«جازان» من مدينة وادعة إلى مركز يقود جنوب السعودية اقتصاديا

المنطقة على موعد مع جملة تحسينات تقودها «أرامكو»

TT

تعد مدينة جازان الاقتصادية المدينة الرابعة التي أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عن تشييدها في 2006. وجاء أمر خادم الحرمين الشريفين يوم أمس بإسناد تنفيذ البنية التحتية للمرحلة الأولى في المدينة إلى شركة «أرامكو السعودية»، التي تشتهر في السعودية بدقة التنفيذ والإنجاز نظير إدارتها الجيدة لموارد النفط في البلاد.

ويقبع إقليم جازان في الجزء الجنوبي الغربي من السعودية، ويقطنها نحو مليوني نسمة، تغطي مساحة تقترب من 40 ألف كيلومتر مربع، وتتكون جازان من محافظات صغيرة وجازان المحافظة الإدارية، ونحو خمسة آلاف قرية.

وتحتضن المدينة الحدودية ثالث أهم ميناء للسعودية على البحر الأحمر، وتتميز بموقعها المتميز على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر بشريط ساحلي يبلغ طوله نحو 300 كيلومتر.

ولا يعد وقوع مدينة جازان الاقتصادية في موقع توافر المواد الخام ومصدر العمالة الزائدة أمرا إيجابيا وحسب، لكنها أيضا تقع بمحاذاة أهم طريق شحن على البحر الأحمر. ومما لا شك فيه أن قرب مدينة جازان الاقتصادية من المطار الدولي الجديد الذي يقع على بعد 60 كيلومترا جنوبا سيزيد من سهولة الوصول إليها والتواصل معها، بالإضافة إلى الطريق الجديد المقترح الذي يمتد شرقا، وخط السكك الحديدية المخطط إقامته لربط المدينة الاقتصادية بمدينة جدة التي تبعد عنها بنحو 600 كلم.

وتنقسم المشاريع التي أنشئت من أجلها المدينة إلى صناعات ثقيلة وصناعات ثانوية، ويتوقع مراقبون ارتفاع وتيرة تطوير الموارد البشرية وأسلوب المعيشة في المنطقة، إلى جانب توفير المدينة بيئة متميزة للصناعات الأساسية وعمليات تبادل التقنيات والتجارة، فضلا عن فرص التوظيف والتعليم والتدريب والإسكان، ومجال عريض من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.وتم تخصيص ثلثي مساحة المدينة الاقتصادية لتطوير المنطقة الصناعية المتقدمة، وتم تجهيزها بأحدث تجهيزات الشبكات اللازمة لمشروعات الصناعات الثقيلة.

وأنشئت محطة خاصة لتوليد الطاقة تتكون من محطة الطاقة الرئيسية ومحطة تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى مكملات المحطة، مثل منشآت تخزين الوقود ومحطة توليد الكهرباء الفرعية، وبالنسبة إلى صناعة صهر الألمنيوم فقد خصصت للمواد خام التدفق الصناعي لخدمة العلاقات التكافلية وتقليل تولد المخلفات والمكونات الصناعية الثانوية: معالجة السليكون، تكنولوجيا الأحياء، تكنولوجيا الزراعة.

وبصدد معالجة السليكون تعتبر جازان من الأنشطة المثالية، نظرا لتوفر السليكون بغزارة في هذه المنطقة، فضلا عن أهميته كعنصر أساسي في تكنولوجيا المستقبل.

ونظرا لطلبات السوق التي تصل إلى ما يقرب من 1.200.000 طن في السنة، بمعدل النمو المتوقع بزيادة تصل إلى 5 في المائة كل سنة، ستعتبر صناعة معالجة السليكون من النشاطات الصناعية المميزة في مدينة جازان الصناعية، كما أنها ستكون مصدرا لصناعة المستحضرات الطبية التي تعد من الصناعات الناهضة التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة البترول، وسيتم تحسين هذه الصناعة في المستقبل من خلال تطوير ما يعرف باسم الدوائيات الغذائية ومنتجات الأغذية الصحية التي يتم الحصول عليها من المواد الزراعية في المنطقة، مما يتيح إمكانية تطبيق تقنيات جديدة وتوفير سوق مزدهرة في المنطقة والمناطق المحيط بها.

وسيعزز الأمر الملكي فرص الاستثمار في مجالات صناعية متعددة ستحتضنها مدينة جازان الاقتصادية، التي تبلغ مساحتها 102 مليون متر مربع، وتستهدف الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والإمدادات الحيوية للطاقة والصناعات المعدنية والصناعات التحويلية وصناعة السفن واستثمار الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية.

يشار إلى أن مدينة جازان الاقتصادية تعتبر رابع مدينة اقتصادية يعلن عن إنشائها في السعودية، بعد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، التي تلتها مدينة عبد العزيز بن مساعد في حائل، ومن ثم أميط اللثام عن المدينة الثالثة «مدينة المعرفة الاقتصادية» في المدينة المنورة.