300 ألف زائر في أول أيام مهرجان «الجنادرية»

متعب بن عبد الله يدشن جناح «الصين» ضيف النسخة الـ28

الأمير متعب بن عبد الله يدشن جناح الصين في الجنادرية ويدعو الجميع لزيارته (واس)
TT

ما إن قطعت خيوط الشمس ثلثها الأخير قبل الغروب، حتى توافد سكان وزوار العاصمة على قرية «الجنادرية»، ليشهدوا أول أيام مهرجان التراث والثقافة في نسخته الثامنة والعشرين.

ولم يكن حضور 300 ألف زائر خلال اليوم الأول سوى شاهد على الشوق إلى الماضي المجيد ومعرفة الإرث الكبير الذي خلده الآباء والأجداد في كل بقعة من بقاع السعودية، ومزجها بمكتسبات واسعة وتنمية فكرية وثقافية واجتماعية تجري لحاقا بالتقدم الاقتصادي الواسع الذي سجلته البلاد.

ازدحام شديد سبق القرية في الطرقات، أظهر بداية مشوقة لمن يرغب في الغوص في تمازج حاضر السعودية بتاريخها، وروائح البخور والقهوة العربية تستقبل الزائر قبل أن تطأ قدماه بوابة القرية.

وراحت الأجنحة الحكومية للمناطق الإدارية والأجهزة الحكومية الرسمية والخاصة والبلدان عبر سفاراتها تنبش ما لديها من إرث وتقنيات وأدوات وفنون حرفية، وكان المشهد أشبه ما يكون بثورة من النوع الثقافي.

وكان الأمير متعب بن عبد الله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، دشن مساء أول من أمس، جناح معرض جمهورية الصين الشعبية ضيف مهرجان الجنادرية الثامن والعشرين، بحضور وزير الثقافة الصيني تساوي وو، وسفير جهورية الصين لدى السعودية لي تشنج.

تجول رئيس الحرس الوطني داخل المعرض، مطلعا على ما يحتويه من معروضات مصورة تتحدث عن الحضارة الصينية العريقة، وعن المشغولات اليدوية الحريرية والخزفية وطرق تطريزها.

وقال عقب الجولة، إن «الحفل الخطابي وما يتخلله من أوبريت فني، قد أجل بسبب وفاة الأمير بدر بن عبد العزيز - رحمه الله - مع استمرار برامج وفعاليات مهرجان الجنادرية الأخرى، كما هو معد لها مسبقا»، على جنبات القرية التي تواصل الاحتفاء بعد ربع قرن من تسجيل الحضور الثقافي السعودي للمهرجان.

وقال سليمان السعدون، وهو موظف في القطاع الخاص كان حاضرا برفقة ابنيه، إن «المهرجان وافتتاحه يوم الخميس أعطى الفرصة للزيارة، ليتمعن ابناي في تاريخهما بشكل يختلف عن الملتيميديا والكتب أو الطرق التقليدية، لأن محاكاة الماضي في الحاضر تعتبر وسيلة أكثر تشويقا ووصولا إلى صورة ذهنية واضحة».

واستقبل معرض حرس الحدود المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 28) زواره أمس بحلة جديدة، تمثل ذلك في استحداث طرق متعددة للعروض المصورة، والمجسمات الآلية الحديثة التي يستخدمها حرس الحدود.

وأشار النقيب مسفر القريني المشرف على المعرض إلى أن مشاركة حرس الحدود ترمي إلى تعريف الجمهور بأعمال ومهام حرس الحدود، ويستعرض القطاع تاريخ نشأته، والتطور الكبير الذي شهده هذا القطاع الحيوي المهم على مر السنين.

حرس الحدود، تشبه مهمته في الحماية مهمة المدافع في كرة القدم، وهو الذي من النادر أن يكتسب الشهرة، وهو في أفضل الأحوال لا يقارن بالمهاجمين المسجلين، وتبرز إدارة حرس الحدود نماذج لما يتم استخدامه في حماية الوطن عبر رجال يخدمونه ويعتبرون خط دفاعه الأول. ويحمل المعرض العديد من الوثائق التاريخية التي توثق بدايات وإنجازات حرس الحدود، إلى جانب لوحة جدارية لشهداء الواجب الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية إخوتهم وأهليهم في الوطن.

موقع منطقة مكة المكرمة في المهرجان يظهر الطراز المعماري الذي تميز به بيت مكة المكرمة وجدة والطائف من خلال محاكاة التاريخ والأصالة والتراث إلى جانب الإطلالة على الحياة الاجتماعية لما كان عليه الأجداد والآباء في الماضي والتنوع في الأنشطة ومزاولة مختلف الحرف والمهن التي تعتبر وسيلة من وسائل الحياة والمعيشة عبر الحقب الزمنية المختلفة، مستعرضا الرواشين والحارات والثريات المستوحاة من بيئة المنطقة والتجهيزات الأثرية إضافة إلى مكونات الدور التي تمثلت في الديوان والواجهة الخارجية للدار والمجلس والمخلوان والشيش، وهو الجزء البارز للنوافذ من الداخل، وصهاريج المياه أسفل الدار والعلوية المسماة «الطيرمة» والشاحوطة المستخدمة في صناعة الحجر المنقبي والبحري وخشب القندل.

وتتوزع في الجناح صور حديثة وقديمة ومجسمات للمسجد الحرام والأماكن المقدسة التي توضح التطورات وأعمال التوسعة التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين.

وشهد بيت المنطقة الشرقية المتربع في وسط أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة استعراض محتويات أدواته من تاريخ عريق عاشه الآباء والأجداد في الماضي، إلى جانب الاطلاع على أجنحة الدوائر والهيئات الحكومية في المنطقة الشرقية، مقدما نموذجا من التطور الذي تشهده المنطقة.