15 ألف زائر في أول أيام المعرض والمبيعات تقدر بـ100 ألف ريال

مؤلفات «الشأن السعودي» تتصدر مبيعات معرض الرياض للكتاب

TT

شكلت الكتب التي تتناول الشأن السعودي الأكثر طلبا ومبيعا في معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث أظهر استطلاع أجرته «الشرق الأوسط» على عدد من دور النشر المشاركة في المعرض التي أكدت أن الزوار لديهم قوائمهم الخاصة لعناوين كتب يتطلعون للحصول على نسخ منها.

ويغلب على الكتب التي تتناول الشأن السعودي القراءة السردية لأحداث وتغيرات مر بها المجتمع السعودي، فيما يتناول البعض منها الدراسات البحثية المعمقة لقراءة الظواهر والتغيرات الاجتماعية محليا.

فيما جاءت الكتب التي تتناول بالقراءة والتحليل الجماعات والحركات الإسلامية ضمن قائمة الأكثر طلبا بين مرتادي المعرض، حيث حظي الزوار بالاطلاع على أحدث إصدارات دور النشر العربية والعالمية التي تتناول قضايا تتعلق بالتنظيمات الدينية ذات التوجهات السياسية.

وبحسب مصادر مطلعة في إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، فقد بلغ حجم المبيعات ما يزيد على 100 ألف ريال، فيما قدرت المصادر ذاتها حجم الزوار بأكثر من 15 ألف زائر.

وأشار عصام دعيبس، أحد مسؤولي دور النشر العربية المشاركة في المعرض، إلى أن الكتب الروائية والشعرية تتراجع في ظل تنامي الطلب على الكتب الفكرية والسياسية، مشيرا إلى أن الانعكاسات التي تشهدها المنطقة العربية لـ«الربيع العربي» ألقت بظلالها على التوجهات القرائية لمرتادي معرض الكتاب.

ويشاركه الرأي محمود عباس، مسؤول دار نشر في معرض الكتاب، مؤكدا أن الكتب التي تتناول الحركات الإسلامية بتحليل خطابها وتتبع تاريخها تجد رواجا بين الكتب المعروضة للزوار، موضحا أن القراءة النوعية التي بات يحرص عليها القارئ العربي تتجه نحو إشباع نهمه المعرفي لما تنقله وسائل الإعلام العربية والعالمية حول تحليل الوضع الراهن لتلك الحركات الإسلامية التي بات عدد منها يتسنم سدة الحكم في بلدانها.

إلى ذلك، أكد يوسف اليوسف، رئيس لجنة المطبوعات في معرض الرياض الدولي للكتاب، أن إدارته لم تتلق أي شكوى حول أي من الكتب المعروضة بأجنحة المعرض، موضحا أن إدارة المعرض قامت بتوفير عدد من الاستمارات التي يمكن لزوار المعرض من خلالها تقديم ملاحظاتهم على أي كتاب ليتم من قبل المختصين في لجنة المطبوعات الاطلاع على الشكوى والنظر في صحة ادعائها. وشدد اليوسف على أن كل الكتب والمطبوعات التي تشارك بها دور النشر في المعرض تم فسحها من قبل إدارة الرقابة العربية للكتب والمصنفات في وزارة الثقافة والإعلام، لافتا إلى أن عددا من الكتب تم منعها ولم يسمح بعرضها في المعرض.

ولم يفصح اليوسف عن أي من عناوين تلك الكتب التي تم منعها من العرض، ولمح إلى أن سياسات النشر والأنظمة واللوائح المعتمدة محليا يتم تطبيقها على الكتب المعروضة بمعرض الرياض الدولي للكتاب.

وكان عدد من مدارس التعليم العام والجامعات المحلية قد قامت بترتيب زيارات ميدانية لمعرض الرياض للكتاب لعدد من الطلاب والطالبات، خلال يوم أمس، وبحسب المنظمين للمعرض فإن جدولة تم اعتمادها هذا العام لمنع تكدس أعداد الطلاب والطالبات من التعليم العام والعالي في أيام محددة.

وعلى صعيد الفعاليات الثقافية الخاصة بالطفل، فقد نظمت لجنة الطفل في المعرض محاضرة عن أساليب ونشاطات في كيفية استخدام الكتب بفاعلية في الصف، حيث كان الحضور مقتصرا على السيدات في جناح الطفل، وشهدت المحاضرة التي تمتد فعالياتها لليوم، تطبيقا عمليا على كيفية تطبيق الأسلوب المناسب للطفل بحسب الفئة العمرية.

وأوضحت إيمان الخطيب، مديرة نشاط الطفل بمعرض الكتاب، أن المحاضرات الموجهة للنساء في المعرض تستهدف تنمية جوانب التوعية والتعليم للأمهات لتعويد الأطفال على التواصل مع الكتاب كهواية محببة لنفسه، موضحة أن المحاضرات تصاحبها ورش عمل تطبيقية حول فن اختيار الكتاب للطفل، وتنمية التنافس بين الصغار على القراءة داخل الإطار المدرسي.

وأشارت الخطيب إلى أن هناك محاضرة للأمهات تعقد يوم الاثنين المقبل حول كيفية تفعيل القراءة في المنزل، مشيرة إلى أن الفعاليات الثقافية للطفل في المعرض تتضمن مسرحية «التاءات السبع» مع مسابقات للأطفال، إضافة إلى عرض يومي لأفلام قصيرة في مسرح الطفل تتحدث عن حقوق الطفل في شتى المجالات، وفيلم عن أهمية المحافظة على ثروة الماء.

يشار إلى أن العاصمة السعودية الرياض شهدت يوم أمس تقلبات مناخية، حيث تأثرت الأجواء بموجة غبار حدت من مدى الرؤية الأفقية، إلا أن تلك العوامل المناخية لم تمنع مرتادي المعرض وزواره من التوافد عليه طيلة ساعات عمل المعرض التي تبدأ من الساعة 9 صباحا حتى الـ11 مساء.