شراكة حكومية خاصة لتنشيط الاستثمار السياحي على شواطئ المدن

هيئة السياحة تطرح أراضي استثمارية بمساحة 120 ألف متر مربع بالقنفذة

TT

تتجه الهيئة العامة للسياحة والآثار لاستثمار السواحل الغربية بالسعودية عبر تنمية المناطق الثانوية بها، ضمن مشاريع تستهدف خلق فرص استثمارية أمام القطاع الخاص الناشط في المجال السياحي والترفيهي، خصوصا على شواطئ المدن.

وفي السياق ذاته، علمت «الشرق الأوسط» عن اعتماد مساحة استثمارية بمدينة القنفذة (غرب السعودية) بعد أن أقرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة بالاتفاق مع الأمانة العامة بمحافظة جدة.

وخصصت تلك المساحة من الأمانة للاستثمار، وسبق أن تم تخصيص تلك المساحة قبل عامين ولم يتقدم أحد، مما دفع الهيئة العامة للسياحة والاستثمار إلى تقسيم تلك المساحة إلى مجموعات كي يتقدم مستثمرون عدة للاستثمار بها.

وقال محمد بن حسن العمري، مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة، إن «الهيئة بذلت جهودا حثيثة من أجل إنجاح الاستثمار في كل المناطق التابعة لمنطقة مكة المكرمة».

وأضاف العمري: «هناك مشروع آخر وهو إعادة تهيئة شاطئ القنع بمدينة القنفذة وتزويده بكل الخدمات المساندة كالمواقف ودورات المياه والمظلات كي يكون متنفسا آخر لأهالي وزائري المحافظة».

وبين مدير فرع السياحة والآثار، أن الهيئة طرحت المشروع الأول وهو الأرض الاستثمارية بمدة تتراوح ما بين 25 عاما و50 عاما للاستثمار، مضيفا: «إن التوقع في إنهاء الكراسات سيتم الانتهاء منها مع أمانة جدة خلال الشهرين المقبلة»، داعيا عموم المستثمرين إلى أهمية الالتفات للفكرة، سواء من داخل أو من خارج المحافظة.

وأكد العمري أن الفرصة سانحة لاستثمار ناجح في محافظة القنفذة نظرا لما تمتلكه من مقومات جاذبة كوجود البحر وبعض التضاريس الجاذبة الأخرى التي من شأنها دفع عجلة السياحة والاستثمار للأمام.

بدوره، قال ماجد حسين، أحد ملاك شركة استثمارية بجدة، إن الفرصة مواتية للاستثمار في المدن الصغيرة، كونها تمتلك بعض المقومات السياحية الجاذبة في ظل وجود منافسات أقل من المدن الكبرى، مما يجعل فرصة الاستثمار سهلة ومضمونة، مضيفا: «على الإعلام الالتفات بشكل أكبر لتلك المدن من خلال نشر المزيد من التقارير والأخبار عن تلك المدن النامية»، لافتا إلى أن الكثير لا يعرف تفاصيل دقيقة عن تلك المدن، مما يجعل فرصة استثمار المشاريع لا تجذب أسماء كبيرة للمحافظات، والمدن الصغيرة، مؤكدا أن الاستثمار في حال نجاحه في المدن الصغرى كونه امتد لاستثمارات طويلة الأجل على المدى البعيد وفق شروط معينة منها توافر مدن صناعية بالمدن الصغرى وبعض المشاريع الحكومية والاقتصادية التي تدفع المزيد من التجار والمستثمرين.

وشهدت الفترة الماضية زيارة وفد التطوير السياحي بالساحل الغربي من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة، في حين قال محمد بن حسن العمري، إن أهمية محافظة القنفذة والمقومات السياحية التي تمتاز بها، تجعلها في مصاف المدن السياحية والاستثمارية الواعدة، مضيفا: «السياحة تتركز في منطقة مكة المكرمة لمكانتها الدينية، فجدة بوابة الحرمين، والطائف مصيف المنطقة والساحل الغربي»، لافتا إلى أن الاستثمار سوف يكون أسرع في القنفذة لعدة مقومات سياحية من تنوع في البيئة الطبيعية بين السهل والبحر والجبل والكثافة السكانية والموقع الجغرافي المتميز.

بدوره، قال إبراهيم بن علي الفقيه، عضو مجلس منطقة مكة المكرمة، إن «هناك جهودا حثيثة من قبل اللجنة السياحية بمحافظة القنفذة لجذب المستثمرين من خلال تنظيم البرامج المتنوعة وعرضها عن طريق الشبكة العنكبوتية والتعريف بأهمية المنطقة السياحية»، مبديا تفاؤله مما ستشهده الفترة المقبلة والتي ستحمل الكثير من الأمور الاستثمارية في حال قناعة المستثمرين بجدوى استثماراتهم في محافظة القنفذة.

وأكد فضا بن بين البقمي، محافظ القنفذة، أن عجلة الاستثمار تدور بشكل سريع في محافظة القنفذة، مؤكدا وجود الكثير من الزيارات للاطلاع على الأماكن الجاذبة للاستثمار كان آخرها اطلاع وفد أميركي من شركة سعودية - أميركية على بعض الفرص الاستثمارية للمشاريع الريادية التي تقع على الواجهة البحرية مباشرة، مشيرا إلى أن هناك مواقع مميزة لا تعطى إلا للشركات الرائدة والكبيرة. وأضاف: «أطلعنا الوفد على 10 مواقع مميزة ريادية، وتم التباحث على فرص الاستثمار».

وأكد البقمي على أن الوفد أبدى إعجابه بالقنفذة وبما شاهده فيها من مقومات سياحية، إضافة إلى المواقع الاستثمارية في المحافظة التي تقع على البحر مباشرة. وأضاف: «المحافظة تشهد الكثير من القفزات بعد تزايد عدد السياح بحسب اللجنة السياحية والإعلامية بالقنفذة بنسبة كبيرة عن السنوات الماضية»، مضيفا أن وجود مشاريع استثمارية سيفتح الباب لاستثمارات أكبر في المستقبل ولتوسع نطاق الاستثمار على المدى البعيد.