«الصحة» تكافح انتشار «الهيموفيليا» بين السعوديين بإنشاء سجل وطني للمرضى

عددهم وفق آخر الإحصائيات 2000 مريض.. وتكلفة علاجهم السنوية 5 ملايين ريال

TT

أظهرت معلومات طبية سعودية أن تكلفة علاج مرضى نزيف الدم المعروف بـ«الهيموفيليا» التي تتحملها الدولة تصل إلى 5 ملايين ريال سنويا، ووفقا لهذه المعلومات فإن المستشفيات الحكومية تتحمل نفقات علاج قرابة 2000 مريض سعودي مصاب بهذا المرض في المملكة.

وتسعى وزارة الصحة بالتعاون مع المنظمة العالمية لمرض «الهيموفيليا»، التي تعد المملكة عضوا فعالا فيها، ممثلة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث التابع لها، إلى بذل جهود حثيثة لمكافحة انتشار المرض من خلال إنشاء سجل وطني لمرضى «الهيموفيليا» ليضم الحالات من أنحاء البلاد كافة بالإضافة إلى استعداداتها التي تجريها مع بدء العد التنازلي لليوم العالمي لهذا المرض الذي يصادف السابع عشر من شهر أبريل (نيسان) حيث تقام الكثير من الندوات عبر دول العالم بما فيها المملكة.

وبحسب الدكتور طارق عويضة استشاري طب أمراض الدم بمختبر طب الأمراض بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض فإن عدد المصابين بهذا المرض يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 مريض في السعودية أي أنه يصيب كل واحد من 10 آلاف مولود سنويا، مبينا أن نسبة إصابة الذكور بالمرض أعلى من الإناث، مبينا أن العدوى تصل للجنين الذكر عن طريق الأم وأن زواج الأقارب، والوراثة من أهم مسببات المرض.

ويعاني المصابون بمرض «الهيموفيليا» من ندرة توفر العلاج بالكثير من المراكز الطبية المنتشرة بالبلاد، في الوقت الذي يضطر البعض منهم للبحث عنه في المدن الكبيرة أو خارج حدود المملكة في دول الجوار.

ويبلغ عدد المصابين بـ«الهيموفيليا» في المنطقة الشرقية قرابة 100 شخص، في وقت تعتبر فيه مساهمة القطاع الخاص تجاه توظيف أصحاب ذلك المرض متدنية، حيث يعتبر أولئك الأفراد بحسب تصنيف وزارة العمل السعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يمنح المؤسسة المشغلة لهم باحتساب كل شخص منهم بأربعة موظفين سعوديين.

و«الهيموفيليا» من الأمراض الوراثية المتعددة التي تسبب خللا في الجسم وتمنعه من السيطرة على عملية نزيف الدم. وتعتبر الأسباب الوراثية أو أسباب النقص في المناعة الذاتية من أهم عوامل التخثر للبلازما الذي يعمل على تسوية عملية تخثر الدم، فعندما يصاب وعاء دموي بجرح لن تتكون خثرة ويستمر الدم بالتدفق لمدة طويلة من الزمن. يمكن للنزيف أن يكون خارجيا، كالجلد إذا تم حكه بشيء أو عندما يصاب بقطع، ويمكن أيضا أن يكون النزيف داخليا مثلا في العضلات أو المفاصل أو الأعضاء المجوفة.

بدوره أوضح الدكتور هشام عبد الرحمن استشاري هشاشة العظام في أحد المستشفيات الخاصة الكبرى بالمنطقة الشرقية، أن أعراض المرض تبدأ غالبا في الظهور بحدوث نزيف دموي، ربما يستمر لبضع ساعات أو أيام في بعض الحالات، موضحا أن من علامات المرض لدى الأطفال ظهور كدمات تصاحب فترة الحبو أو المشي، ولافتا إلى أن تلك الكدمات يغلب عليها اللون الأزرق، مما قد ينجم عنها حدوث نزيف في المفاصل خاصة الركبتين مما يجعل المصاب يعاني بعد ذلك من تليف وتيبس وضعف في العضلات ويصبح بعد سنوات قليلة طفلا معاقا حركيا. وأشار إلى أن المصاب بالمرض حين وصوله لسن البلوغ يكون بحاجة لعملية تغيير المفاصل إذا لم يتلق العلاج المناسب منذ الصغر، ومشيرا إلى ضرورة معرفة التاريخ الوراثي للمرضى قبل إجراء أي تدخل جراحي لما لذلك المرض من احتمالية عالية في استمرار نزف الجروح، ولافتا إلى أن أفضل وسيلة ممكنه للمرض خلال حالات النزيف وضع كمادات ثلجية على الأماكن المصابة للحد من النزيف أو للتغلب على آلام المفاصل.

وبين عبد الرحمن وجود علاج وقائي للمرض وذلك عن طريق حقن الطفل المريض كل 48 ساعة بمعاملات التجلط، مبينا أن تكلفته تعد مرتفعة مقارنة بعلاج البلازما، الذي يلجأ إليه بعض مرضى «الهيموفيليا».

وأكد استشاري هشاشة العظام أن ذلك العلاج الوقائي يفيد في الحفاظ على المفاصل والعضلات في حالتها الطبيعية حتى لا تحدث أي إعاقة للطفل مستقبلا، ومؤكدا على ضرورة تلقي الأطفال المتوقع إصابتهم بالمرض باللقاح الوقائي تجنبا لحدوث الإعاقة الحركية لهم مستقبلا.