«العمل» و«التعليم العالي» تشكلان لجنة لتقييم مخرجات التعليم

بهدف مواءمة المخرجات لمتطلبات سوق العمل

تخرج الجامعات السعودية آلاف الطلاب سنويا، لكن إدراجهم في سوق العمل يصطدم دائما بمستوى تأهيلهم، وفي الصورة عدد من الطلاب يتقدمون للالتحاق بجامعة جازان جنوب المملكة (واس)
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر خاصة عن تشكيل لجنة مكونة من وزارتي التعليم العالي والعمل، للنظر في مدى مواءمة مخرجات التعليم لسوق العمل، خاصة بعد أن أكد العديد من الدراسات وجود فجوة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل، حيث تصل نسبة الالتحاق بالعلوم الإنسانية والاجتماعية إلى 75 في المائة، فيما تصل نسبة الالتحاق بالعلوم التطبيقية إلى 25 في المائة.

وأكد المصدر أن هناك محاولات لهدم الهواة بين التعليم ومتطلبات سوق العمل، من خلال سد الاحتياج المتمثل في المهارات العملية التطبيقية وليس النظرية، لا سيما أن 75 في المائة من مخرجات التعليم نظرية، في حين أن احتياج سوق العمل الآن أكثر للأعمال الحرفية.

من جهتها، بينت الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل، رئيسة جامعة عفت، أن حالة التغيرات والتطورات الإيجابية التي يشهدها المجتمع السعودي والتي شملت معظم أوجه الحياة الصناعية والتعليمية والإعلامية والصحية، والعديد من المشاريع الكبرى الاقتصادية، تقابلها الحاجة القوية والملحة للقوى العاملة المحلية التي تلبي متطلبات هذا التوسع الكبير.

وأشارت إلى أن المجتمع السعودي غالبيته من الشباب، ووفق ما بينت الدراسات فإن نسبتهم 60 في المائة من الشعب السعودي، مما يعني أنها قوى عاملة تتناسب مع احتياجات التنمية التي تمر بها المملكة حاليا، إلا أن الفجوة بين مخرجات مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل ما زالت تشكل تحديا كبيرا.

وأوضحت جمل الليل أن الاستثمار في مجال الموارد البشرية يحظى باهتمام قيادة المملكة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت طفرة هائلة، ونوهت بأن الجامعة - في هذا الإطار - تنظم برامجها التعليمية وأنشطتها غير المنهجية وفي مقدمتها «يوم المهنة» الذي يتيح فرصة متميزة من نوعها لكل من لديه رغبة في الحصول على وظيفة أو التعرف على المجالات الوظيفية المتاحة للسيدات في سوق العمل المحلية والمهارات الوظيفية المطلوبة ومتطلباتها لدى المتقدمات.

وبينت أن هناك أكثر من 80 شركة قد اجتمعت على توظيف الباحثات عن العمل بجامعة عفت، وإعدادهن لسوق العمل، وذلك خلال فعاليات يوم المهنة التي نظمتها الجامعة مؤخرا للعام الثاني عشر على التوالي، وخلال اللقاء أبرمت اتفاقيات مع عدة جهات من بينها البنك الأهلي التجاري لتدريب طالبات وخريجات جامعة عفت وإعدادهن لسوق العمل، كما فتحت أبوابها لمشاركة كل أفراد المجتمع من جميع الجامعات والكليات الحكومية والأهلية بمدينة جدة وخارجها للتسجيل ضمن اللقاء وطلبات التوظيف.

وأشارت إلى أن فعاليات يوم المهنة تضمنت أيضا ورش عمل مختلفة لجميع أفراد المجتمع، والتي ركزت على أن الربط بين مخرجات مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل يكمن في أهمية التأهل الوظيفي لضمان الوظيفة، وذلك من خلال ترسيخ مفهوم التنمية الإدارية في المجتمع وتنمية القدرات العلمية والتعليمية والبحثية لدى مخرجات التعليم.

وشدد على ضرورة الأخذ في الاعتبار مفاهيم البيئة السعودية وتأهيل الخريجين لتلبية احتياجات المجتمع في القطاعين العام والخاص بمختلف مسارات التنمية التي يتطلبها المجتمع السعودي وربط الجامعات وتخصصاتها بالمجتمع من خلال إتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس للاستفادة من إمكانيات البنية التحتية والأبحاث العلمية لخدمة المجتمع.

ويرجع الباحثون في دراساتهم وأبحاثهم ضعف المواءمة ما بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات التنمية في المملكة إلى انخفاض الكفاءة الداخلية النوعية لمؤسسات التعليم العالي، والتي من مؤشراتها تدني التحصيل المعرفي والتأهيل التخصصي وضعف القدرات التحليلية والابتكارية والتطبيقية، إلى جانب القصور في تعزيز القيم والاتجاهات الإنتاجية.

كما بينت الدراسة التي صدرت مؤخرا للدكتور منير العتيبي بجامعة الملك سعود حول ملاءمة مخرجات التعليم العالي لاحتياجات سوق العمل السعودي، انخفاض الكفاءة الخارجية سواء الكمية والنوعية، ويتمثل ذلك في تخريج أعداد من الخريجين في تخصصات لا تحتاجها سوق العمل مع وجود عجز وطلب على تخصصات أخرى.