الأميرخالد الفيصل: خادم الحرمين لم يبخل قط على مشاريع مكة المكرمة

قال إن أهم عوامل إصلاح العشوائيات يكمن في الإنسان

أمير مكة المكرمة خلال حديثه أمام حضور مؤتمر «جهود محلية وتجارب عالمية» أمس (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يبخل قط على مشاريع مكة المكرمة، متعهدا أمام العالم أجمع بألا يغلو شيء على مكة.

وقال الأمير خالد الفيصل في مؤتمر «جهود محلية وتجارب عالمية» المنعقد يوم أمس بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين من بريطانيا وباكستان وتركيا، إن مشكلة الأحياء العشوائية لا تقتصر على مكة المكرمة أو السعودية فحسب، بل إنها مشكلة عالمية، ولا تخلو مدينة كبيرة في العالم من أحياء عشوائية، ومحاولات لإصلاح أمر هذه الأحياء، مشيرا إلى نجاحات تحققت، ولكن للأسف الإحباطات أكثر من النجاحات في تلك المدن حسبما قال الأمير.

ولفت الفيصل إلى أن هناك من ترك الأحياء العشوائية في أوساط المدن الكبيرة للقدر لحل المشكلة، وأن هناك من حاول الحل.

وعن عشوائيات مكة قال أمير المنطقة:«عندما شرعنا في دراسة وسيلة وطريقة معالجة الأحياء العشوائية، خصوصا في مكة المكرمة واجهتنا مشكلات عدة». واستطرد قائلا: «تستقبل العاصمة المقدسة الحجاج والمعتمرين منذ الأزل؛ ولكن هناك من يتأخر ويتخلف، ويبقى كما أن هناك من الذين فروا بدينهم من بلدانهم وتوجهوا إلى هذه الأرض المقدسة واستقبلتهم هذه البلاد إنسانا وحكومة وقيادة».

وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أن التجربة السعودية في هذه المنطقة تتميز عن جميع التجارب العالمية لمعالجة الأحياء العشوائية؛ لأنها ترتكز أولا وقبل كل شيء على الإنسان، واصفا إياها بالتجربة الإنسانية قبل أن تكون عمرانية أو مدنية أو تخطيطية؛ فهناك عشرات الآلاف؛ بل وصلوا إلى مئات الآلاف ممن يقطنون في هذه الأحياء دون هوية أو عمل.

وأفاد الفيصل أنه أصبح هناك تحد كبير لأن المسألة ليست إعادة تخطيط هذه الأحياء، وليست إزالة بعض المنشآت عليها، أو فتح شوارع، أو إقامة بعض المرافق الحكومية والخدمية.

وأوضح أن المشكلة الأساسية التي أصرت لجنة تطوير الأحياء العشوائية على مواجهتها وحلها هي المشكلة الإنسانية، وهي إصلاح وضع السكان، وأمر هؤلاء البشر الذين يسكنون هذه الأحياء.

وأضاف: «تعهدت الدولة ممثلة في هذه اللجنة الوزارية بأن يبدؤوا أولا بإحصاء الجنسيات التي تقطن هذه الأحياء، ثم دراسة مشكلاتهم أسرة أسرة، وفردا فردا، ثم دراسة الحلول الناجعة لمعالجة هذه المشكلة».

وأبان أمير مكة أنه يوجد في هذه المنطقة مئات الألوف من البشر يحتاجون إصلاح وتصحيح وضعهم، ونقلهم من إقامة غير نظامية إلى إقامة نظامية، ثم إيجاد فرص عمل لهؤلاء الناس لمن يستطيع العمل منهم، ثم تعليم وتدريب وتأهيل الشباب والشابات في هذه البلاد، بعد ذلك نبدأ تنفيذ المخططات الجديدة لهذه الأحياء، فلم يكن همنا في البداية هو إزالة المنازل وفتح الشوارع؛ ولكن همنا الأساسي أن ننقل هذا الإنسان إلى مستوى معيشي يحفظ كرامته؛ لذلك أخذنا وقتا طويلا في الدراسة؛ ولكنه وقت كان لا بد أن نستنفده لدراسة أحوال هؤلاء الناس فردا وأسرة، وإيجاد المساكن التي سوف ينقلون إليها.

وقال الفيصل: «لقد اتفقنا مع وزارة العمل على إيجاد فرص وظائف، وقررنا كذلك أن تستقبل الشركات الكبيرة التي تنفذ المشاريع في هذه المنطقة أن تستقبل هؤلاء الشباب، وهؤلاء الناس من رجال ومن نساء في أعمال لهذه المنطقة، وتكون الفائدة لهم ولهذه البلاد، وليكونوا كذلك من المقيمين، وربما في يوم من الأيام من المواطنين الصالحين».

وأبان الفيصل أن مشروع العاهل السعودي عمد إلى تصحيح وضع هؤلاء البشر، وقد تعهد للمقيمين في كنف الدولة - بعد أن أقاموا بيننا – بأن لهم حقا علينا وأن نحتضنهم. بعد ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد ثلاث جلسات طرحت خلالها إحدى عشرة محاضرة؛ حيث تناولت الجلسة الأولى التي ترأسها أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار محور «تجارب عالمية في التعامل مع العشوائيات» من خلال أربع محاضرات تحدث في بدايتها البروفسور بابر كاهن ممتاز من الولايات المتحدة الأميركية عن تحويل السكن العشوائي، وتناول في المحاضرة الثانية الدكتور أحمد منير سليمان من جمهورية مصر المقررات التمهيدية نحو الابتكار للتطوير الحضري غير الرسمي في مصر، فيما تحدث في المحاضرة الثالثة الدكتور فروبس ديفيد سون من بريطانيا عن تجربة الترقية المتكاملة في الإسماعيلية بمصر، واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة الدكتور طارق رشيد من مصر حول الجيوفضائية وتكنولوجيا الكشف ورسم الخرائط وإدارة استباقية للمناطق والأحياء الفقيرة.