«مركز الملك عبد الله» يطلق 3 مبادرات دولية لنشر الحوار بين أتباع الأديان

فيصل بن معمر لـ «الشرق الأوسط»: تعد خطوة أولية لإطلاق برامج المركز عالميا

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» فيصل بن معمر، مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، عن أن العمل جار على قدم وساق لتنفيذ ثلاث مبادرات دولية لرسم خريطة طريق عالمية لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية في جميع أنحاء العالم.

وأكد مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، أن أوغندا هي أولى المحطات لإطلاق برامج المركز الجديدة والرامية إلى الحوار بين قيادات الأديان، وذلك بعد أن انطلقت من مكة المكرمة ثم تحولت إلى عمل مؤسسي في فيينا العام الماضي بافتتاح المركز وتأسيسه بشكل دولي من السعودية والنمسا وإسبانيا.

وقال بن معمر بعد لقائه الممثليات الدبلوماسية في العاصمة الرياض أمس: «أصبح للمركز وضعية دولية، وهذا اللقاء مع الدبلوماسيين هنا في الرياض جاء من أجل التعريف بالمركز ونشاطاته وبرامجه وأهدافه من خلال إقامة نشاطات في النمسا وإسبانيا، وهذه تهيئة أولية لإطلاق برامج المركز عالميا، وتعريف تلك الدول بأن هذا المركز يهدف إلى تعزيز العمل المشترك بين أتباع الأديان والثقافات وتفعيل حكمة القيادات الدينية في مختلف أطيافها، ليكون عاملا مساعدا للحد من المشكلات بين الأديان وتصحيح الصورة عن الآخر».

وأضاف أن أولى تلك المبادرات تتمثل في توضيح الآلية وكيفية التعاون بين القيادات الدينية من خلال عقد اجتماعات دورية مشتركة بينهم لتعزيز الأدوار المنوطة بهم على مختلف الأصعدة الثقافية والدينية لتقديم صورة مشتركة عن الإيجابية في التحاور بين الأديان بشكل راق.

وزاد: «ترتكز المبادرة الثانية على القيادات الدينية الشابة، بحيث تجتمع وتتناقش حول أعمالها المشتركة وتعزيز دور الاحترام في ما بينها وبين مجتمعاتهم ودعمهم من خلال دورات تدريبية متخصصة في ما بينهم، إضافة إلى المبادرة الثالثة، وهي أضخم مشروع من نوعه لتصحيح صورة الآخر، سواء ثقافيا أو إعلاميا أو على المحتوى الإلكتروني والتعليم، وهذه الصورة أحيانا تؤدي إلى الإساءة إلى الرموز والمقدسات، ومن هنا كان لزاما أن نعمل على تصحيح الصورة عن الآخر بين القيادات الدينية جمعاء».

وأضاف: «العملية ليست عملية إساءات فقط، وإنما أصبحت تلك الإساءات تتنوع من حين إلى آخر، وهذا شيء مؤسف، ومن خلال حكمة رجال الدين وتعاونهم المشترك سيحد من الانفلات الحاصل بين المجتمعات من ناحية الإساءة إلى الدين أو الرموز المقدسة»، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس إدارة المركز يمثلون 70 في المائة من أتباع الأديان بجميع أطيافهم، وبحكم انتمائهم إلى أديان مختلفة فإنهم بذلك سيغطون هذه النسبة من البشر، وهي نسبة لا بأس بها، حسب وصفه.

وأشار بن معمر إلى أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يعد أول مؤسسة عالمية مستقلة تقوم بدور محوري على صعيد التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والبناء على الجهود الدولية في مجال الحوار العالمي ودعم ثقافة التعاون والتعايش بين كل الشعوب على اختلاف ثقافاتها وأديانها، استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من مكة المكرمة قبل 4 سنوات وحظيت بتأييد المجتمع الدولي خلال انعقاد المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الإسبانية مدريد.

ولفت المستشار إلى أن برنامج «صورة الآخر» الذي سوف ينطلق قريبا يتضمن ثلاثة مؤتمرات دولية يتم إقامتها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، يتناول كل منها أحد الموضوعات التي تسهم في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة، منها مؤتمر «نحو تعليم أكثر إثراء» في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والمقرر أن يعقد في فيينا، بينما يناقش المؤتمر الثاني الذي يعقد عام 2014م دور وسائل الإعلام في تصحيح المفاهيم النمطية السائدة بين أتباع الأديان، أما المؤتمر الثالث ضمن مبادرة «صورة الآخر» فيتعرض لشبكة الإنترنت وكيف يمكن الإفادة منها في تعزيز المواقف التحليلية الناقدة ضد التعصب والتحيز، سعيا إلى حوار إيجابي يؤسس للعدل والسلام والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات.