مكة المكرمة: الصناعات النسائية تنجح في اقتطاع مساحة بالمدينة الصناعية الجديدة

تستوعب قرابة 2330 مصنعا

المدينة الصناعية بمكة المكرمة ستحتضن عددا من المشاريع النسائية للسعوديات على مساحة تقدر بـ700 ألف متر مربع («الشرق الأوسط»)
TT

تدخل المرأة في مكة المكرمة مرحلة جديدة في سباقها مع الحياة وإظهار إبداعها في المهن والحرف التقليدية التي اشتهرت بها العاصمة المقدسة، وذلك بعد أن خصصت للصناعات النسائية مواقع ومساحات مختلفة للاستثمار في المدينة الصناعية الجديدة على أطراف مكة المكرمة.

وبحسب الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، فإن إجمالي المساحة المتوقع الاستفادة منها لإنشاء مصانع صغيرة، تزيد على 700 ألف متر مربع، تستوعب قرابة 2330 مصنعا، وتبلغ مساحة المصنع الواحد نحو 400 متر مربع.

وستخصص الغرفة التجارية فور تسلم المخطط من أمانة العاصمة المقدسة، جزءا من المساحة الإجمالية للنساء الحرفيات في مكة المكرمة، لممارسة أعمالهن الحرفية التي تخدم توجه المنطقة، في ترويج سلع تقليدية بمواصفات عالمية تحت شعار «صنع في مكة المكرمة».

وقال طلال مرزا رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»: «الأرض الممنوحة من أمانة العاصمة المقدسة، التي من المتوقع توفيرها خلال الفترة المقبلة، تقدر بنحو مليون متر مربع، ستتم الاستفادة فقط من 700 ألف متر، في حين أن المتبقي من إجمالي المخطط سيكون مخصصا للخدمات المساندة للمدينة الصناعية الجديدة».

وأردف رئيس مجلس الغرفة التجارية في مكة المكرمة قائلا: «هناك جزء من إجمالي المساحة سيخصص لنساء مكة المكرمة من الحرفيات، لمباشرة أعمالهن من داخل المدينة الصناعية، حسب الفكرة وآلية تنفيذها»، مشيرا إلى أن انطلاق المدينة الصناعية سيوفر المئات من فرص العمل للشباب السعودي المهتم بالمهن التقليدية.

وتشتهر مكة المكرمة بانتشار عدد من الصناعات الحرفية التقليدية التي عرفت في السنوات الماضية، ومنها النجارة اليدوية التي اكتسبت شكلا مميزا، ويندرج في هذه الحرفة عدد من المختصين (النشارون، والنجارون، والدقاقون) والتي تكون مهمتهم في النهاية، وتعتمد على زخرفة ما ينهيه النجار بالحفر على الخشب وعمل الزخارف.

وحسب غرفة مكة المكرمة، فإن هذا الإنجاز سيتيح الفرصة أمام توقيع العديد من الاتفاقيات بين المستثمرين في عدد من الدول الإسلامية وأصحاب الصناعات الحرفية في المدينة الصناعية التي سيكون لها مردود إيجابي في بلورة وتطوير المشاريع الصغيرة.

وهناك حرف مثل صياغة المعادن، التي تعد قديمة العهد، وهي من الحرف اليدوية الدقيقة، وكذلك مهنة صانعي الفخار، وصناعة أقفاص الطيور وطوالي الخبز والعشش والزنابيل والحصر والمراوح والحبال، من خلال الاستفادة من الجريد وسعف النخيل.

وتقول منال محمد، مختصة بصناعة المشغولات اليدوية: «إن فكرة انتقالها في حال أتيحت الفرصة لها، داخل المدينة الصناعية، ستكون بمثابة حلم بتطوير ورفع القدرة الإنتاجية من المشغولات اليدوية؛ إذ تعتمد - حاليا - على مساعدة بعض العاملات من الجنسيات الآسيوية في توفير طلبات المستفيدين من إنتاجها».

وتعول منال على المدينة الصناعية الجديدة في أن تربطها مع عدد من الشركات المهتمة بالصناعات التقليدية البسيطة والمتوسطة؛ الأمر الذي سينعكس على توسيع نشاطها وتحسين مستوى الدخل لديها.

وفي السياق ذاته، يتوقع الدكتور لؤي الطيار الخبير الاقتصادي، أن تستحوذ نساء مكة المكرمة الحرفيات على نسبة كبيرة من المصانع المتوقع إنشاؤها في المدينة الصناعية، خاصة في صناعة المشغولات، والسبح، والتطريز، وغيرها من الحرف اليدوية النسائية، موضحا أن دفع نساء مكة المكرمة للخروج من المنازل وإظهار صناعتهن بشكل أوسع خطوة إيجابية لاقتصادات مكة المكرمة، وأضاف الطيار أن «المدنية الصناعية الجديدة ستكون لها أبعاد عالمية، من خلال إيجاد شراكات اقتصادية متنوعة في الدول الإسلامية، مما سيكون له بالغ الأثر في رفع إنتاجية هذه المصانع بإنتاجها وأشكالها المختلفة»، مشيرا إلى أن «التوقعات بالنسبة لهذه الصناعات الصغيرة مرهونة بمدى جودة وقدرة منافسة ما يتم جلبه من الخارج وترويجه في السوق المحلية بأسعار زهيدة».