أمير مكة يحول 8 مقترحات إسكانية إلى ورش عمل تنفذ على الفور

الشباب يطالبون بعقد إيجار وتحديد نسبة الزيادات السنوية

الأمير خالد الفيصل يستمع إلى أحد المشاركين في ختام منتدى «جدة الاقتصادي 2013» (تصوير: خضر الزهراني)
TT

حدد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة 8 محاور لمقترحات تقدم بها شباب وفتيات المنطقة لتكون منطلقا لورش عمل ودراسات ميدانية، وتناولت المحاور تحسين وتطوير الأراضي والمخططات؛ لاستحواذ أكبر عدد من الوحدات السكنية، التي تقلص أزمة الإسكان في البلاد.

جاء ذلك خلال لقاء عقده الأمير خالد الفيصل مع شبان وفتيات منطقة مكة المكرمة، في ختام منتدى «جدة الاقتصادي 2013»، الذي خصصت جلساته في البحث عن الرؤى المستقبلية للإسكان السعودي.

وتمحورت الجلسة الأخيرة بعدد من المقترحات برزت في دعوة الشباب بإنشاء مجلس استشاري للتخطيط والعمران، والاستفادة من برامج وخطط الدول الأخرى، وغرس ثقافة البنى الخضراء وتوفير التمويل للشركات الناشئة، وسوق لأدوات الإنشاء حيث طرحت «شهد» إحدى المشاركات قضية ارتفاع الإيجار في الوحدات السكنية التي بلغت 25 ألف ريال لـ3 غرف، وقالت: «إلى أي حد ستظل أسعارها في الارتفاع حيث إن 60 في المائة من الشباب لا يملكون وحدات سكنية، فدخل الفرد لا يتناسب مع الوضع الراهن، ولا بد من تكوين لجنة من وزارتي التجارة والإسكان لتحديد الإيجارات من خلال تقسيم الوحدات السكنية لفئات مختلفة بحسب جودة البناء ونحوها، والحل الآخر القيام بعقد مع المستأجر على مدى 3 أعوام لتثبيت الإيجار وتحديد نسبة يستطيع فيها الملاك زيادة نسبة الإيجار بعد انتهاء العقد، فالآن تجاوزت أسعار الإيجارات 150 في المائة، ونأمل من الوزارات المعنية التوصل إلى حل بين الطرفيين الشباب والملاك».

أما الشاب حسن فقال: «إن الأمر يحتم إيجاد حلول لتخفيض الوحدات السكنية، فقد بلغ متوسط أسعار الفلل 700 ألف، وتصل إلى مليون ريال بحسب إحصائية للبنك الفرنسي، بينما متوسط الراتب المتوسط للسعودي 8 آلاف، وهذا فارق كبير بين الدخل والدفع، فبحسب الدراسات فإن المواطن يجمع راتبه على 16 عاما لامتلاك سكن، ومن وجهة التقارير فإن الأسعار المبالغ فيها نتيجة لوجود الأراضي البيضاء التي ساهمت برفع متوسط سعر الأراضي مقارنه بالمسكن 60 في المائة، بينما في الدول الأخرى لا تتجاوز 20 في المائة من قيمة المسكن، ولحل ذلك لا بد من رفع الحد الأعلى للأدوار السكنية لتوفير أكبر عدد من الوحدات، وخفض التكلفة على المستثمرين وزيادة الربح».

في المقابل فقد رد أمير منطقة مكة المكرمة بعد استماعه للمقترحات وقال: «سعيد جدا بهذه اللحظة التي أشترك فيها مع أبنائي وبناتي في الحديث في شؤون وشجون الوطن والمواطن، كما أنني أود أن أسجل في هذه اللحظة اعتزازي بالمستوى العالي، المستوى المبشر بالخير بتضافر فكر أبنائنا، لا أدري إذا كان من ضمنكم ذلك الرجل الذي عندما كنت أتحدث قبل 5 سنوات في جدة عن أمان الإنسان والوطن، وهو يعانق مستوى العالم الأول في حضارته، عندما نظر إلي ورفع يده وقال لي: كده لهناك على طول واليوم يأتي جوابي كده على هناك على طول».

وأضاف: «ما أتحدث به وعن هذه النخبة هذا المساء من أبنائي وبناتي هو الدلالة الواضحة بأننا على الطريق سائرون لم نعد نستعد وإنما مشينا، نحن في طريقنا إلى هناك إلى العام الأول، هذه الأفكار التي سمعتها وهذه المشاريع التي تبلورت في هذه العقول الكبيرة بمستواها الثقافي اليانع بمستواها العمري تجعلني أكثر تفاؤلا وأكثر حماسا وأكثر إصرارا على المضي في الطريق الذي بدأناه للاستراتيجية التنموية لهذه المنطقة قبل خمس سنوات، لا أود في الحقيقة أن أدخل في تفاصيل كل مقترح من كل شاب وشابة، ولكن أود أن أقول للجميع إنني أكلفكم شخصيا فردا فردا بملف ما تقدمتم به من أفكار ومن مشاريع تريدون تحقيقها وأقول لكم بكل أمان: أنتم لا تحتاجون إلى قائد، أنتم تحتاجون إلى مشارك يخدمكم وأنا ذلك المشارك».

وزاد الأمير خالد مخاطبا الشباب والشابات: «أنا معكم ولكم ومنكم وسوف أعمل ما في وسعي عن طريقكم أنتم أيها الشباب ومن خلال جمعيتكم وسعدت أنني وجدت أن بعض من تحدث منكم من بنات وشباب أعضاء بجمعية شباب مكة، كل ما قدمتموه هو يشكل حلم كل مواطن، كل ما قدمتموه هو أملنا جميعا والهدف الذي نريد أن نصل إليه بأفكاركم وبعقولكم وبقدرتكم وبشبابكم وبحماسكم، أما المشكلات التي سوف تواجهكم وتواجهنا هي نفس المشكلات التي تواجهنا الآن، ولا أعتقد أن هناك مشروعا أو مجتمعا ليس فيه مشكلات يواجهها في التنمية».

واستطرد: «كل البلاد التي تزخر اليوم بحضارة متقدمة مرت بنفس التجربة، ومرت بنفس المشكلات، بل وكانت أعظم من هذه المشكلات؛ لأنهم في ذلك الوقت لم تتوفر لديهم أسباب المعرفة التي تتوفر اليوم لدينا، والتي حققها لنا العلم، كل ما علينا أن نستخدم هذا العلم المتوفر لدينا والمعرفة التي لم تعد بعيدة عن الإنسان كما كانت في الماضي، نحن نتذكر أجدادنا وقد كانوا يرحلون من هذه البلاد إلى بلاد بعيدة لكي يقرؤوا صفحة في كتاب ذكر لهم، أما اليوم فبإمكانكم أن تجدوها في ثوان وفي آلة صغيرة في جيوبكم».

وأضاف: «العلم اليوم ميسور في متناول اليد؛ فاستخدموا هذا العلم وهذه المعرفة، أما الثانية فاسمحوا لي أن أقول لكم إن الحضارات لم تكن في جميع أنحاء العالم بجهد الحكومات فقط، ولن تقوم لأي مجتمع قائمة إلا بالعمل المشترك وبالأهداف المشتركة، ونحن ولله الحمد لا ينقصنا شيء إذا استخدمنا كل الإمكانات المتوفرة لنا في هذه البلاد، سواء أكانت حكومية أو خاصة، والمواطن يسعى دائما للأفضل، ونحن علينا مسؤولية، ولذلك طرحنا شعار الشعور بالمسؤولية واحترام النظام، وقد طلبت من جميع المؤسسات بمنطقة مكة المكرمة أن تعمل على نشر هذه الثقافة في المجتمع، وإنني أشكر وأقدر الجهات الحكومية والأهلية التي ابتدأت بالفعل منذ الشهر الأول الذي سمعت فيه بهذه المقترح، وبدأت في نشر هذا العمل، والآن يتبنى الشعار نفسه ملتقى شباب مكة الذي يشارك فيه كل الطلبة والطالبات في التعليم العام والجامعات».

واختتم أمير مكة «هذا المقترح لو عملنا في الجهد والوقت سوف لا ينتهي هذا العام، إلا باستفادة كبيرة جدا للجميع، فنحن مسؤولون عن مستقبل هذه البلاد، ليس فينا أحد غير مسؤول حتى الذي يجلس في منزله وينتقد إما بالكلمة أو بالكتابة أو بالصورة أو في الإعلام التقليدي أو الحديث، كل المنتقدين مسؤولون، نحن جميعا علينا مسؤولية تجاه دينا وشعبنا ووطننا، وقبل هذا وذاك تجاه أبنائنا وبناتنا، نحن اليوم نكون المستقبل ونصنع المستقبل لبناتنا وأبنائنا بشراكة معهم؛ ليشاركونا وضع برامج المستقبل، لا نريد أن نضع لهم برامج لا يستطيعون هم صنعها.. اصنعوا برامجكم ومستقبلكم ونحن معكم».