أولى مبادرات مركز الملك عبد الله لحوار الأديان الدولية تنطلق من أوغندا

بن معمر لـ «الشرق الأوسط»: برنامج لحماية الأطفال دون الخامسة ومبادرة عالمية لتصحيح صورة الآخر قريبا

TT

وضع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، القارة الأفريقية محطته الأولى، لإطلاق برنامج الحوار بين القادة الدينيين في العاصمة الأوغندية كمبالا أمس الجمعة، والرامي إلى رفع مستوى العناية بالأطفال، وحمايتهم من خلال برامج تعاونية تتفق عليها الجماعات الدينية، وإطلاق مشاريع تعاونية تسهم في تنفيذ برامج للرعاية الصحية والاجتماعية للأطفال تضمن سلامتهم وحمايتهم، وذلك بحضور ممثلي كافة المؤسسات الدينية الأوغندية.

وأكد فيصل بن معمر، مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» أن أوغندا هي أولى المحطات الجديدة لإطلاق برامج المركز الرامية إلى الحوار بين قيادات الأديان، وذلك بعد أن انطلقت من مكة المكرمة، ثم تحولت إلى عمل مؤسسي عالمي، من شأنه تعزيز العمل المشترك بين أتباع الأديان والثقافات وتفعيل حكمة القيادات الدينية في مختلف أطيافها، ليكون عاملا مساعدا للحد من المشكلات التي تنشب بين الأديان، مفيدا أن المركز في طريقه للإعلان عن مبادرة ضخمة لتصحيح الصورة عن الآخر.

واعتبر الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان، هذه المبادرة من شأنها تمكين القيادات والمؤسسات الدينية والأفراد من مختلف دول العالم للعمل على تشجيع دور الأسرة، وحماية الأطفال دون سن الخامسة، وضمان سلامتهم تجسيدا لرسالة المركز في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتشجيع التعاون واحترام التنوع والاختلاف.

وأشار بن معمر، إلى أن هذا البرنامج سيعمل على تحفيز الممارسات الصحية المنزلية وتطبيقها على أرض الواقع، من خلال مهارات الحوار التي تحترم تعزيز المعرفة بأفضل الممارسات، لتجنب الكوارث الصحية والأخلاقية للأطفال على وجه التحديد، ومن ثم توحيد جهود المجتمعات لحماية هذا الحق الإنساني، من خلال الحوار والتعاون بين المؤسسات الدينية، ونشر الممارسات المنزلية التي توفر الحماية والسلامة للأطفال كنموذج لمجالات التعاون والتلاقي حول العمل المشترك بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز دور الأسرة التي تعتبر الحاضن الأول لسلوكيات الطفل وحمايته.

وتأتي تلك المبادرة كمرحلة أولية لبرامج مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان، لتنفيذ ثلاث مبادرات دولية، لرسم خريطة طريق عالمية لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، لتوضيح آلية وكيفية التعاون بين القيادات الدينية من خلال عقد اجتماعات دورية مشتركة بينهم؛ لتعزيز الأدوار المنوطة بهم على مختلف الأصعدة الثقافية والدينية؛ لتقديم صورة مشتركة عن الإيجابية في التحاور بين الأديان بشكل راق، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية في جميع أنحاء العالم.

وكانت حماية الأطفال دون الخامسة أولى المبادرات، يليها المبادرة الثانية التي سيتم الإعلان عنها لاحقا، والتي ستركز على القيادات الدينية الشابة، بحيث تجتمع وتتناقش أعمالها المشتركة وتعزيز دور الاحترام فيما بينها وبين مجتمعاتهم ودعمهم من خلال دورات تدريبية متخصصة فيما بينهم، إضافة إلى المبادرة الثالثة، وهي أضخم مشروع من نوعه لتصحيح صورة الآخر، سواء ثقافيا أو إعلاميا أو على المحتوى الإلكتروني والتعليم، التي تؤدي أحيانا إلى الإساءة إلى الرموز والمقدسات، الأمر الذي يلزم الجهات المعنية بالعمل على تصحيح الصورة عن الآخر بين القيادات الدينية.

ويأتي الإعلان عن بدء أعمال المبادرة، والتي يتبناها المركز بالتعاون مع مؤسسة الدين من أجل السلام ومنظمة الصحة العالمية، ضمن برامجه لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وفتح مجالات التعاون بين القيادات الدينية فيما يعزز قيم التعاون المشترك، وتعزيز التعايش في المجتمعات التي يوجد فيها جماعات دينية متنوعة، حيث التقى وفد المركز أمس الجمعة قيادات الأمانة العامة لمجلس الأديان في أوغندا، والمجلس الأعلى لمسلمي أوغندا واتحاد أسقفية أوغندا الرومانية، لبحث سبل التعاون والشراكة مع المركز لتنفيذ مبادراته وبرامجه وتفعيل آليات الحوار بين أتباع الأديان وترسيخ قيم التعايش والتعاون بين ممثلي القيادات الدينية، والتي توجت بإعلان انطلاق أولى فعاليات مبادرة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ لتنظيم لقاءات بين القيادات الدينية للتعاون في تنفيذ برامج لحماية الأطفال وسلامتهم، بحضور قيادات المؤسسات الدينية والحكومية في أوغندا وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية.

ويطرح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عبر شراكة استراتيجية مع منظمة «اليونيسيف»، ومنظمة «الأديان من أجل السلام» مبادرة مبتكرة تحت عنوان: «التعاون بين أتباع الأديان والثقافات من القادة في مجتمعاتهم المحلية في سبيل حماية الأطفال دون سنّ الخامسة وضمان سلامتهم» التي من شأنها تمكين المجتمعات الدينية، لتقوم بنشر وتعزيز اعتماد الممارسات المنزلية العشر، التي تم إعدادها من قبل مختصين في البرامج التوعوية والتثقيفية المنقذة للحياة بين الأسر والمجتمعات المحيطة بها. وسيعمل البرنامج على تمكين وإشراك وحشد القادة الدينيين والتجمعات والمؤسسات الدينية والأفراد ذوي العلاقة من مختلف أتباع الأديان والثقافات للعمل على تعزيز دور الأسرة وحماية الأطفال دون سنّ الخامسة، وذلك بتطبيق هذه الممارسات العشر ونشرها بين أتباعهم، وقد أكدت الدراسات أن دور الأسرة في هذا المجال يعتبر من أفضل أساليب الحماية للأطفال والمجتمع من الكوارث الصحية والأخلاقية.