الأمير فيصل بن خالد لـ «الشرق الأوسط»: المنطقة تخلو من الجرائم المنظمة

أمير عسير أكد أن الطموح لا يقف عند حد معين.. وتحديات المنطقة تكمن في التضاريس

الأمير فيصل بن خالد
TT

استبعد الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير، تضخيم حجم الجرائم الإرهابية التي تم تداولها حديثا، وأكد خلو المنطقة من الجرائم المنظمة، معتبرا إياها «مخالفات فردية يتم التعامل معها من قبل الجهات الأمنية بشكل مقنن، عبر لجان أمنية وبيانات يومية، إلى جانب مشاركة القوات في كل المحافظات والمراكز، مؤدية أعمالها بالرصد والقبض على المجهولين».

وأشار الأمير فيصل بن خالد إلى تشكيل لجنة برئاسة وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية لتزويد وسائل الإعلام بشكل يومي بأعمال الرصد والقبض على المتسللين في المنطقة، للرد على كل الشائعات وترهيب المواطنين من خلال بعض وسائل الإعلام، وتسلم تقارير على مدار الساعة عما تقوم به الجهات الأمنية حيال هذه القضية.

ودعا أمير منطقة عسير إلى عدم التعامل الفردي من قبل المواطنين مع المجهولين «فدور المواطن ينتهي عند إبلاغ الجهات الأمنية عن أماكن وجودهم والجهات الأمنية قادرة على التعامل معهم وحماية المواطنين».

وأكد أمير منطقة عسير في حوار مع «الشرق الأوسط» أن طموحه الشخصي في تنمية المنطقة لا يقف، لافتا إلى أن التضاريس الجبلية تعد أكبر التحديات التي تواجههم في الإمارة، وأكد تسهيلات الإمارة لجميع الإجراءات لأي مستثمر، سواء من داخل السعودية أو خارجها. وأضاف: «أتابع بنفسي مراحل إنشاء المدينة الطبية التي سوف تنهي معاناة أهل المنطقة من التنقل قريبا». وفيما يلي نص الحوار:

* نؤمن بأن المخالف لأنظمة الإقامة في السعودية لا يستطيع العمل دون مساعدة، وظهرت لدينا مؤشرات عدم قدرة المخالفين على جني المال، والدليل أنهم يختبئون في أماكن بعيدة ويمارسون أنشطة خفية كصناعة الخمور، ما توجيهاتكم ورسالتكم للمواطن حيال هذا الشأن للتصدي للمخالفين؟

- الدولة لديها قدرات أمنية وإمكانات ضخمة جدا، وهي مسؤولة وقادرة على حفظ أمن المواطن–بإذن الله–وهي المسؤول الأول عن حماية المواطن، وأدعو المواطنين إلى عدم التدخل أو الاشتباك مع أي فرد من المجهولين؛ ولكن الدور المناط بهم هو إبلاغ الجهات الأمنية عن أي وجود لهم في المنطقة.

* الجريمة المنظمة تقود إلى سلسلة من المؤشرات التي تعطي المحللين أبعادا محددة حول ما يستهدف البلاد، فهل استنتجتم من خلال العمليات القبض على المخالفين، بوجود «جريمة منظمة» فعلية، أم أن أعمال المخالفين تقتصر على الجريمة الفردية، أو التي ينفذها مجموعة أفراد بشكل غير متصل بخلايا أخرى؟

- في البداية أود أن أوضح أن أغلب ما تم تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل من، حيث جرائم وإرهاب للمواطنين مضخم جدا، ولا توجد جرائم منظمة، وإنما مخالفات فردية يتم التعامل معها من قبل الجهات الأمنية.

* على الصعيد الشخصي، هل لكم أن تصفوا لنا سلسلة الإجراءات التي اتخذتموها حيال انتشار أنباء المجموعات الأفريقية منذ البداية وحتى اللحظة؟ وهل لنا أن نعرف إلى أين توصلتم مع اللجنة المشكلة لذلك؟

- طبعا بعد الرصد الأمني والإعلامي لما يحدث، وبعد توالي البلاغات من المواطنين للجهات الأمنية عن انتشار المتسللين، وجهت القطاعات الأمنية بتحري الموضوع، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة اتجاهه، وتم عقد لجان أمنية وإصدار بيانات يومية بما تقوم به كل جهة أمنية، كما تم إنشاء قوات أمنية مشتركة في كل المحافظات والمراكز تقوم بأعمال رصد وقبض على المجهولين وأعمال أمنية أخرى. كما وجهت بتشكيل لجنة أمنية إعلامية برئاسة وكيل الإمارة المساعد للشؤون الأمنية لتزويد وسائل الإعلام بشكل يومي بأعمال الرصد والقبض للمتسللين في المنطقة للرد على كل الشائعات والترهيب للمواطنين من خلال بعض وسائل الإعلام، وتسلم تقارير على مدار الساعة عما تقوم به الجهات الأمنية اتجاه هذه القضية.

* انتشرت أنباء تحدثت عن الأفارقة بشكل واسع، وكانت هناك رد فعل من قبل المواطنين، لكنهم قد يتعرضون لأذى نتيجة عدم خبرتهم وتأهيلهم في القبض أو التصدي لمن قد يشكل خطرا عليهم، فماذا ترون حيال هذا الأمر؟

- التعامل الفردي من قبل المواطنين مع المجهولين أمر مرفوض، وقد تم التنبيه عليهم في وسائل الإعلام، وأوضحت في كلمتي للأهالي ومشايخ القبائل والمسؤولين أن دور المواطن ينتهي عند إبلاغ الجهات الأمنية عن أماكن وجودهم والجهات الأمنية قادرة على التعامل معهم وحماية المواطنين.

* بالعودة إلى أنشطة المنطقة، ما المشروعات المستقبلية التي تراهن عليها الإمارة خلال الفترة المقبلة، خصوصا التنموية منها؟

- منطقة عسير كباقي المناطق السعودية تشهد مشاريع تنموية كبيرة جدا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، فالمشاريع كثيرة جدا؛ ولكن قد تكون المدينة الجامعية التي تصنف كأكبر جامعة على مستوى الشرق الأوسط بطاقة استيعابية تصل إلى 70 ألف طالب والمدينة الطبية التي انطلق العمل فيها، بالإضافة إلى فتح الطرق المحورية والرئيسة هي التي تراهن عليها الإمارة، بالإضافة إلى مشاريع سياحية وتنموية سوف تكون على أرض الواقع في القريب العاجل.

* ما الخطوات الدائمة والحديثة التي تتخذها المنطقة لجذب الاستثمار المحلي والخليجي والأجنبي؟ وهل هناك مشاريع حديثة لعقد استثمارات جديدة تشهدها المنطقة قريبا؟

- سبق أن أوضحت أن الإمارة بشكل عام، وأنا بشكل خاص، سوف نسهل جميع الإجراءات لأي مستثمر، سواء من داخل السعودية أو أي مستثمر أجنبي، وهناك فرص استثمارية كبيرة جدا في المنطقة، خاصة السياحية؛ لما تتمتع به منطقة عسير من مقومات سياحية جذابة، وأنا من منبركم أوجه الدعوة إلى رجال الأعمال كافة للاستثمار في المنطقة، وأنا لن أكل أو أمل من دعوة المستثمرين لهذه المنطقة.

* في ما يتعلق بالتطوير الخدمي للمحافظات والقرى، ما جديد الخدمات المقدمة للمراكز والمحافظات والقرى في المنطقة؟

- الحمد لله، تتوافر جميع الخدمات في جميع محافظات المنطقة، والعمل جار على تطويرها وتحديثها، بالإضافة إلى وجود الخدمات الأساسية في جميع المراكز والمشاريع قائمة مع كل ميزانية لاستكمال وتطوير هذه الخدمات وهناك اجتماعات مستمرة مع المحافظين ورؤساء المراكز، ورفع تقارير عن الخدمات، ويتم على ضوئها الرفع للوزارات بكل احتياجاتهم.

* هل تعتبرون المشاريع المنجزة في الوقت الراهن كافية في المنطقة؟ وما التحديات التي تواجه المشاريع إذا استثنينا الحديث عن الاعتمادات من قبل وزارة المالية؟

- طموحنا لا يقف عند حد معين، والقادم أجمل، وبالنسبة للتحديات قد تكون طبيعة منطقة عسير أبرز التحديات التي تواجه المنطقة؛ نظرا لطبيعتها الجبلية.

* ما التحركات والخطوات التي اتخذتها المنطقة لدعم الشباب، سواء من جهة الوظائف أو دعم المشاريع المتوسطة والصغيرة؟ وهل هناك نيات في المنطقة لدعم لجنة لشباب الأعمال تتابع وتسهل تنفيذهم المشاريع؟

- شباب عسير شباب طموح ومبدع، وأنا أبذل كل جهدي للوقوف معهم ومساندتهم، وأحرص–دائما–على توفير جميع الفرص لهم، سواء الوظيفية أو غيرها، ودائما ما أطالب الغرفة التجارية برفع تقارير مستمرة عن إحصائيات الدعم الذي يحظى به الشباب من جميع صناديق الدعم، سواء الحكومي أو الخاص، وهناك نسب جيدة في السنوات الأخيرة، وأنا أحرص–دائما–على تقديم الدعم المادي والمعنوي لكل ما يحتاجه شباب عسير، كما أنه يوجد مجلس لشباب منطقة عسير أترأسه بنفسي، وهو مسخر لكل ما يهم الشباب. كما أنني أشركت مجلس الشباب مع مجلس المنطقة، واستطاعا مناقشة المسؤولين في كل ما يخص الشباب بالمنطقة.

* في الجانب الصحي، يشكو الكثير من المواطنين في المنطقة بكثرة التنقل إلى مناطق أخرى لتلقي العلاج، والمقصود هنا المستشفيات الخاصة، هل لكم أن تحدثونا عن المميزات والتسهيلات التي تقدمها المنطقة لتشجيع تدشين مستشفيات خاصة؟

- التنقل من أجل العلاج مشكلة يعانيها المواطنون في عدد من المناطق، والسفر مكلف، وأيضا صعب على كبار السن؛ ولكن المدن الطبية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين سوف تكون حلا لهذه المشكلة، وهنا في عسير أتابع بنفسي مراحل إنشاء المدينة الطبية التي سوف تنهي معاناة أهل المنطقة بالنسبة للتنقل قريبا. أما بخصوص التسهيلات الخاصة بالاستثمار في الجانب الصحي، فأنا–كما قلت–أقدم كل التسهيلات لكل من يرغب في ذلك، كما أنها توجد لدينا في المنطقة مستشفيات خاصة على قدر عال من الجودة.

* هل تؤيدون فكرة إنشاء مراكز رصد حكومي تعتمد على مؤشرات إحصائية في المناطق، مهمتها الرصد الميداني للخدمات كافة وتنفيذ دراسات اقتصادية ترصد وتساعد المسؤول على اتخاذ القرار من واقع أرقام قريبة إلى الدقة؟ وهل لديكم في المنطقة دائرة أو قطاع مسؤول عن هذا النوع من المراصد؟

- كل ما فيه مصلحة المنطقة وأهل المنطقة أنا سوف أكون داعما له، وأنا–دائما–ما أستعين بأهل الخبرة في مثل هذه الأمور، وتوجد لدينا في الإمارة لجان عدة ومجالس تدرس وترفع لنا مقترحات ودراسات لكل الأمور الخدمية والتنموية، كما أنه يوجد المرصد الحضري الذي تقوم بأعماله أمانة المنطقة ويقدم دراسات وإحصاءات للمشاريع الخدمية والتنموية في المحافظات والمراكز.