«ثقافة التحريم».. كتاب المفتي والمستفتي لعبد الله العتيق

عبد الله الدحيلان يقدم كتاب «السعوديون والربيع العربي.. أسئلة الإصلاح والديمقراطية والثورة»

TT

عن دار «مدارك» للنشر، يصدر للكاتب عبد الله العتيق كتاب «ثقافة التحريم» وهو كما يعبر عنه مؤلفه: «جولة في قضايا طالها قول التحريم دون برهان اليقين»، وأوضح العتيق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الكتاب موجه إلى المفتي والمستفتي، ولمن لديه مسؤولية، فكثيرا ما يخوض المفتون في تحريم أشياء أصلها في الشرع الإباحة.

لافتا إلى أن المستفتين يتلقون تلك الفتاوى والأحكام المحرمة للمباحات تلقيا مسلما به وكأنهم يتلقونها من مصدر قطعي في الشريعة؛ لذلك فهم مقصودون بهذا الكتاب «ليستبينوا دينهم عن بصيرة، فما كل ما قيل بتحريمه يكون حراما، إلا ما يصدر بحكم قطعي من مصدري التحريم».

وأضاف: «هو أيضا موجه إلى من بيده مسؤولية وولاية على حال الإفتاء؛ إذ واجب على المسؤول أن يقيم الرقابة على تصرفات من يفتون فينظر في مدى أهليتهم للإفتاء، وينظر في فتاواهم قبل اعتمادها، وتوضع لجان تحكم هذا المجال».

وبين العتيق أن الكتاب هو مناقشة للفتاوى أكثر من كونه تفنيدا لها، وهي مناقشة استندت على الأدلة نفسها التي قام عليها التحريم، فهي إما من الأدلة العامة الشرعية نقلية كالوحيين، ومناقشة توظيفها أو تنزيلها على القضية المستفتى عنها؛ حيث اعتمد المؤلف تحرير الأدلة وبيان وجهها الصحيح، إلى جانب المناقشة بما جاء في المذاهب الأخرى وما قرر في مقاصد الشريعة من بيان لبعض الأحكام.

من جهة أخرى صدر عن دار «طوى» للنشر والإعلام للكاتب والإعلامي عبد الله الدحيلان كتاب «السعوديون والربيع العربي.. أسئلة الإصلاح والديمقراطية والثورة»، ويتكون الكتاب من بابين أحدهما يتناول الربيع العربي بالتحليل والنقد، والثاني يتناول ملف الإصلاح في السعودية.

وكشف الدحيلان لـ«الشرق الأوسط» أن ما دفعه إلى الكتابة في هذا الموضوع هو الرغبة في تقييم مفاهيم الإصلاح والتغيير التي برزت أكثر في ظل موجة «الربيع العربي» التي اجتاحت الدول العربية منذ سنتين، إلى جانب محاولة الوقوف عند التيارات المحلية ومناقشة موقفها من الديمقراطية، وإيمانها بها فلسفة وآلية، أم انطلاقا من رغبتها في دعم مصالحها الشخصية الضيقة، مشيرا إلى أن الكتاب خلص إلى شرح آلية وتصور لنشوء تيار شبابي جديد له رؤية أوسع في مفهوم الإصلاح، واعتباره أيقونة الخلاص التي يمكن بعدها الحديث عن واقع يغير حالة السكون والجمود إلى حراك وطني شامل، يجمع كل المواطنين مع اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم المتعددة.

كما يصدر للدحيلان في معرض الرياض الدولي للكتاب مجموعة قصصية بعنوان «أنا الملك»، وهي مكونة من 15 قصة متنوعة ما بين قصة قصيرة وقصة قصيرة جدا صادرة عن دار «أثر» بالشراكة مع نادي المنطقة الشرقية الأدبي.

كما يشهد المعرض لهذا العام إصدارا للمحلل السياسي مهنا الحبيل بعنوان «النزاع الدولي الإقليمي في الخليج العربي.. صراع أم تقاطع»، وذلك عن دار «النهضة العربية» في القاهرة، ويتضمن الكتاب دراسات سياسية لملفات المنطقة المتوترة بين القطبين.

ويتزامن صدور الكتاب–كما جاء في المقدمة–مع مرحلة حرجة يمر بها الخليج والوطن العربي ستؤثر في أوضاعه الاستراتيجية منذ استقلال الدولة القومية واتفاق «سايكس بيكو»؛ حيث تعيش المنطقة حركة بعث شعبي داخلي حقوقي في موسم الربيع العربي غيرت أنظمة سياسية في تونس ومصر واليمن وليبيا، وهي تستكمل طريق كفاحها الدامي في سوريا، وبعثت رياح تململ عاصفة إلى كل المنطقة، لا يعرف من أين تنطلق حركات الدفع الجديد لها.