وزير التربية والتعليم لـ «الشرق الأوسط»: لن نتردد في إلغاء قراراتنا التعليمية حال فشلها

وسط انتقادات لـ«التقويم المستمر»

الأمير فيصل بن عبد الله
TT

أكد الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارته لن تتردد في تغيير أي قرار يتعلق ببرامج وزارته في المجال التعليمي، مؤكدا أن هناك عملية تقويم مستمر تخضع لها كل برامج تطوير المناهج المعتمدة من قبل وزارته.

وشدد على أن فكرة إلغاء برنامج التقويم المستمر لطلاب والطالبات بمراحل التعليم العام، لم يُتَّخَذ بشأنه أي قرار حتى الآن، مؤكدا أن كامل البرنامج يخضع حاليا لعملية تقييم، وفي حال عدم اجتياز البرنامج لذلك التقييم سيتم إلغاؤه وإيقاف العمل به.

وكان كثير من أولياء أمور الطلاب والطالبات، بالإضافة لعدد من المعلمين والمعلمات، أبدوا ملاحظاتهم حول مخرجات ذلك البرنامج، حيث تناقل عدد من وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي انتقادات للبرنامج وانعكاسه السلبي على مستوى تحصيل الطلاب والطالبات.

ولفت وزير التربية إلى أن حل كل المشكلات التعليمية يكمن في المعلم، كما أنه يمثل المشكلة في الوقت نفسه، مضيفا: «مشكلات التعليم تكمن في 3 محاور، هي المعلم والبيت والبيئة المدرسية، وبالنسبة إلى البيت لا نستطيع دخوله، ولكن فيما يخص المعلم والبيئة المدرسية أعدكم بمفاهيم جديدة وتنظيمات حديثة، تمكّننا من عمل دورنا». وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن المعلم يجب أن يشعر بأن التدريس ليس وظيفة، بل رسالة يؤديها، فلا يمكن أن يقوم التعليم من دونه، واعدا بتذليل كل الصعوبات والعقبات التي تواجه المعلمين والمعلمات بمختلف مناطق البلاد.

ويعتبر التقويم المستمر أحد أساليب التقويم التربوي، ويمثل محاولة للانتقال من نظام الاختبارات التقليدية إلى أسلوب التقويم المستمر، وبدأ تطبيقه في عام 1418هـ، ومر التطبيق بعدة مراحل تجريبية حتى تم تطبيقه بالصورة المعمول بها الآن.

وجاء التقويم المستمر ضمن منظومة التطوير التربوي الذي يواكب المستجدات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، التي تخضع لها العملية التعليمية في البلاد، حيث خضع نظام التعليم العام بالسعودية لعملية مراجعة شاملة لمختلف مستوياته الإدارية والتعليمية، من خلال تبني عدد من البرامج التربوية للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية.

وبحسب أولياء أمور لطلاب وطالبات التقت «الشرق الأوسط» بهم، فقد أكدوا تخوفهم من المستوى التعليمي الذي وصل إليه أبناؤهم، مشيرين إلى أن ضعف التحصيل وعدم إتقان مهارات القراءة والكتابة أصبح سمة بارزة في كثير من الطلاب والطالبات، بعد تطبيق نظام التقويم المستمر.

وقالت فوزية المحمد (أم لثلاثة أطفال): «إن خطأ الطريقة التي بدأت بها التجربة أدى إلى غياب منهجية علمية لتقويمها، وكذلك إلى تراكم الأخطاء ووصولها لمستوى من الصعب السكوت عليه».

وأشارت إلى أن الهروب من رهبة الاختبارات أوقع الطلاب والطالبات في مشكلات في التحصيل العلمي، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تحاول تطبيق نظريات تعليمية دون ترك مساحة لتقييم الوضع على أرض الميدان.

من جانبه، أوضح حسن الدوسري ولي أمر طالب بالمرحلة الابتدائية أن وزارة التربية والتعليم لم تهيئ البيئة المناسبة والإمكانات اللازمة لتطبيق آلية التقويم المستمر، موضحا أن المعلمين بحاجة ماسة إلى التدريب العملي على آلية التقييم المستمر، بالإضافة إلى تخفيض أعداد الطلاب، بحيث لا يزيد عدد طلاب الفصل عن 15 إلى 20 طالبا، ناهيك عن انعدام الأجهزة المرئية والسمعية والوسائل المعينة في المدارس.

في حين ذهب فهد المقبل ولي أمر طالبين بالمرحلة الابتدائية إلى أن المتتبع لمخرجات التقويم المستمر في المرحلة الابتدائية، خاصة في الصفوف الأولية، يدرك أن هذا الأسلوب قد فشل، لافتا إلى أنه يُلاحظ على طلاب تلك المرحلة تراجع مفزع ومخيف في مهارات اللغة العربية (القراءة والكتابة) وهي الأساس لجميع المواد.