16 % من سكان السعودية «مغردون».. والرياض العاشرة عالميا في فضاء «تويتر»

وفق إحصائيات أعلنتها مؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك الخيرية»

شهد اليوم الأول من المعرض تدفق الآلاف من الزوار مما يؤكد أن القراءة لا تزال تحظى باهتمام الجمهور (تصوير: أحمد يسري)
TT

لا يُفاجأ المرء كثيرا إذا علم أن عدد مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» في السعودية اقترب من حاجز الأربعة ملايين مستخدم خلال العام الحالي. هذا الرقم بينته إحصائيات رسمية أعلن عنها خلال ملتقى «مغردون سعوديون»، الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية)؛ إذ تزايد سريعا خلال العام المنصرم بمعدل بلغ 3000 في المائة.

ومع نمو هذه الإحصائيات بفعل توسع أسواق الأجهزة اللوحية في المملكة، سعت «مسك الخيرية» إلى توجيه هذه الطاقات لخدمة عملية التنمية في المجتمع المحلي، من خلال تنظيم ملتقى شارك فيه نحو 400 شاب وشابة، وحضره شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة؛ حيث جمعت هذه التظاهرة النوعية أفضل المغردين السعوديين لمناقشة عدد من القضايا المهمة في المجتمع، والإسهام في رفع الوعي لدى الشباب.

وتقول جمعية «مسك الخيرية» إنها تنظم الملتقى السنوي بغية المساهمة في تسخير جهود هؤلاء الشباب في خدمة التنمية الوطنية، ونقل التجارب والنجاحات الشبابية السعودية، وإبراز دورهم بوصفهم شبابا فاعلين على المستويين المحلي والعالمي.

وبلغ عدد حسابات السعوديين في «تويتر» 16 في المائة من نسبة عدد السكان السعوديين، الذين يغردون بـ50 مليون تغريدة شهريا محصورة في 140 حرفا.

وكشف الحضور أن 55 في المائة من المغردين ذكور، مقابل 45 في المائة من المغردات الإناث، وتعد أكثر الفئات العمرية استخداما لـ«تويتر» في السعودية مراوحة بين 24 و34 سنة، وتحتل العاصمة السعودية الرياض المرتبة العاشرة عالميا من حيث عدد تغريدات سكانها. وتناولت الجلسة الأولى للملتقى الذي أقيم أول من أمس في فندق الـ«ريتز كارلتون» بالرياض موضوع الرقابة في «تويتر» بين النظامي والذاتي، وشارك فيها عبد العزيز الشعلان، وبندر النقيثان، وسلطان المالك، وأدار الحوار خلال الجلسة عبد الله الحريري، وناقشت الجلسة حدود الضوابط الأخلاقية في «تويتر» وإمكانية توفير مساحة لتصفية الحسابات، وضمان ممارسة الحرية في «تويتر».

بدوره، كشف المحامي بندر النقيثان خلال مداخلته في الجلسة الأولى أن ما يحدث في «تويتر» لا يختلف أحد من الناحية القانونية كثيرا عما يحدث خارجه، أما لو كان الأمر متعلقا بجريمة موصوفة بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية فعلى حد وصفه سيتم حينها الاستناد إلى هذا النظام، ورفع الأمر إلى الجهة المختصة بالسعودية، وهي هيئة التحقيق والادعاء العام.

وأكمل النقيثان قائلا «نرى أن هناك تجاوزات كبيرة في القذف؛ لكن لم نسمع - حتى الآن - عن أي سابقة قضائية أو ملاحقة قانونية ضد مستخدمي «تويتر» في ما يتعلق بهذا الشأن، وحتى الآن الأمور التنظيمية لم تستقر ولا يمكن التنبؤ بقرارات الجهات المختصة أو أحكام المحاكم، وما زالت هناك اجتهادات». وأضاف «نظام الجرائم المعلوماتية يحتاج إعادة نظر، وهناك تردد من البعض بشأن تقديم شكوى أو بلاغ لعدم وضوح الإجراءات».

ويرى المغردون المشاركون في الملتقى أنه من المناسب فرض رقابة ذاتية، والتحقق من صلاحية الأفكار للنشر في «تويتر». وخلال كلمة ألقاها، بيَّن سلطان المالك، المتحدث الرسمي باسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أنه يتفق مع رأي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه بأن كل شخص مسؤول عما يكتبه على «تويتر» كرقيب بذاته، وذلك بعد سؤاله كمتحدث في جلسة «الرقابة في (تويتر) بين النظامي والذاتي» حول صلاحيات الجهات الحكومية للرقابة. بينما أوضح المتحدث عبد العزيز الشعلان أن مستوى الوعي ارتفع لدى مستخدمي «تويتر» في السعودية بعد حالات عدة تم الإبلاغ عنها وعن تعديات ومخالفات المستخدمين السيئين لإدارة الموقع، منها النشر والتشهير بالأرقام والبيانات الشخصية.

وركز الحضور في الجلسة الثانية على كيفية صناعة الأفكار ومدى ملاءمتها لـ«تويتر» وعوائق نشر تلك الأفكار، وكيفية تعزيز الجانب الإيجابي منها، ورفض ما هو سلبي.

وتعيش المملكة طفرة اقتصادية، وهذا الأمر جعل مواقع التواصل الاجتماعي تستفيد من ذلك من خلال آليات التسويق الإلكتروني بأساليبها المختلفة؛ لذلك استعرض الحاضرون في الملتقى الجانب التجاري في «تويتر» خلال الجلسة الثالثة، وتطرق فارس المطيري إلى تجربته في «هاشتاق السعودية»، الذي وصل عدد متابعيه أكثر من مليون متابع، وأشار إلى بداياته والنجاحات التي تحققت من خلاله.

وخلال الجلسة الرابعة للملتقى ذكر عبد الله المغلوث، أحد المغردين، عشر خطوات لتعزيز الإيجابية في «تويتر» بدأ في مقدمتها بمفاجأة من تحب بتغريدة، والبعد عن البرامج التي تكشف إلغاء المتابعة، وعدم إشاعة المشكلات أثناء التغريد أو محاولة نشر المشكلات بين المتابعين، بالإضافة إلى إشعار المتابعين بقيمة الحب والسعادة، والبعد عن الشكاوى والنحيب، وأعقبه فائق منيف، الذي ركز على تطوير الأعمال الخيرية، واستغلال «تويتر» في هذا الأمر.

ولم يخفِ بعض الإعلاميين السعوديين استفادتهم من «تويتر» في الترويج لتجاربهم، واستعرض في الجلسة الخامسة والأخيرة كل من فهد الفهيد، وصلاح الغيدان، وعبد الله المديفر، تجربتهم في الاستفادة من «تويتر» في خدمة مهنتهم الإعلامية والمصاعب التي يواجهونها.