«السيول» تستنفر أجهزة الدفاع المدني.. ولجان حكومية لإغاثة وتعويض المتضررين

عمليات إغاثة ميدانية في تهامة قحطان لـ400 أسرة.. والأمطار تتركز في الجنوب والجنوب الغربي

مساعدات إغاثية لأهالي تهامة قحطان التي هطلت عليها أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية (واس)
TT

استنفر عدد من الجهات الحكومية والخدمية كامل طاقاته البشرية والمادية، لمواجهة آثار الأمطار والسيول، التي شهدها عدد من مناطق السعودية، خاصة المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من البلاد.. حيث شكلت كميات الأمطار التي قدرتها المراصد التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في عدد من المناطق الجنوبية ما بين 10 ملم و60 ملم، في وقت سجلت المراصد هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بزخات من البرد على أجزاء من مدينة نجران، وهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة جنوب حائل، وهطول أمطار متوسطة غرب منطقة القصيم.

وكانت أكثر المناطق تضررا جراء الأمطار المحافظات والمراكز في تهامة قحطان التابعة لإمارة منطقة عسير، حيث قدرت الجهات الحكومية أعداد الأسر المتضررة بـ400 أسرة.

وكان الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير، وجه بتشكيل لجنة حكومية في المنطقة، لتولي تنفيذ العمليات الإغاثية الميدانية للأسر المحتجزة نتيجة الأمطار والسيول الغزيرة.

وأوضح اللواء محمد الشهري مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير، أنه نتيجة لتعطل الطرق، فقد تم تسيير جسر جوي عاجل مزود بالمؤن والاحتياجات اللازمة للمتضررين، حيث تم إيصال المؤن إلى أقرب نقطة توزيع بمطل درامة بسراة عبيدة، موضحا أن عملية النقل الجوي للمساعدات الإغاثية تمت بواسطة طيران الأمن، ولافتا إلى أنه تم توزيع بعض الأدوية اللازمة كأدوية السكري والضغط وغيرها للمرضى المحتاجين.

وأشار الشهري إلى الاستمرار في تقديم المؤن الإغاثية لبعض الأسر طيلة أمس، مشيرا إلى تركز مهام الإغاثة الميدانية على قرى تهامة قحطان عبر توزيع عدد من السلال الغذائية التي تم تأمينها من قبل فرع وزارة المالية بمنطقة عسير.

إلى ذلك، أطلقت الرئاسة العامة للأرصاد الجوية وحماية البيئة تنبيهاتها عبر موقعها الإلكتروني، وتتوقع هطول أمطار رعدية على نجران تسبق بنشاط الرياح السطحية.

من جانبه، أكد المقدم علي الشهراني، الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران، على عدم تسجيل خسائر في الأرواح، مؤكدا اقتصار الأضرار على تلفيات في عدد قليل من المنازل والمركبات ونفوق عدد من الماشية. وقال الشهراني: «تحركت جميع فرق الدفاع المدني داخل مدينة نجران، وتم التعامل مع الحالة في وقت قياسي ضمن خطط وتدابير الدفاع المدني في مثل هذه الحالات، وتم فتح مجاري السيول التي أغلقت، وإزالة الخطورة عن المنازل المحاذية للسيول، وكان هناك عدد من الأشخاص تم إنقاذهم»، مشيرا إلى أن «عدد بلاغات الاستغاثة 28 بلاغا».

وكان جهاز الدفاع المدني بمنطقة نجران أطلق عددا من التحذيرات والنداءات للمواطنين والمقيمين على حد سواء بعدم الخروج أثناء هطول الأمطار وعدم النزول إلى بطون الأودية أو صعود الجبال، وعدم استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي لخطورتها عند سماع الرعد أو رؤية البرق خشية الصواعق، مطالبا إياهم بالابتعاد عن تجمعات المياه أثناء التنزه ومتابعة الأطفال عند الخروج للتنزه، متمنيا للجميع الأمن والسلامة الدائمة.

وفي السياق ذاته، قال أحمد آل الحارث مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة منطقة نجران: «بالنسبة لمشاريع الأمطار والسيول التي انتهى العمل فيها، لم تسجل أي مشكلة عليها، وما حدث في بعض الأحياء، كان بسبب عدم اكتمال المشروع، فما زالت أغلب مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول تحت التنفيذ، وقريبا ستكتمل، وستكون قادرة على التصدي للأمطار».

وبين آل حارث أن ما حدث من انسداد العبارات كان بسبب ما تحمله السيول من مخلفات، مؤكدا قيام جهاز الدفاع المدني بالمنطقة بإزالة تلك العوائق من عبارات السيول بالطرق الرئيسية والفرعية، ولافتا إلى أن فرق الأمانة وجدت وقت هطول الأمطار عند المواقع المتضررة.

من جانب آخر، شهدت محافظة رنية (380 كلم شرقي مدينة الطائف)، حادثة نفوق 33 رأسا من الأغنام، واحتجاز عدد من المركبات، على أثر تساقط كميات كبيرة من الأمطار أمس، مما أدى إلى انقطاع الطريق المؤدي لقرية عبال في بني مالك جنوب المحافظة.

وأكد العقيد فيصل الجودي الناطق الإعلامي المكلف باسم الدفاع المدني بالطائف، أن الأمطار، التي استمر هطولها على مدن وقرى المحافظة خلال الأيام الماضية، تراوحت بين متوسطة وغزيرة، مؤكدا رفع جهاز الدفاع المدني جاهزية فرقه الميدانية لمباشرة أي طارئ.

ولمح الجودي إلى أنه تمت متابعة التنبيهات الواردة من هيئة الأرصاد وحماية البيئة بصفة مستمرة والتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، مبينا أن مركز العمليات بالدفاع المدني تلقى العديد من البلاغات، وأنها تتمثل في احتجاز مجموعة من السيارات بسبب زخات البرد التي غطت المواقع السياحية، خاصة بمنطقة الشفا.

من جانبه، أوضح عبد الله العثيمين محافظ رنية أنه تم تشكيل لجنة حكومية ضمت في عضويتها إمارة المنطقة ووزارة الزراعة ووكالة الضمان الاجتماعي، للوقوف على الأضرار المادية ورصدها ليتم الرفع بها للجهات المعنية لتعويض أصحابها.

وكانت الأمطار التي شهدتها محافظة الطائف خلال الأيام الماضية أدت إلى جريان عدد من الأودية والشعاب، وبحسب عدد من أهالي المنطقة، فقد تم التأكيد على عدم جريان تلك الأودية منذ سنوات بعيدة، وسط توقعات باستمرار هطول الأمطار على مدى الأيام القليلة المقبلة.

وفي السياق ذاته، استنفرت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة جميع قواتها البشرية والآلية في سبيل مواجهة أخطار السيول والأمطار التي شهدتها المنطقة وقدرتها الجهات المختصة بالأمطار المتوسطة إلى غزيرة، على عموم قطاع السراة بمنطقة الباحة.

وأوضح جمعان الغامدي، الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة الباحة، أن مركز القيادة والسيطرة لجهاز الدفاع المدني بالمنطقة استقبل 18 بلاغا تباينت بين احتجاز مركبات وتساقط صخور وتضرر منزل ونفوق بعض المواشي جراء الأمطار، موضحا أنه تمت مباشرتها جميعها والوقوف عليها من قبل دوريات السلامة، وأنه لم تنتج أي إصابات بشرية، وزاد: «ولا تزال دوريات السلامة وصافرات الإنذار تقوم بمسح وتنبيه الإخوة المواطنين والمقيمين لخطورة الاقتراب من المواقع التي تشكل خطورة في الوقت الحالي».