمشاريع.

وتحدث الدكتور محمد تاج الدين الحاج موسى عضو مجلس إدارة المجلس السعودي والخليجي للأبنية الخضراء وعضو اللجنة الدولية للأبنية الخضراء والمستشار بوكالة التعمير والمشاريع بأمانة جدة الأسبق عن «الخرسانة الخضراء» في إحدى تلك الورش على أهمية التحول في مواد البناء إلى المواد البركانية التي تحافظ على البيئة وتسهم في توفير التكاليف المادية والطاقة الكهربائية.

وأشار موسى إلى أن استخدام المواد البركانية في بناء مطار الملك عبد العزيز الجديد بجدة ومدينة الملك عبد الله الرياضية قد يوفر من 50 - 60 في المائة من تكلفته الإجمالية، فضلا عن القضاء على الجراثيم والميكروبات بنسبة 100 في المائة.

وكشف عضو مجلس إدارة المجلس السعودي والخليجي للأبنية الخضراء عن وجود 90 ألف كيلومتر مربع تمثل موقعا بركانيا في جنوب وغرب المملكة، مشيرا إلى أن هناك 4 مصانع غرب وشمال البلاد من بين 17 مصنعا تستخدم الإسمنت البركاني على مساحة 10 كم مربع، في حين تنتظر 80 ألف كم2 من يستثمرها في مواد البناء، سواء كان الإسمنت البركاني أو الحجر البركاني.

وبين موسى أن استخدام المواد من البراكين السعودية يعد واحدا من أسباب التحول للمباني الخضراء لإسهامه في توطين البيئة المستدامة على غرار المباني الرومانية التي كانت تعتمد على 70 في المائة بركان و30 في المائة مواد بناء عادية وتستمر أعمارها أكثر من 200 سنة. وذكر الدكتور موسى أن المواد البركانية تقوم بالعزل الحراري ومقاوم للأملاح وتقتل الجراثيم بنسبة 100 في المائة وتوفر نحو 50 في المائة من الطاقة الكهربائية.

وأضاف موسى الذي يشغل عضو اللجنة الدولية للأبنية الخضراء، أن هناك 50 مبنى سعوديا قدم للأبنية الخضراء تمت الموافقة على اثنين فقط وهما جامعة الملك عبد الله للعلوم «كاوست» وهي أحد المشاريع العلمية لشركة «سابك»، وقد حصلت على أعلى تقييم عالمي وهو «البلوتنيوم» كمبنى صديق للبيئة من المباني الخضراء.

وأوضح أنه في حال إضافة 50 في المائة من البراكين على المواد الإسمنتية توفر 40 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون، ومبالغ ضخمة من حرق الوقود الأحفوري، وتوفير الطاقة الكهربائية المستخدمة في تصنيع الإسمنت، كما أنها توفر في المباني التي تستخدمها 15 في المائة من مواد البناء، و50 في المائة من قيمة فاتورة الكهرباء.

وشارك في الندوة الثانية علماء وخبراء ومختصون من كندا والسعودية، وقد تبادل الخبراء السعوديون والكنديون وجهات النظر حول المباني الخضراء، وأهمية تحول المباني في دولة كبيرة مثل السعودية إلى المباني الخضراء صديقة البيئة. بدوره، أوضح الدكتور عبد الإله المهنا، رئيس مجلس إدارة المجلس السعودي للأبنية الخضراء، أن رسالة المجلس تتمثل في نشر الوعي البيئي ودعم الفهم والتوظيف الجيد لممارسات الأبنية الخضراء في السعودية، والتي تنبثق عن رؤية المجلس التي تعتمد على تغيير طريقة تصميم وإنشاء وتشغيل الأبنية بالمملكة بحيث تتحول من مبان تقليدية إلى مبان مستدامة وصديقة للبيئة وعالية الكفاءة.

وفي ختام كلمته، تحدث الدكتور المهنا عن أهمية نشر الوعي حول العمارة المستدامة والمحافظة على المصادر والموارد الطبيعية ودعم ممارستها في قطاعات الإنشاءات المختلفة لترشيد الاستهلاك وتقليل التأثير السلبي على البيئة.

يشار إلى أن المجلس السعودي للمباني الخضراء تأسس عام 2008، لتنضم المملكة وقتها إلى 11 دولة فقط حول العالم لديها تنظيمات مشابهة بينها الإمارات العربية المتحدة.