شخصيات عربية وإسلامية: المدينة المنورة عاصمة الثقافة في العالم أجمع

وصفوها بصاحبة الدعوة الأولى إلى الديانة الحق

TT

أجمعت شخصيات عربية وإسلامية على مكانة واسعة تتمتع بها المدينة المنورة قبل وبعد اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، وأرجعوا ذلك إلى أن النهضة الإسلامية والفكرية والعلمية في المدينة المنورة شكلت علامة فارقة في التاريخ العربي الإسلامي؛ مما كان له أكبر الأثر على العالم برمته.

فمن ناحيته، أوضح الرئيس الأسبق لجمهورية السودان المشير عبد الرحمن سوار الذهب، أن المدينة المنورة منذ أن شرفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي مركز الثقافة العلمية والإسلامية والعربية، وذلك بوجود الدعوة الأولى التي قادها رسول الله ومن ثم استمرت عاصمة لكل الأعمال الخيرية والسياسية والاجتماعية والثقافية، حتى عندما تم نقل العاصمة إلى الكوفة، استمرت حلقات العلم ومجالس العلماء كلها تنطلق من المدينة المنورة، وقال إن ما نشهده اليوم يعد إحياء لذلك العهد الذي بدأت فيه المدينة المنورة مركزا للإشعاع الرئيسي للنور الإسلامي المحمدي، وعبر عن سعادته الغامرة بأن تجدد المدينة المنورة مكانتها الثقافية والعلمية من خلال اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده.

واعتبر وزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمد علي محجوب اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية بوصفها منبع الحضارات ومصدرها ليس على مستوى العالم الإسلامي والعربي فحسب، بل على مستوى العالم أجمع، وقال: «إن المدينة المنورة أطلقت أول وثيقة عالمية لحقوق الإنسان حتى قبل أن يعرف العالم ما يسمى بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان... وإن اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية مبعث فخر للأمة الإسلامية».

من جانبه قال وزير التعليم والعلوم السابق بتركيا الدكتور أنس كاريتش، إن اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية امتداد لتاريخ عظيم رسمته الرسالة المحمدية، ومن خلالها عرف العالم الإسلام وسماحته، كما أن الله تعالى فضلها بعد مكة المكرمة فجعلها مصدر الإشعاع والهدي الإلهي، ومنبعا لازدهار الثقافة الإسلامية في مختلف فروعها ومهوى لأفئدة المسلمين قاطبة من مختلف أقطار العالم، وهي مناط العلماء والمؤرخين عبر العصور، واختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية هو حق لها دون أن يستشار في ذلك أحد، فتاريخها يشهد على معالمها وهو فخر تستحقه المدينة المنورة، وقال: «ليس بمستغرب هذا الاهتمام والتقدير وهذه الخدمات الجليلة التي توفرها الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني ومايولونه من اهتمام وعناية فائقة بالحرمين الشريفين».

في حين أكد الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بحكومة دبي، أن المدينة المنورة لا بد أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية، والأهم أن تكون في محل اهتمام المؤسسات العالمية والمسلمين أجمعين؛ لمعرفتهم لهذه المدينة وفضلها، وهذا يقتضي منهم أن يكون اهتمامهم بأن يجعلوها قبلتهم الأولى في الثقافة الإسلامية، لأنهم لم يعرفوا الثقافة إلا من خلالها، وأضاف: «إن ذلك جانب من جوانب الحضارة الإسلامية وجانب من الثقافة الإسلامية بالإضافة إلى المعالم الأخرى التي ينبغي أن تكون حاضرة دائما، يعرفها المسلمون ويزورونها ويحافظون عليها، لأنها من آثارهم الخالدة التي تذكرهم بمجد الإسلام ومآثر الإسلام العظام».