إصدارات المدونين الشباب الأبرز على منصات التوقيع في معرض الرياض للكتاب

شبكات التواصل الاجتماعي منحت الناشرين أدوات ترويج مجانية وغير مسبوقة

شكل حضور المؤلفات الشبابية هذا العام علامة فارقة في هذه الدور لمعرض الكتاب.. وفي الصورة أحد الشباب يتصفح كتابا لأحد المدونين
TT

يعتلي المدونون الشباب مقاعدهم على منصات التوقيع بمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، ودونت أسماؤهم في قوائم نخبة من الكتاب السعوديين للتوقيع على أغلفة كتبهم بعد ما كانت حواراتهم تختزل بين حوارهم مع لوحات المفاتيح والصفحات البيضاء على مدوناتهم الإلكترونية.

ولعل الشبكات الاجتماعية كانت بصيص أمل لتعلق الناس بالقراءة، كونها تعتمد على الكتابة كسبيل أوحد للتواصل. وذكر أمجد المنيف، كاتب صحافي ومدون لـ«الشرق الأوسط» أن شبكات التواصل الاجتماعي منحت الناشرين أدوات ترويج مجانية وغير مسبوقة، وسهلة في قياس التغذية الراجعة بالتعاطي المباشر مع القارئ البسيط، الأمر الذي لم يكن متاحا من قبل. وأشار إلى أن الجماهيرية أغرت المؤثرين لطرق باب النشر، حيث إن الاسم أصبح بمثابة العلامة التجارية، وهي عملية عكسية لآلية التسويق.

وحول تجربته في النشر الورقي يقول المنيف: «أستطيع أن أصف تجربتي بالثرية، فطرق باب النشر ليس بالأمر السهل، والكتاب الأول هو بمثابة المولود الأول للأزواج الجدد، يقحمنا في دهاليز وأزقة جديدة، لم نستطع دخولها من خلال كتابة الأخبار والمقالات بنوعيها الإلكتروني والورقي، ويمكن اختصار هذا بأن الكتاب الأول قتل هاجس النشر، وزج بي في طوابير الناشرين، ومنحني الثقة لأن أكتب أكثر». وأضاف: «على مستوى الكتب تحديدا، ما زال الورق ينعم بوهجه الكامل، على الرغم من كل التقنية المحيطة، والدراسات المنشورة، فأرقام المبيعات في كل سنة تبرهن صحة ذلك والأهم أن هذا الخيار، منحني الثقة لإخراج رواياتي، وتقديمها للقارئ بكل نضوج».

ويرى المدون منصور الوشمي مؤلف «بين القطيم والقصيف» أنه شخصيا يفضل قراءة الكتب بصيغة إلكترونية على جهاز لوحي، إلا أنه اتجه لنشر كتابه بالطريقتين لوجود شريحة عظمى من القراء لا تزال تستمتع بقراءة نص مطبوع على كتاب ورقي. ويرى الوشمي أن التدوين والتأليف يختلفان في أمور كثيرة ولكن يتفقان في المتعة، فميزة التدوين الإلكتروني أنه سهل مباشر غير مقيد وقت أو ميزانية أو تدقيق ولا يهتم بالمحتوى، والحكم سيكون للمتلقي بشكل مباشر، أما النشر الورقي فله من الأساسيات والضوابط ما لا نهاية لها، ومع ذلك يحمل طابعا مختلفا ويجبر على الاهتمام بالمحتوى وجودته.

وعن كتابه قال منصور الوشمي: «قصة قصيرة أحداثها تدور بين شابين يحملان جنسية واحدة ويشتركان في نفس الوطن ولكن فرقهما المجتمع لاختلاف مذهبيهما الدينيين، تدور عدة حوارات تجسّد ماضي وحاضر وربما مستقبل مجتمعنا في ظل استمرار الطائفية بشكلها السلبي، ألهمتني عدة مواقف وعدة شخصيات وعدة تجارب مجتمعية لدول مختلفة وأيضا أعمال الأدب والفن والسينما، عرضتها على والدتي، وأصدقاء مقربين إعلاميين وأدباء أثق برأيهم ونظرتهم، وتم اختيار معرض الكتاب ليكون انطلاقا لها».

وأبان المدون محمد اليحيى الذي نشر كتابا حول مذكراته بمدينة «ساسكاتون» الكندية، أنه لا يمكن تقييم تجربة النشر الورقي إلا بعد معرفة حجم الإقبال والتفاعل من قبل القراء على الكتاب ومقارنة ذلك مع ما تم عبر المدونة الشخصية، وأضاف: «الكتاب عبارة عن توثيق لبعض من المحطات والتجارب الشخصية التي عشتها، وهدفي من نشرها على هيئة كتاب أن هذه المشاهدات لم تنقل من قبل أو لم يعشها القارئ عن قرب أو يرغب بالعيش مستقبلا في بيئة قريبة منها. لذا رأيت أنه من الضروري الحديث عن تجربتي الشخصية وتوثيقها ونشرها، إلى جانب ما يحتاجه تحديدا المقبلون على السفر إلى الخارج لمثل هذا الغرض».

وعن اختياره للكتاب المطبوع قال اليحيى: «أردت التجربة، فمهما كانت الكتب الإلكترونية متوفرة وفي متناول اليد إلا أن الكتاب يخلق علاقة جميلة بين القارئ والمؤلف والمادة المطروحة وهو يقلب صفحاته».